الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  ( باب قول الله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله الآية .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي : هذا باب في ذكر قول الله تعالى في بيان إرسال هود عليه الصلاة والسلام إلى قوم عاد ، وهود هو ابن عبد الله بن رباح بن خلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام قاله قتادة ، وقال مجاهد هود بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح ، وقيل : هود بن عبد الله بن جاون إلى آخره مثل الأول ، وقال ابن هشام : هود اسمه عابر ، ويقال : عبير بن إرفخشذ ، ويقال : إنفخشذ بن سام بن نوح ، وكان هود أشبه ولد آدم بآدم خلا يوسف ، وكانت عاد ثلاث عشرة قبيلة ينزلون الرمل بالدو والدهناء ، وعالج ، ووبار ، ويبرين ، وعمان إلى حضرموت إلى اليمن ، وكانت ديارهم أخصب البلاد ، فلما سخط الله [ ص: 226 ] عليهم جعلها مفاوز ، وكان هود من قبيلة يقال لهم : عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام ، وهم عاد الأولى ، وكانوا عربا يسكنون في المواضع المذكورة ، وأرسل الله تعالى هودا إليهم ، وهو قوله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودا ، قال الزمخشري : أخاهم واحدا منهم ، وقال مقاتل : أخوهم في النسب لا في الدين ، وكان عاد الذي تسمت القبيلة به ملكهم ، وكان يعبد القمر ، وطال عمره ، فرأى من صلبه أربعة آلاف ولد ، وتزوج ألف امرأة ، وهو أول من ملك الأرض بعد نوح عليه السلام ، وعاش ألف سنة ومائتي سنة ، ولما مات انتقل الملك إلى أكبر ولده وهو شديد بن عاد ، فأقام خمسمائة سنة وثمانين سنة ، ثم مات فانتقل الملك إلى أخيه شداد بن عاد ، وهو الذي بنى إرم ذات العماد ، وكانت قبائل عاد التي تسمت به قد ملكوا الأرض بقوتهم ، وافتخروا وقالوا : من أشد منا قوة فلما كثر طغيانهم بعث الله إليهم هودا وهو قوله تعالى : وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون يعني تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية