الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3181 32 – حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش قال : حدثني إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : لما نزلت الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قلنا : يا رسول الله ، [ ص: 251 ] أينا لا يظلم نفسه ! قال : ليس كما تقولون ولم يلبسوا إيمانهم بظلم بشرك ، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  اعترض الإسماعيلي فقال : لا أعلم في الحديث شيئا من قصة إبراهيم ، وقال بعضهم نصرة للبخاري : وخفي عليه أنه حكاية عن قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ; لأنه سبحانه لما فرغ من حكاية قول إبراهيم في الكوكب والقمر والشمس ذكر محاجة قومه له ، ثم حكى أنه قال لهم : وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينـزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن فهذا كله عن إبراهيم انتهى .

                                                                                                                                                                                  قلت : قد سبق صاحب التوضيح بهذا الجواب ، وقال الكرماني : مناسبة هذا الحديث بقصة إبراهيم اتصال هذه الآية بقوله : وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه وكل هذا لا يجدي شيئا ، والكلام في مطابقة الحديث للترجمة ، والترجمة هي قوله : " باب واتخذ الله إبراهيم خليلا فأين المطابقة بين هذا الحديث وبين الترجمة ، واعتراض الإسماعيلي باق ، وقول القائل المذكور : وخفي عليه إلى آخره غير موجه أصلا ، بل هو الذي خفي عليه أنه أثبت المطابقة بالجر الثقيل ، وأبعد منه ما قاله الكرماني ، والمقصود من المطابقة أن يكون فيه شيء من ألفاظ الترجمة ، ولو كان شيئا يسيرا ، وهذه الأحاديث المذكورة كلها لا تخلو عن ذكر إبراهيم كما هو مذكور في الترجمة ، ويستأنس في المطابقة من حديث رواه الحاكم ، عن علي رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال هذه في إبراهيم وأصحابه ، وليست في هذه الأمة .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث مضى في كتاب الإيمان في باب ظلم دون ظلم ، وأخرجه هناك من طريقين : أحدهما عن أبي الوليد عن شعبة ، والآخر عن بشر بن خالد ، عن محمد ، عن شعبة ، عن سليمان الأعمش ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، والله أعلم بالصواب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية