قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=25987_30364_30525_30550_34274_34513_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون nindex.php?page=treesubj&link=29497_30387_32438_34136_34306_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون nindex.php?page=treesubj&link=29497_30550_33678_34136_34305_34306_34307_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين
إن كانت الإبادة للقرى بالإطلاق في كل زمن فأمها في هذا الموضع عظيمها وأفضلها التي هي بمثابة
مكة في عصر
محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كانت
مكة أم القرى كلها أيضا من حيث هي أول ما خلق من الأرض، ومن حيث فيها
البيت ، ومعنى الآية أن الله تبارك وتعالى يقيم الحجة على عباده بالرسل، فلا يعذب إلا بعد نذارة، وبعد أن يتمادى أهل القرى في ظلم وطغيان. والظلم: -هنا- يجمع الكفر والمعاصي والتقصير في الجهاد، وبالجملة وضع الباطل موضع الحق.
[ ص: 602 ] ثم خاطب تعالى
قريشا محقرا لما كانوا يفخرون به من مال وبنين وغير ذلك من قوة لم تكن عند
محمد صلى الله عليه وسلم ولا عند من آمن به، فأخبر الله تعالى
قريشا أن ذلك متاع الدنيا الفاني، وأن الآخرة وما فيها من النعم التي أعدها الله لهؤلاء المؤمنين خير وأبقى. ثم وبخهم بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60أفلا تعقلون ، وقرأ الجمهور : "يعقلون" بالياء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو وحده: "تعقلون" بالتاء من فوق، وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وعيسى .
ثم زادهم توبيخا بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أفمن وعدناه الآية. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أفمن وعدناه يعم معناها جميع العالم، لكن اختلف الناس فيمن نزلت، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : الذي وعد الحسن هو
محمد صلى الله عليه وسلم، وضده
أبو جهل لعنه الله، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : نزلت في
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة رضي الله تعالى عنه
وأبي جهل ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : نزلت في المؤمن والكافر، كما أن معناها عام.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله :
ونزولها عام بين الاتساق بما قبله من توبيخ
قريش .
و
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61من المحضرين معناه: في عذاب الله تعالى، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، ولفظة "محضرين" مشيرة إلى سوق وجر. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طلحة : "أمن وعدناه" بغير فاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مسروق : "أفمن وعدناه نعمة منا فهو لاقيه".
[ ص: 603 ]
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=25987_30364_30525_30550_34274_34513_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=59وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29497_30387_32438_34136_34306_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29497_30550_33678_34136_34305_34306_34307_28999nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ
إِنْ كَانَتِ الْإِبَادَةُ لِلْقُرَى بِالْإِطْلَاقِ فِي كُلِّ زَمَنٍ فَأُمُّهَا فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَظِيمُهَا وَأَفْضَلُهَا الَّتِي هِيَ بِمَثَابَةِ
مَكَّةَ فِي عَصْرِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ كَانَتْ
مَكَّةُ أُمُ الْقُرَى كُلِّهَا أَيْضًا مِنْ حَيْثُ هِيَ أَوَّلُ مَا خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ، وَمِنْ حَيْثُ فِيهَا
الْبَيْتُ ، وَمَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُقِيمُ الْحُجَّةَ عَلَى عِبَادِهِ بِالرُّسُلِ، فَلَا يُعَذِّبُ إِلَّا بَعْدَ نِذَارَةٍ، وَبَعْدَ أَنْ يَتَمَادَى أَهْلُ الْقُرَى فِي ظُلْمٍ وَطُغْيَانٍ. وَالظُّلْمُ: -هُنَا- يَجْمَعُ الْكُفْرَ وَالْمَعَاصِيَ وَالتَّقْصِيرَ فِي الْجِهَادِ، وَبِالْجُمْلَةِ وَضْعَ الْبَاطِلِ مَوْضِعَ الْحَقِّ.
[ ص: 602 ] ثُمْ خَاطَبَ تَعَالَى
قُرَيْشًا مُحَقِّرًا لِمَا كَانُوا يَفْخَرُونَ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ قُوَّةٍ لَمْ تَكُنْ عِنْدَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا عِنْدَ مَنْ آمَنَ بِهِ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى
قُرَيْشًا أَنَّ ذَلِكَ مَتَاعُ الدُّنْيَا الْفَانِي، وَأَنَّ الْآخِرَةَ وَمَا فِيهَا مِنَ النِّعَمِ الَّتِي أَعَدَّهَا اللَّهُ لِهَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنِينَ خَيْرٌ وَأَبْقَى. ثُمْ وَبَّخَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=60أَفَلا تَعْقِلُونَ ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ : "يَعْقِلُونَ" بِالْيَاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو وَحْدَهُ: "تَعْقِلُونَ" بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقٍ، وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=13723الْأَعْرَجِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16748وَعِيسَى .
ثُمْ زَادَهُمْ تَوْبِيخًا بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ الْآيَةُ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ يَعُمْ مَعْنَاهَا جَمِيعَ الْعَالَمِ، لَكِنِ اخْتَلَفَ النَّاسُ فِيمَنْ نَزَلَتْ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : الَّذِي وَعِدَ الْحَسَنَ هُوَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضِدُّهُ
أَبُو جَهْلٍ لَعَنَهُ اللَّهُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : نَزَلَتْ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ
وَأَبِي جَهْلٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : نَزَلَتْ فِي الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ، كَمَا أَنَّ مَعْنَاهَا عَامٌّ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَنُزُولُهَا عَامٌّ بَيِّنُ الِاتِّسَاقِ بِمَا قَبَلَهُ مِنْ تَوْبِيخِ
قُرَيْشٍ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=61مِنَ الْمُحْضَرِينَ مَعْنَاهُ: فِي عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ، وَلَفْظَةُ "مُحْضَرِينَ" مُشِيرَةٌ إِلَى سَوْقٍ وَجَرٍّ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16258طَلْحَةُ : "أَمَنْ وَعَدْنَاهُ" بِغَيْرِ فَاءٍ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17073مَسْرُوقٌ : "أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ نِعْمَةُ مِنَّا فَهُوَ لَاقِيهِ".
[ ص: 603 ]