الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فوائد الأولى : قد يلتبس السبب بالشرط من حيث إن الحكم يتوقف وجوده على وجودهما . وينتفي بانتفائهما كالحدث ، وإن كان السبب يلزم من وجوده وجوده ، بخلاف الشرط . فإذا شك في وصف : هل هو سبب أو شرط ؟ نظرت فإن كانت كلها مناسبة للحكم ، كالقتل العمد المحض العدوان ، فالكل سبب .

وإن كان كل واحد منها مناسبا ، كأسباب الحدث فلكل واحد سبب . وإن ناسب البعض في ذاته والبعض في غيره ، فالأول : سبب . والثاني : شرط .

كالنصاب والحول . فإن النصاب يشتمل على الغنى ونعمة الملك في نفسه . فهو السبب ، والحول مكمل لنعمة الملك بالتمكن من التنمية في مدته . فهو شرط . قاله القرافي . قال البرماوي : ولكن هذا لا يكون إلا في السبب المعنوي الذي يكون علة ، لا في السبب الزماني ونحوه . فالصواب أن يقال : إن كان الوصف هو المتوقف عليه الشيء في تعريفه أو تأثيره على الخلاف . فالسبب ، وإلا فالشرط انتهى

التالي السابق


الخدمات العلمية