الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ nindex.php?page=treesubj&link=1239الوتر مع الاتصال ]
المثال الثالث والسبعون : رد السنة الصحيحة الصريحة المحكمة في nindex.php?page=treesubj&link=1239الوتر بخمس متصلة وسبع متصلة كحديث nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27967كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام } رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد ، وكقول nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها : { nindex.php?page=hadith&LINKID=27876كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ، يوتر من ذلك بخمس ، لا يجلس إلا في آخرهن } متفق عليه ، وكحديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=28298كان يصلي من الليل تسع ركعات ، لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ، ولا يسلم ، ثم يقوم فيصلي التاسعة ، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ، ثم يسلم تسليما يسمعناه ، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد ، فتلك إحدى عشرة ركعة ، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع ، وصنع في الركعتين مثل صنعه في الأولى } وفي لفظ [ ص: 11 ] عنها : { nindex.php?page=hadith&LINKID=24695فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع ركعات لم يجلس إلا في السادسة والسابعة ، لم يسلم إلا في السابعة } وفي لفظ : { nindex.php?page=hadith&LINKID=21057صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن } وكلها أحاديث صحاح صريحة لا معارض لها ; فردت هذه بقوله صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=20794صلاة الليل مثنى مثنى } وهو حديث صحيح ، ولكن الذي قاله هو الذي أوتر بالتسع والسبع والخمس ، وسننه كلها حق يصدق بعضها بعضا ; فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاب السائل له عن صلاة الليل بأنها مثنى مثنى ، ولم يسأله عن الوتر ، وأما السبع والخمس والتسع والواحدة فهي صلاة الوتر ، والوتر اسم للواحدة المنفصلة مما قبلها ، وللخمس والسبع والتسع المتصلة ، كالمغرب اسم للثلاث المتصلة ، فإن انفصلت الخمس والسبع والتسع بسلامين كالإحدى عشرة كان الوتر اسما للركعة المفصولة وحدها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : { nindex.php?page=hadith&LINKID=20790صلاة الليل مثنى ، فإذا خشي الصبح أوتر بواحدة توتر له ما صلى . } فاتفق فعله صلى الله عليه وسلم وقوله ، وصدق بعضه بعضا ، وكذلك يكون ليس إلا ، وإن حصل تناقض فلا بد من أحد أمرين ; إما أن يكون أحد الحديثين ناسخا للآخر ، أو ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كان الحديثان من كلامه وليس أحدهما منسوخا فلا تناقض ولا تضاد هناك ألبتة ، وإنما يؤتي من يؤتي هناك من قبل فهمه وتحكيمه آراء الرجال وقواعد المذهب على السنة ; فيقع الاضطراب والتناقض والاختلاف ، والله المستعان