الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1583 (فجوة: متسع، والجمع: فجوات وفجاء، وكذلك ركوة وركاء مناص ليس حين فرار)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  فسر البخاري الفجوة بقوله: متسع، وأبو عبد الله هو كنية البخاري، وذكر أيضا أن جمع فجوة يأتي على مثالين؛ أحدهما: فجوات، بفتحتين، والآخر: فجاء، بكسر الفاء، ومثل لذلك بقوله: وكذا ركوة وركاء، فإن ركوة على وزن فجوة، وركاء الذي هو جمع على وزن فجاء. قوله: " مناص ليس حين فرار" لم يثبت في كثير من النسخ، وأما وجه المذكور من ذلك أنه إنما ذكره لدفع وهم من يتوهم أن المناص والنص من باب واحد، وأن أحدهما مشتق من الآخر، وليس كذلك، فإن النص مضعف وحروفه صحاح، والمناص من باب المعتل العين الواوي؛ لأنه من النوص. قال الفراء: النوص التأخر، ويقال: ناص عن قرنه ينوص نوصا ومناصا؛ أي: فر وزاغ. وقال الجوهري: قال الله تعالى: ولات حين مناص أي: ليس وقت تأخر وفرار، والذي يظهر أن أبا عبد الله هو الذي وهم فيه، فظن أن مادة نص ومناص واحدة، فلذلك ذكره، والأولى أن يعتمد على النسخة التي لم يذكر هذا فيها، ويبعد الشخص من نسبة الوهم إليه أو إلى غيره.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية