الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " اللهم رب هذه الدعوة التامة " .

                                                                                                                          إلى آخر الباب : مذهب سيبويه والخليل بن [ ص: 53 ] أحمد وسائر البصريين ، أن أصل " اللهم " يا الله ، وأن الميم بدل من يا ، وقال الفراء : أصله يا الله أم بخير ، فحذف حرف النداء ، حكى المذهبين الأزهري .

                                                                                                                          " والدعوة التامة " .

                                                                                                                          قال الخطابي في كتاب " شأن الدعاء " : وصفها بالتمام ؛ لأنها ذكر الله تعالى يدعى بها إلى طاعته ، وهذه الأمور التي تستحق صفة الكمال والتمام ، وما سواهما من أمور الدنيا فإنه معرض للنقص والفساد ، وكان الإمام أحمد رحمه الله تعالى يستدل بهذا على أن القرآن غير مخلوق ، قال : لأنه ما من مخلوق إلا وفيه نقص .

                                                                                                                          " والصلاة القائمة " .

                                                                                                                          أي التي ستقوم وتفعل بصفاتها .

                                                                                                                          " والوسيلة " .

                                                                                                                          منزلة في الجنة ثبت ذلك في " صحيح مسلم " من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال أهل اللغة : الوسيلة المنزلة عند الملك .

                                                                                                                          " والمقام المحمود " .

                                                                                                                          هو الشفاعة العظمى في موقف القيامة ، سمي بذلك ؛ لأنه يحمده فيه الأولون والآخرون حين يشفع لهم .

                                                                                                                          قال أبو إسحاق الزجاج : والذي صحت به الأخبار في المقام المحمود : أنه الشفاعة ولفظ الحديث في " صحيح البخاري " وفي الترمذي وكثير من الكتب " مقاما محمودا " بلفظ التنكير ، فيكون " الذي وعدته " بدلا أو عطف بيان ، قيل : جيء به منكرا تأدبا مع القرآن في قوله تعالى : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا [ الإسراء 79 ] ورواه الحافظ أبو بكر البيهقي في " السنن الكبير " " المقام المحمود " وكذلك أبو حاتم ابن حبان في كتاب " الصلاة " .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية