قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30551_30554_31931_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون nindex.php?page=treesubj&link=28662_32419_34189_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين nindex.php?page=treesubj&link=31920_32419_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم
أعلمهم موسى عن الله عز وجل بفساد حال أولئك القوم ليزول ما استحسنوه من حالهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إن هؤلاء إشارة إلى أولئك القوم،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139متبر أي مهلك مدمر رديء العاقبة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وابن زيد . والتبار: الهلاك وسوى العقبى، وإناء متبر أي مكسور وكسارته تبر، ومنه تبر الذهب لأنه كسارة، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139ما هم فيه لفظ يعم جميع حالهم،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139وباطل معناه: فاسد ذاهب مضمحل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قال أغير الله الآية، أمر الله تعالى موسى عليه السلام أن يوقفهم ويقررهم على هذه المقالة، ويحتمل أن يكون القول من تلقائه عليه السلام،
[ ص: 37 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140أبغيكم معناه: أطلب لكم، من بغيت الشيء إذا طلبته، و"غير" منصوبة بفعل مضمر، هذا هو الظاهر، ويحتمل أن ينتصب على الحال، كأن تقدير الكلام: قال أبغيكم إلها غير الله؟ فهي في مكان الصفة، فلما قدمت نصبت على الحال، و
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140العالمين لفظ عام يراد به تخصيص عالم زمانهم، لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بإجماع، ولقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كنتم خير أمة أخرجت للناس ، اللهم إلا أن يراد بالفضل كثرة الأنبياء منهم فإنهم فضلوا في ذلك على العالمين بالإطلاق.
ثم عدد عليهم في هذه الآية النعم التي يجب من أجلها ألا يكفروا به ولا يرغبوا عبادة غيره. وقرأت فرقة: "نجيناكم" ، وقرأ جمهور الناس: "أنجيناكم" وقد تقدم، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: "وإذ أنجاكم" أي: أنجاكم الله، وكذلك هي في مصاحف أهل الشام،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141يسومونكم معناه: يحملونكم ويكلفونكم، تقول: سامه خطة خسف، ونحو هذا، ومساومة البيع ينظر إلى هذا وأن كل واحد من المتساومين يكلف صاحبه إرادته، ثم فسر سوء العذاب بقوله: ( يقتلون ويستحيون ) ، و"بلاء" -في هذا الموضع- معناه: اختبار وامتحان، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141ذلكم إشارة إلى سوء العذاب، ويحتمل أن يشير به إلى التنجية، فكأنه قال: وفي تنجيتكم امتحان لكم واختبار، هل يكون منكم وفاء بحسب النعمة؟.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والتأويل الأول أظهر.
وقالت فرقة: هذه الآيات خاطب بها موسى من حضره من بني إسرائيل، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : بل خوطب بهذه الآية من كان على عهد محمد صلى الله عليه وسلم تقريعا لهم بما فعل بأوائلهم وبما جازوا به.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
والأول أظهر وأبين.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30551_30554_31931_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إِنَّ هَؤُلاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28662_32419_34189_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ nindex.php?page=treesubj&link=31920_32419_34513_28978nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ
أَعْلَمَهُمْ مُوسَى عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِفَسَادِ حَالِ أُولَئِكَ الْقَوْمِ لِيَزُولَ مَا اسْتَحْسَنُوهُ مِنْ حَالِهِمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139إِنَّ هَؤُلاءِ إِشَارَةً إِلَى أُولَئِكَ الْقَوْمِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139مُتَبَّرٌ أَيْ مَهْلَكٌ مُدَمَّرٌ رَدِيءُ الْعَاقِبَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16327وَابْنُ زَيْدٍ . وَالتَّبَارُ: الْهَلَاكُ وَسِوَى الْعُقْبَى، وَإِنَاءٌ مُتَبَّرٌ أَيْ مَكْسُورٌ وَكِسَارَتُهُ تِبْرٌ، وَمِنْهُ تِبْرُ الذَّهَبِ لِأَنَّهُ كُسَارَةٌ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139مَا هُمْ فِيهِ لَفْظٌ يَعُمُّ جَمِيعَ حَالِهِمْ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=139وَبَاطِلٌ مَعْنَاهُ: فَاسِدٌ ذَاهِبٌ مُضْمَحِلٌّ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ الْآيَةُ، أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يُوقِفَهُمْ وَيُقْرِرَهُمْ عَلَى هَذِهِ الْمَقَالَةِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْقَوْلُ مِنْ تِلْقَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
[ ص: 37 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140أَبْغِيكُمْ مَعْنَاهُ: أَطْلُبُ لَكُمْ، مِنْ بَغَيْتُ الشَّيْءَ إِذَا طَلَبْتَهُ، و"غَيْرَ" مَنْصُوبَةٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ، هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَنْتَصِبَ عَلَى الْحَالِ، كَأَنَّ تَقْدِيرَ الْكَلَامِ: قَالَ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا غَيْرَ اللَّهِ؟ فَهِيَ فِي مَكَانِ الصِّفَةِ، فَلَمَّا قُدِّمَتْ نُصِبَتْ عَلَى الْحَالِ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=140الْعَالَمِينَ لَفْظٌ عَامٌّ يُرَادُ بِهِ تَخْصِيصُ عَالَمِ زَمَانِهِمْ، لِأَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ مِنْهُمْ بِإِجْمَاعٍ، وَلِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=110كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ يُرَادَ بِالْفَضْلِ كَثْرَةُ الْأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُمْ فُضِّلُوا فِي ذَلِكَ عَلَى الْعَالَمِينَ بِالْإِطْلَاقِ.
ثُمَّ عَدَّدَ عَلَيْهِمْ فِي هَذِهِ الْآيَةِ النِّعَمَ الَّتِي يَجِبُ مِنْ أَجْلِهَا أَلَّا يَكْفُرُوا بِهِ وَلَا يَرْغَبُوا عِبَادَةَ غَيْرِهِ. وَقَرَأَتْ فِرْقَةٌ: "نَجَّيْنَاكُمْ" ، وَقَرَأَ جُمْهُورُ النَّاسِ: "أَنْجَيْنَاكُمْ" وَقَدْ تَقَدَّمَ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: "وَإِذْ أَنْجَاكُمْ" أَيْ: أَنْجَاكُمُ اللَّهُ، وَكَذَلِكَ هِيَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الشَّامِ،
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141يَسُومُونَكُمْ مَعْنَاهُ: يُحَمِّلُونَكُمْ وَيُكَلِّفُونَكُمْ، تَقُولُ: سَامَهُ خُطَّةَ خَسْفٍ، وَنَحْوَ هَذَا، وَمُسَاوَمَةُ الْبَيْعِ يَنْظُرُ إِلَى هَذَا وَأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْمُتَسَاوِمِينَ يُكَلِّفُ صَاحِبَهُ إِرَادَتَهُ، ثُمَّ فُسِّرَ سُوءُ الْعَذَابِ بِقَوْلِهِ: ( يُقَتِّلُونَ وَيَسْتَحْيُونَ ) ، وَ"بَلَاءٌ" -فِي هَذَا الْمَوْضِعِ- مَعْنَاهُ: اخْتِبَارٌ وَامْتِحَانٌ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=141ذَلِكُمْ إِشَارَةٌ إِلَى سُوءِ الْعَذَابِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُشِيرَ بِهِ إِلَى التَّنْجِيَةِ، فَكَأَنَّهُ قَالَ: وَفِي تَنْجِيَتِكُمُ امْتِحَانٌ لَكُمْ وَاخْتِبَارٌ، هَلْ يَكُونُ مِنْكُمْ وَفَاءٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ؟.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالتَّأْوِيلُ الْأَوَّلُ أَظْهَرُ.
وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: هَذِهِ الْآيَاتُ خَاطَبَ بِهَا مُوسَى مَنْ حَضَرَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ : بَلْ خُوطِبَ بِهَذِهِ الْآيَةِ مَنْ كَانَ عَلَى عَهْدِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقْرِيعًا لَهُمْ بِمَا فُعِلَ بِأَوَائِلِهِمْ وَبِمَا جَازَوْا بِهِ.
قَالَ الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَأَبْيَنُ.