الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( فلا تكونن من الممترين ) ففيه مسألتان :

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الأولى : ( فلا تكونن من الممترين ) في ماذا ؟ اختلفوا فيه على أقوال :

                                                                                                                                                                                                                                            أحدها : فلا تكونن من الممترين في أن الذين تقدم ذكرهم علموا صحة نبوتك ، وأن بعضهم عاند وكتم ، قاله الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                            وثانيها : بل يرجع إلى أمر القبلة .

                                                                                                                                                                                                                                            وثالثها : إلى صحة نبوته وشرعه ، وهذا هو الأقرب؛ لأن أقرب المذكورات إليه قوله : ( الحق من ربك ) فإذا كان ظاهره يقتضي النبوة وما تشتمل عليه من قرآن ووحي وشريعة ، فقوله : ( فلا تكونن من الممترين ) وجب أن يكون راجعا إليه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الثانية : أنه تعالى وإن نهاه عن الامتراء فلا يدل ذلك على أنه كان شاكا فيه ، وقد تقدم القول في بيان هذه المسألة والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية