الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله تعالى : ( ثم قضى أجلا ) ففيه مباحث :

                                                                                                                                                                                                                                            المبحث الأول : لفظ القضاء قد يرد بمعنى الحكم والأمر ، قال تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ) [ الإسراء : 23 ] وبمعنى الخبر والإعلام ، قال تعالى : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ) [ الإسراء : 4 ] ، وبمعنى صفة الفعل إذا تم قال تعالى : ( فقضاهن سبع سماوات في يومين ) [ فصلت : 12 ] ومنه قولهم : قضى فلان حاجة فلان ، وأما الأجل فهو في اللغة عبارة عن الوقت المضروب لانقضاء الأمد ، وأجل الإنسان هو الوقت المضروب لانقضاء عمره ، وأجل الدين محله لانقضاء التأخير فيه ، وأصله من التأخير يقال : أجل الشيء يأجل أجولا ، وهو آجل إذا تأخر ، والآجل نقيض العاجل .

                                                                                                                                                                                                                                            إذا عرفت هذا فقوله : ( ثم قضى أجلا ) معناه أنه تعالى خصص موت كل واحد بوقت معين ، وذلك التخصيص عبارة عن تعلق مشيئته بإيقاع ذلك الموت في ذلك الوقت ، ونظير هذه الآية قوله تعالى : ( ثم إنكم بعد ذلك لميتون ) [ المؤمنون : 15 ] .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية