الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
في تفاوت الأعمال مع تساويها باختلاف الأماكن والأزمان اعلم أن الأماكن والأزمان كلها متساوية ، ويفضلان بما يقع فيهما لا بصفات قائمة بهما ، ويرجع تفضيلهما إلى ما ينيل الله العباد فيهما من فضله وكرمه [ ص: 45 ] فإن له أن يعاقب بغير كفر ولا عصيان ، ويتفضل بغير طاعة وإيمان ، وقد صح أنه ينشئ في الجنة أقواما وفي الجنة آخرين .

وكذلك من خلقه في الجنان من الحور العين . وتفضيل الأماكن والأزمان ضربان :

أحدهما دنيوي كتفضيل الربيع على غيره من الأزمان ، وكتفضيل بعض البلدان على بعض بما فيها من الأنهار والثمار وطيب الهواء وموافقة الأهواء .

الضرب الثاني : تفضل ديني راجع إلى أن الله يجود على عباده فيهما بتفضيل أجر العاملين كتفضيل صوم رمضان على صوم سائر الشهور

وكذلك يوم عاشوراء وعشر ذي الحجة ، ويوم الاثنين والخميس وشعبان وستة أيام من شوال ، فضلهما راجع إلى جود الله وإحسانه إلى عباده فيها ، وكذلك فضل الثلث الأخير من كل ليلة راجع إلى أن الله يعطي فيه من إجابة الدعوات والمغفرة وإعطاء السؤال ونيل المأمول ما لا يعطيه في الثلثين الأولين .

وكذلك اختصاص عرفة بالوقوف فيها ، ومنى بالرمي فيها ، والصفا والمروة بالسعي فيهما ، مع القطع بتساوي الأماكن والأزمان ، وكذلك تفضيل مكة على سائر البلدان .

التالي السابق


الخدمات العلمية