قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_30549_31788_31907_32024_34167_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=109قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم nindex.php?page=treesubj&link=30549_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون nindex.php?page=treesubj&link=28752_30549_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=111قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين nindex.php?page=treesubj&link=28752_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=112يأتوك بكل ساحر عليم nindex.php?page=treesubj&link=25588_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=113وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين nindex.php?page=treesubj&link=31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=114قال نعم وإنكم لمن المقربين nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=115قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين nindex.php?page=treesubj&link=25582_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم
الساحر كان عندهم في ذلك الزمن أعلى المراتب وأعظم الرجال، ولكن وصفهم
موسى بذلك مع مدافعتهم له عن النبوة ذم عظيم وحط، وذلك قصدوا إن لم يمكنهم أكثر، وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110يريد أن يخرجكم من أرضكم يعنون بأنه يحكم فيكم بنقل رعيتكم في بني إسرائيل فيفضي ذلك إلى خراب دياركم إذا ذهب الخدمة والعمرة، وأيضا فلا محالة أنهم خافوا أن يقاتلهم، وجالت ظنونهم في كل مجال، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش : كانوا يأخذون من بني إسرائيل خرجا كالجزية فرأوا أن ملكهم يذهب بزوال ذلك. وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110فماذا تأمرون الظاهر أنه من كلام الملإ بعضهم إلى بعض. وقيل: هو من كلام
فرعون لهم، وروى
كردم عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع "تأمرون" بكسر النون، وكذلك في الشعراء. و"ما" استفهام، و"إذا" بمعنى "الذي"، فهما ابتداء وخبر، وفي "تأمرون" ضمير عائد على "الذي" تقديره: تأمرون به، ويجوز أن تجعل "ماذا" بمنزلة اسم واحد في موضع نصب
[ ص: 16 ] بـ "تأمرون" ولا يضمر فيه على هذا. قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : والسحر مأخوذ من: سحر المطر الأرض إذا جادها حتى يقلب نباتها ويقلعه من أصوله، فهو يسحرها سحرا، والأرض مسحورة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما سحر المطر الطين إذا أفسده حتى لا يمكن فيه عمل، والسحر: الأخذة التي تأخذ العين حتى ترى الأمر غير ما هو، وربما سحر الذهن، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة :
وساحرة السراب من الموامي ... ترقص في نواشزها الأروم
أراد: أنه يخيل نفسه ماء للعيون.
ثم أشار الملأ على
فرعون بأن يؤخر
موسى وهارون ويدع النظر في أمرهما ويجمع السحرة من كل مكان حتى تكون غلبة
موسى بحجة واضحة معلومة بينة.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير : "أرجئهو" بواو بعد الهاء المضمومة وبالهمز قبل الهاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو : "أرجئه" بالهمز دون واو بعدها، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع وحده في رواية
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون : "أرجه" بكسر الهاء، ويحتمل أن يكون المعنى أخره فسهل الهمزة، ويحتمل أن يكون من الرجا بمعنى: أطعمه ورجه، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع : "أرجهي" بياء بعد كسرة الهاء، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر : "أرجئه" بكسر الهاء وبهمزة قبلها. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي : وهذا غلط. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "أرجه" بضم الهاء دون همز، وروى
nindex.php?page=showalam&ids=11793أبان عن
[ ص: 17 ] nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم : "أرجه" بسكون الهاء، وهي لغة تقف على هاء الكناية إذا تحرك ما قبلها، ومنه قول الشاعر:
أنحى علي الدهر رجلا ويدا ... يقسم لا أصلح إلا أفسدا
فيصلح اليوم ويفسد غدا.
وقال الآخر:
لما رأى أن لا دعه ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش أنه لم يكن يجالس
فرعون ولد غية وإنما كانوا أشرافا، ولذلك أشاروا بالإرجاء ولم يشيروا بالقتل وقالوا: إن قتلته دخلت على الناس شبهة، ولكن اغلبه بالحجة. و"المدائن" جمع مدينة، وزنها فعيلة من مدن، أو مفعلة من دان يدين، وعلى هذا يهمز مدائن أو لا يهمز، و"حاشرين" معناه: جامعين، قال المفسرون: وهم الشرط، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر : "بكل ساحر" ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "بكل سحار" على بناء المبالغة، وكذلك في سورة يونس، وأجمعوا على "سحار" في سورة الشعراء، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : معنى
[ ص: 18 ] الإرجاء الذي أشاروا إليه: السجن والحبس.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=113وجاء السحرة الآية، هنا محذوفات يقتضيها ظاهر الكلام، وهي أنه بعث إلى السحرة وأمرهم بالمجيء، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضى الله عنهما: أنه بعث غلمانا فعلموا بالفرما
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192ونافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وعاصم في رواية
حفص : "إن لنا لأجرا" على جهة الخبر، وقرأوا في الشعراء: "آن لنا" ممدودة مفتوحة الألف غير
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ، فإنه لا يمدها، قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : ويجوز أن تكون على جهة الاستفهام وحذف ألفها، وقد قيل ذلك في قوله: "أن عبدت بني إسرائيل" ومنه قول الشاعر: .
أفرح أن أرزأ الكرام ..... ... ...........................
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي هنا وفي الشعراء: "آئن" بألف الاستفهام قبل "إن"، وقرأت فرقة: "أئن" دون مد، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو هنا وفي الشعراء: "أين" .
[ ص: 19 ] والأجر هنا: الأجرة، فاقترحوها إن غلبوا، فأنعم فرعون لهم بها وزادهم المنزلة والجاه، ومعناه: المقربين مني، وروي أن السحرة الذين جاءوا إلى
فرعون كانوا خمسة عشر ألفا، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : كانوا تسعمائة، وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش أنهم كانوا اثنين وسبعين رجلا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : كانوا سبعين ألفا، قال
محمد بن المنذر: كانوا ثمانين ألفا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : مائتي ألف ونيفا.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه الأقوال ليس لها سند يتوقف عنده، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16850كعب الأحبار : كانوا اثني عشر ألفا، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : كانوا بضعة وثلاثين ألف رجل مع كل رجل حبل وعصا، وقال
أبو ثمامة : كانوا سبعة عشر ألفا.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=115قالوا يا موسى إما أن تلقي الآية. "أن" في قوله: "إما أن" في موضع نصب، أي: إما أن تفعل الإلقاء، ويحتمل أن تكون في موضع رفع، أي: إما هو الإلقاء. وخير السحرة
موسى في أن يتقدم في الإلقاء أو يتأخر.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا فعل المدل الواثق بنفسه، والظاهر أن التقدم في التخيلات والمخارق والحجج، لأن بديلتها تمضي بالنفس، فليظهر الله أمر نبوة موسى قوى نفسه ويقينه، ووثق بالحق فأعطاهم التقدم، فنشطوا وسروا حتى أظهر الله الحق وأبطل سعيهم.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116سحروا أعين الناس نص في أن لهم فعلا ما زائدا على ما يحدثونه من التزييف والآثار في العصا وسائر الأجسام التي يصرفون فيها صناعتهم. و"استرهبوهم" بمعنى: أرهبوهم، أي: أفزعوهم، فكأن فعلهم اقتضى واستدعى الرهبة من الناس، ووصف الله تبارك وتعالى سحرهم بالعظم، ومعنى ذلك: من كثرته، وروي أنهم جلبوا ثلاثمائة وستين بعيرا موقرة بالحبال والعصي فلما ألقوها تحركت وملأت الوادي يركب بعضها بعضا، فاستهول الناس ذلك واسترهبوهم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : قيل: إنهم جعلوا فيها الزئبق فكانت لا تستقر.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=28752_30549_31788_31907_32024_34167_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=109قَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=30549_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28752_30549_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=111قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ nindex.php?page=treesubj&link=28752_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=112يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ nindex.php?page=treesubj&link=25588_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=113وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِنَّ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=114قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=115قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ nindex.php?page=treesubj&link=25582_31907_31913_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقُوا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ
السَّاحِرُ كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ذَلِكَ الزَّمَنِ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ وَأَعْظَمَ الرِّجَالِ، وَلَكِنَّ وَصْفَهُمْ
مُوسَى بِذَلِكَ مَعَ مُدَافَعَتِهِمْ لَهُ عَنِ النُّبُوَّةِ ذَمٌّ عَظِيمٌ وَحَطٌّ، وَذَلِكَ قَصَدُوا إِنْ لَمْ يُمْكِنْهُمْ أَكْثَرَ، وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ يَعْنُونَ بِأَنَّهُ يَحْكُمُ فِيكُمْ بِنَقْلِ رَعِيَّتِكُمْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيُفْضِي ذَلِكَ إِلَى خَرَابِ دِيَارِكُمْ إِذَا ذَهَبَ الْخَدَمَةُ وَالْعُمَرَةُ، وَأَيْضًا فَلَا مَحَالَةَ أَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يُقَاتِلَهُمْ، وَجَالَتْ ظُنُونُهُمْ فِي كُلِّ مَجَالٍ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ : كَانُوا يَأْخُذُونَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرْجًا كَالْجِزْيَةِ فَرَأَوْا أَنَّ مُلْكَهُمْ يَذْهَبُ بِزَوَالِ ذَلِكَ. وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=110فَمَاذَا تَأْمُرُونَ الظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الْمَلَإِ بَعْضِهِمْ إِلَى بَعْضٍ. وَقِيلَ: هُوَ مِنْ كَلَامِ
فِرْعَوْنَ لَهُمْ، وَرَوَى
كَرَدْمٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ "تَأْمُرُونِ" بِكَسْرِ النُّونِ، وَكَذَلِكَ فِي الشُّعَرَاءِ. وَ"مَا" اسْتِفْهَامٌ، وَ"إِذَا" بِمَعْنَى "الَّذِي"، فَهُمَا ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ، وِفِي "تَأْمُرُونَ" ضَمِيرٌ عَائِدٌ عَلَى "الَّذِي" تَقْدِيرُهُ: تَأْمُرُونَ بِهِ، وَيَجُوزُ أَنْ تَجْعَلَ "مَاذَا" بِمَنْزِلَةِ اسْمٍ وَاحِدٍ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ
[ ص: 16 ] بِـ "تَأْمُرُونَ" وَلَا يُضْمَرُ فِيهِ عَلَى هَذَا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : وَالسِّحْرُ مَأْخُوذٌ مِنْ: سَحَرَ الْمَطَرُ الْأَرْضَ إِذَا جَادَّهَا حَتَّى يَقْلِبَ نَبَاتَهَا وَيَقْلَعَهُ مِنْ أُصُولِهِ، فَهُوَ يَسْحَرُهَا سَحَرًا، وَالْأَرْضُ مَسْحُورَةٌ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَإِنَّمَا سَحَرَ الْمَطَرُ الطِّينَ إِذَا أَفْسَدَهُ حَتَّى لَا يُمْكِنَ فِيهِ عَمَلٌ، وَالسِّحْرُ: الْأَخْذَةُ الَّتِي تَأْخُذُ الْعَيْنَ حَتَّى تَرَى الْأَمْرَ غَيْرَ مَا هُوَ، وَرُبَّمَا سَحَرَ الذِّهْنَ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذِي الرُّمَّةِ :
وَسَاحِرَةُ السَّرَابِ مِنَ الْمَوَامِي ... تُرَقَّصُ فِي نَوَاشِزِهَا الْأُرُومُ
أَرَادَ: أَنَّهُ يُخَيِّلُ نَفْسَهُ مَاءً لِلْعُيُونِ.
ثُمَّ أَشَارَ الْمَلَأُ عَلَى
فِرْعَوْنَ بِأَنْ يُؤَخِّرَ
مُوسَى وَهَارُونَ وَيَدَعَ النَّظَرَ فِي أَمْرِهِمَا وَيَجْمَعَ السَّحَرَةَ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ حَتَّى تَكُونَ غَلَبَةُ
مُوسَى بِحُجَّةٍ وَاضِحَةٍ مَعْلُومَةٍ بَيِّنَةٍ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ : "أَرْجِئْهُو" بِوَاوٍ بَعْدَ الْهَاءِ الْمَضْمُومَةِ وَبِالْهَمْزِ قَبْلَ الْهَاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو : "أَرْجِئْهُ" بِالْهَمْزِ دُونَ وَاوٍ بَعْدَهَا، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ وَحْدَهُ فِي رِوَايَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونَ : "أَرْجِهِ" بِكَسْرِ الْهَاءِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى أَخِّرْهُ فَسَهَّلَ الْهَمْزَةَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الرَّجَا بِمَعْنَى: أَطْعِمْهُ وَرَجِّهِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17274وَرْشٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٍ : "أَرْجِهِي" بِيَاءٍ بَعْدَ كَسْرَةِ الْهَاءِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ : "أَرْجِئْهِ" بِكَسْرِ الْهَاءِ وَبِهَمْزَةٍ قَبْلَهَا. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095الْفَارِسِيُّ : وَهَذَا غَلَطٌ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "أَرْجِهُ" بِضَمِّ الْهَاءِ دُونَ هَمْزٍ، وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=11793أَبَانُ عَنْ
[ ص: 17 ] nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ : "أَرْجِهْ" بِسُكُونِ الْهَاءِ، وَهِيَ لُغَةٌ تَقِفُ عَلَى هَاءِ الْكِنَايَةِ إِذَا تَحَرَّكَ مَا قَبْلَهَا، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أَنْحَى عَلَيَّ الدَّهْرُ رَجُلًا وَيَدًا ... يُقْسِمُ لَا أُصْلِحُ إِلَّا أَفْسَدَا
فَيَصْلِحُ الْيَوْمَ وَيُفْسِدُ غَدَا.
وَقَالَ الْآخَرُ:
لَمَّا رَأَى أَنْ لَا دَعَهْ وَلَا شِبَعْ ... مَالَ إِلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَاضْطَجَعْ
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُجَالِسُ
فِرْعَوْنَ وَلَدُ غِيَّةٍ وَإِنَّمَا كَانُوا أَشْرَافًا، وَلِذَلِكَ أَشَارُوا بِالْإِرْجَاءِ وَلَمْ يُشِيرُوا بِالْقَتْلِ وَقَالُوا: إِنْ قَتَلْتَهُ دَخَلَتْ عَلَى النَّاسِ شُبْهَةٌ، وَلَكِنِ اغْلِبْهُ بِالْحُجَّةِ. وَ"الْمَدَائِنُ" جَمْعُ مَدِينَةٍ، وَزْنُهَا فَعَيْلَةٍ مِنْ مَدَنَ، أَوْ مُفْعِلَةٌ مَنْ دَانَ يَدِينُ، وَعَلَى هَذَا يُهْمَزُ مَدَائِنُ أَوْ لَا يُهْمَزُ، وَ"حَاشِرِينَ" مَعْنَاهُ: جَامِعِينَ، قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: وَهُمُ الشُّرَطُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ : "بِكُلِّ سَاحِرٍ" ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "بِكُلِّ سَحَّارٍ" عَلَى بِنَاءِ الْمُبَالِغَةِ، وَكَذَلِكَ فِي سُورَةِ يُونُسَ، وَأَجْمَعُوا عَلَى "سَحَّارٍ" فِي سُورَةِ الشُّعَرَاءِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : مَعْنَى
[ ص: 18 ] الْإِرْجَاءِ الَّذِي أَشَارُوا إِلَيْهِ: السَّجْنُ وَالْحَبْسُ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=113وَجَاءَ السَّحَرَةُ الْآيَةُ، هُنَا مَحْذُوفَاتٌ يَقْتَضِيهَا ظَاهِرُ الْكَلَامِ، وَهِيَ أَنَّهُ بَعَثَ إِلَى السَّحَرَةِ وَأَمَرَهُمْ بِالْمَجِيءِ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رِضَى اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ بَعَثَ غِلْمَانًا فَعَلَّمُوا بِالْفَرَمَا
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16456ابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17192وَنَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16273وَعَاصِمٌ فِي رِوَايَةِ
حَفْصٍ : "إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا" عَلَى جِهَةِ الْخَبَرِ، وَقَرَأُوا فِي الشُّعَرَاءِ: "آنَّ لَنَا" مَمْدُودَةً مَفْتُوحَةَ الْأَلْفِ غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٍ ، فَإِنَّهُ لَا يَمُدُّهَا، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِفْهَامِ وَحَذْفِ أَلِفِهَا، وَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: "أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: .
أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الْكِرَامَ ..... ... ...........................
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ هُنَا وَفِي الشُّعَرَاءِ: "آئِنَّ" بِأَلْفِ الِاسْتِفْهَامِ قَبْلَ "إِنَّ"، وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: "أَئِنَّ" دُونَ مَدٍّ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو هُنَا وَفِي الشُّعَرَاءِ: "أَيِنَّ" .
[ ص: 19 ] وَالْأَجْرُ هُنَا: الْأُجْرَةُ، فَاقْتَرَحُوهَا إِنْ غَلَبُوا، فَأَنْعَمَ فِرْعَوْنُ لَهُمْ بِهَا وَزَادُهُمُ الْمَنْزِلَةَ وَالْجَاهَ، وَمَعْنَاهُ: الْمُقَرَّبِينَ مِنِّي، وَرُوِيَ أَنَّ السَّحَرَةَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى
فِرْعَوْنَ كَانُوا خَمْسَةَ عَشَرَ أَلْفًا، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ : كَانُوا تِسْعَمِائَةٍ، وَذَكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ أَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ رَجُلًا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : كَانُوا سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ: كَانُوا ثَمَانِينَ أَلْفًا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : مِائَتَيْ أَلْفٍ وَنَيِّفًا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ لَيْسَ لَهَا سَنَدٌ يَتَوَقَّفُ عِنْدَهُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16850كَعْبُ الْأَحْبَارِ : كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : كَانُوا بِضْعَةُ وَثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ حَبْلٌ وَعَصًا، وَقَالَ
أَبُو ثُمَامَةَ : كَانُوا سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=115قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ الْآيَةُ. "أَنْ" فِي قَوْلِهِ: "إِمَّا أَنْ" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، أَيْ: إِمَّا أَنْ تَفْعَلَ الْإِلْقَاءَ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، أَيْ: إِمَّا هُوَ الْإِلْقَاءُ. وَخَيَّرَ السَّحَرَةُ
مُوسَى فِي أَنْ يَتَقَدَّمَ فِي الْإِلْقَاءِ أَوْ يَتَأَخَّرَ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَا فِعْلُ الْمُدِلِّ الْوَاثِقِ بِنَفْسِهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ التَّقَدُّمَ فِي التَّخَيُّلَاتِ وَالْمَخَارِقِ وَالْحُجَجِ، لِأَنَّ بَدِيلَتَهَا تَمْضِي بِالنَّفْسِ، فَلِيُظْهِرَ اللَّهُ أَمْرَ نُبُوَّةِ مُوسَى قَوَّى نَفْسَهُ وَيَقِينَهُ، وَوَثَقَ بِالْحَقِّ فَأَعْطَاهُمُ التَّقَدُّمُ، فَنَشِطُوا وَسُرُّوا حَتَّى أَظْهَرَ اللَّهُ الْحَقَّ وَأَبْطَلَ سَعْيَهُمْ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=116سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ نَصٌّ فِي أَنَّ لَهُمْ فِعْلًا مَا زَائِدًا عَلَى مَا يُحَدِثُونَهُ مِنَ التَّزْيِيفِ وَالْآثَارِ فِي الْعَصَا وَسَائِرِ الْأَجْسَامِ الَّتِي يَصْرِفُونَ فِيهَا صِنَاعَتَهُمْ. وَ"اسْتَرْهَبُوهُمْ" بِمَعْنَى: أَرْهَبُوهُمْ، أَيْ: أَفْزَعُوهُمْ، فَكَأَنَّ فِعْلَهُمُ اقْتَضَى وَاسْتَدْعَى الرَّهْبَةَ مِنَ النَّاسِ، وَوَصَفَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى سِحْرَهُمْ بِالْعِظَمِ، وَمَعْنَى ذَلِكَ: مِنْ كَثْرَتِهِ، وَرُوِيَ أَنَّهُمْ جَلَبُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ بَعِيرًا مُوقَرَةً بِالْحِبَالِ وَالْعِصِيِّ فَلَمَّا أَلْقَوْهَا تَحَرَّكَتْ وَمَلَأَتِ الْوَادِيَ يَرْكَبُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَاسْتَهْوَلَ النَّاسُ ذَلِكَ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : قِيلَ: إِنَّهُمْ جَعَلُوا فِيهَا الزِّئْبَقَ فَكَانَتْ لَا تَسْتَقِرُّ.