الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في ذكر قول الله عز وجل وهو قوله: وهل أتاك حديث موسى إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى وقد مر الكلام فيه عن قريب قبل الباب الذي قبله.

                                                                                                                                                                                  قوله: وكلم الله موسى تكليما وقبله ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما قوله: "ورسلا" منصوب على تقدير قصصنا رسلا، وقوله: قد قصصناهم مفسر له، فحذف الناصب حتى لا يجمع بين المفسر والمفسر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " من قبل " أي من قبل هذه الآية يعني في السور المكية وغيرها.

                                                                                                                                                                                  قوله: ورسلا لم نقصصهم عليك أي لم نسمهم لك.

                                                                                                                                                                                  قوله: وكلم الله موسى تكليما قال ابن عباس لما بين الله لمحمد - صلى الله تعالى عليه وسلم - أمر النبيين ولم يبين أمر موسى عليه الصلاة والسلام شكوا في نبوته، فأنزل الله تعالى: منهم من كلم الله وكلم الله موسى حقيقة لا كما زعمت القدرية أن الله تعالى خلق كلاما في شجرة فسمعه موسى صلى الله تعالى عليه وسلم; لأنه لا يكون ذلك كلام الله، ولو كان من غير التأكيد لاحتمل ما قالوا; لأن أفعال المجاز لا تؤكد بذكر المصادر، لا يقال: أراد الجدار أن يسقط إرادة، وعلم موسى أنه كلام الله؛ لأنه كلام يعجز الخلق أن يأتوا بمثله، قال ابن مردويه بإسناده عن جويبر، عن الضحاك عن ابن عباس : إن الله ناجى موسى بمائة ألف كلمة وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام، كلها وصايا، فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب وجويبر ضعيف، والضحاك لم يدرك ابن عباس.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية