الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            بقي في الآية سؤالات :

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الأول : لم قال : ( مملوكا لا يقدر على شيء ) ، وكل عبد فهو مملوك وغير قادر على التصرف ؟ قلنا : أما ذكر المملوك فليحصل الامتياز بينه وبين الحر ؛ لأن الحر قد يقال : إنه عبد الله ، وأما قوله : ( لا يقدر على شيء ) قد يحصل الامتياز بينه وبين المكاتب ، وبين العبد المأذون ؛ لأنهما لا يقدران على التصرف .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثاني : "من" في قوله : ( ومن رزقناه ) ما هي ؟

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : الظاهر أنها موصوفة كأنه قيل : وحرا رزقناه ليطابق عبدا ، ولا يمتنع أن تكون موصولة .

                                                                                                                                                                                                                                            السؤال الثالث : لم قال : "يستوون" على الجمع ؟

                                                                                                                                                                                                                                            قلنا : معناه هل يستوي الأحرار والعبيد . ثم قال : ( الحمد لله ) وفيه وجوه :

                                                                                                                                                                                                                                            الأول : قال ابن عباس : الحمد لله على ما فعل بأوليائه وأنعم عليهم بالتوحيد .

                                                                                                                                                                                                                                            والثاني : المعنى أن كل الحمد لله ، وليس شيء من الحمد للأصنام ؛ لأنها لا نعمة لها على أحد .

                                                                                                                                                                                                                                            وقوله : ( بل أكثرهم لا يعلمون ) يعني : أنهم لا يعلمون أن كل الحمد لله ، وليس شيء منه للأصنام .

                                                                                                                                                                                                                                            الثالث : قال القاضي في التفسير : قال للرسول عليه الصلاة والسلام قل ( الحمد لله ) ويحتمل أن يكون خطابا لمن رزقه الله رزقا حسنا أن يقول : الحمد لله على أن ميزه في هذه القدرة عن ذلك العبد الضعيف .

                                                                                                                                                                                                                                            الرابع : يحتمل أن يكون المراد أنه تعالى لما ذكر هذا المثل ، وكان هذا مثلا مطابقا للغرض كاشفا عن المقصود قال بعده : ( الحمد لله ) يعني : الحمد لله على قوة هذه الحجة وظهور هذه البينة . ثم قال : ( بل أكثرهم لا يعلمون ) يعني : أنها مع غاية ظهورها ونهاية وضوحها لا يعلمها ولا يفهمها هؤلاء الضلال .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية