قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_32028_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب nindex.php?page=treesubj&link=30362_30532_30614_34089_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب nindex.php?page=treesubj&link=30478_30497_30532_30614_32533_34091_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار nindex.php?page=treesubj&link=28723_30614_32416_32429_34164_34199_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب
"إن" شرط دخلت عليها "ما"، وهي قبل الفعل، فصارت بعد في ذلك بمنزلة اللام المؤكدة في القسم التي تكون قبل الفعل في قولك: "والله لتخرجن"، فلذلك يحسن أن تدخل النون الثقيلة في قولك "نرينك" لحلولها هنا محل اللام هناك، ولو لم تدخل "ما" لما جاز ذلك إلا في الشعر.
وخص "البعض" بالذكر إذ مفهوم أن الأعمار تقصر عن إدراك جميع ما تأتي به الأقدار مما يوعد به الكفار، وكذلك أعطى الوجود، ألا ترى أن أكثر الفتوح إنما كان بعد النبي صلى الله عليه وسلم، و"أو" عاطفة.
وقوله: "فإنما" جواب الشرط، ومعنى الآية: إن تبق يا محمد لترى، أو نتوفينك
[ ص: 215 ] فعلى كلا الوجهين إنما يلزمك البلاغ فقط. وقوله: "نعدهم" يحتمل أن يريد به المضار التي توعد بها الكفار، فأطلق فيها لفظة الوعد لما كانت تلك المضار معلومة مصرحا بها، ويحتمل أن يريد الوعد
لمحمد عليه الصلاة والسلام في إهلاك الكفر، ثم أضاف الوعد إليهم لما كان في شأنهم.
والضمير في قوله: "يروا" عائد على كفار
قريش ، وهم المتقدم ضميرهم في قوله: "نعدهم"، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41نأتي الأرض معناه: بالقدرة والأمر، كما قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فأتى الله بنيانهم من القواعد . و"الأرض" يريد به اسم الجنس، وقيل: يريد أرض الكفار المذكورين، وهذا بحسب الاختلاف في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41ننقصها من أطرافها . وقرأ الجمهور: "ننقصها" وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : "ننقصها" وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41من أطرافها ، من قال: " إنها أرض الكفار المذكورين" قال: معناه: ألم يروا أنا نأتي أرض هؤلاء بالفتح عليك فننقصها بما يدخل في دينك من القبائل والبلاد المجاورة لهم، فما يؤمنهم أن نمكنك منهم أيضا كما فعلنا بمجاوريهم؟ قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
والضحاك ، وهذا القول لا يتأتى إلا بأن نقدر نزول هذه الآية
بالمدينة. ومن قال: "إن "الأرض" اسم جنس" جعل الانتقاص من الأطراف بتخريب العمران الذي يحله الله بالكفرة، هذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وقالت فرقة: الانتقاص هو بموت البشر، وهلاك الثمرات، ونقص البركة، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة . وقالت فرقة: الانتقاص هو بموت الأخيار والعلماء، قال ذلك
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، وكل ما ذكر يدخل في لفظ الآية. والطرف من كل شيء: خياره، ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "العلوم أودية، في أي واد أخذت منها حسرت، فخذوا من كل شيء طرفا"، يعني خيارا. وجملة معنى هذه الآية الموعظة وضرب المثل، أي: ألم يروا فيقع منهم اتعاظ، وأليق ما يقصد لفظ الآية هو تنقص الأرض بالفتوح على
محمد صلى الله عليه وسلم.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41لا معقب أي: لا راد ولا مناقض يتعقب أحكامه، أي: ينظر في أعقابها، أمصيبة هي أم لا؟ وسرعة حساب الله واجبة لأنها بالإحاطة ليست بعدد.
[ ص: 216 ] و"المكر": ما يتمرس بالإنسان ويسعى عليه، علم بذلك أو لم يعلم، فوصف الله تعالى الأمم التي سعت على أنبيائها، كما فعلت
قريش بمحمد صلى الله عليه وسلم بالمكر، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فلله المكر جميعا ، أي العقوبات التي أحلها بهم، وسماها مكرا على عرف تسمية المعاقبة باسم الذنب، كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15الله يستهزئ بهم ونحو هذا، وفي قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42يعلم ما تكسب كل نفس تنبيه وتحذير في طي إخبار. ثم توعدهم تبارك وتعالى بقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع ،
nindex.php?page=showalam&ids=16456وابن كثير ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو : "الكافر" على الإفراد، وهو اسم الجنس، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : "الكفار"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود : "الكافرون"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب: "الذين كفروا"، وتقدم القول في
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42عقبى الدار قبل هذا.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ويقول الذين كفروا الآية. المعنى: ويكذبك يا
محمد هؤلاء الكفرة، ويقولون: لست مرسلا من الله، وإنما أنت مدع، قل لهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43كفى بالله شهيدا ، و"بالله" في موضع رفع، التقدير: كفى الله، و "شهيد" بمعنى: شاهد، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ومن عنده علم الكتاب ، قيل: يريد اليهود والنصارى الذين عندهم الكتب الناطقة السابقة برفض الأصنام وتوحيد الله تبارك وتعالى، يريد من آمن منهم،
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام، وتميم الداري، nindex.php?page=showalam&ids=23وسلمان الفارسي، الذين يشهدون بتصديق
محمد عليه الصلاة والسلام، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : يريد
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام خاصة، قال هو: في نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ومن عنده علم الكتاب .
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذان القولان الأخيران لا يستقيمان إلا أن تكون الآية مدنية، والجمهور على أنها مكية، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، وقال: لا يصح أن تكون الآية في
nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام لكونها مكية، وكان يقرأ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43ومن عنده علم الكتاب .
[ ص: 217 ] وقيل: يريد الله تعالى، كأنه استشهد بالله سبحانه، ثم ذكره بهذه الألفاظ التي تتضمن صفة تعظيم، ويعترض هذا القول بأن فيه عطف الصفة على الموصوف وذلك لا يجوز وإنما تعطف الصفات بعضها على بعض، ويحتمل أن تكون "من" في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف والتقدير: أعدل وأمضى قولا، ونحو هذا مما يدل عليه لفظ "شهيدا"، ويراد بذلك الله تعالى.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي بن كعب، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ،
والحكم، وغيرهم: "ومن عنده علم الكتاب" بكسر الميم من (من) وخفض الدال، قال
أبو الفتح : ورويت عن النبي عليه الصلاة والسلام، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب أيضا،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن، وابن السميفع: "ومن عنده علم الكتاب" بكسر الميم والدال، وبضم العين وكسر اللام على ما لم يسم فاعله ورفع "الكتاب"، وهذه القراءات يراد فيها الله تعالى، لا يحتمل لفظها غير ذلك.
تم تفسير سورة الرعد والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا
محمد رسول الله وعلى آله وصحبه
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30532_32028_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=40وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ nindex.php?page=treesubj&link=30362_30532_30614_34089_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ nindex.php?page=treesubj&link=30478_30497_30532_30614_32533_34091_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ nindex.php?page=treesubj&link=28723_30614_32416_32429_34164_34199_28984nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ
"إِنْ" شَرْطٌ دَخَلَتْ عَلَيْهَا "مَا"، وَهِيَ قَبْلَ الْفِعْلِ، فَصَارَتْ بَعْدُ فِي ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ اللَّامِ الْمُؤَكِّدَةِ فِي الْقِسْمِ الَّتِي تَكُونُ قَبْلَ الْفِعْلِ فِي قَوْلِكَ: "وَاللَّهِ لَتَخْرُجَنَّ"، فَلِذَلِكَ يَحْسُنُ أَنْ تَدْخُلَ النُّونُ الثَّقِيلَةُ فِي قَوْلِكَ "نُرِيَنَّكَ" لِحُلُولِهَا هُنَا مَحَلَّ اللَّامِ هُنَاكَ، وَلَوْ لَمْ تَدْخُلْ "مَا" لَمَا جَازَ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشِّعْرِ.
وَخُصَّ "الْبَعْضُ" بِالذِّكْرِ إِذْ مَفْهُومٌ أَنَّ الْأَعْمَارَ تَقْصُرُ عَنْ إِدْرَاكِ جَمِيعِ مَا تَأْتِي بِهِ الْأَقْدَارُ مِمَّا يُوعَدُ بِهِ الْكُفَّارُ، وَكَذَلِكَ أَعْطَى الْوُجُودَ، أَلَّا تَرَى أَنَّ أَكْثَرَ الْفُتُوحِ إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَ"أَوَ" عَاطِفَةٌ.
وَقَوْلُهُ: "فَإِنَّمَا" جَوَابُ الشَّرْطِ، وَمَعْنَى الْآيَةِ: إِنْ تَبْقَ يَا مُحَمَّدُ لِتَرَى، أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ
[ ص: 215 ] فَعَلَى كِلَا الْوَجْهَيْنِ إِنَّمَا يَلْزَمُكَ الْبَلَاغُ فَقَطْ. وَقَوْلُهُ: "نَعِدُهُمْ" يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ الْمَضَارَّ الَّتِي تَوَعَّدَ بِهَا الْكُفَّارَ، فَأَطْلَقَ فِيهَا لِفْظَةَ الْوَعْدِ لَمَّا كَانَتْ تِلْكَ الْمَضَارُّ مَعْلُومَةً مُصَرَّحًا بِهَا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ الْوَعْدَ
لِمُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي إِهْلَاكِ الْكُفْرِ، ثُمَّ أَضَافَ الْوَعْدَ إِلَيْهِمْ لَمَّا كَانَ فِي شَأْنِهِمْ.
وَالضَّمِيرُ فِي قَوْلِهِ: "يَرَوْا" عَائِدٌ عَلَى كُفَّارِ
قُرَيْشٍ ، وَهُمُ الْمُتَقَدِّمُ ضَمِيرُهُمْ فِي قَوْلِهِ: "نَعِدُهُمْ"، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41نَأْتِي الأَرْضَ مَعْنَاهُ: بِالْقُدْرَةِ وَالْأَمْرِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=26فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ . وَ"الْأَرْضُ" يُرِيدُ بِهِ اسْمَ الْجِنْسِ، وَقِيلَ: يُرِيدُ أَرْضَ الْكُفَّارِ الْمَذْكُورِينَ، وَهَذَا بِحَسْبِ الِاخْتِلَافِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا . وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "نَنْقُصُهَا" وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : "نُنَقِّصُهَا" وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41مِنْ أَطْرَافِهَا ، مَنْ قَالَ: " إِنَّهَا أَرْضُ الْكُفَّارِ الْمَذْكُورِينَ" قَالَ: مَعْنَاهُ: أَلَمْ يَرَوْا أَنَا نَأْتِي أَرْضَ هَؤُلَاءِ بِالْفَتْحِ عَلَيْكَ فَنَنْقُصُهَا بِمَا يَدْخُلُ فِي دِينِكَ مِنَ الْقَبَائِلِ وَالْبِلَادِ الْمُجَاوِرَةِ لَهُمْ، فَمَا يُؤَمِّنُهُمْ أَنْ نُمَكِّنَكَ مِنْهُمْ أَيْضًا كَمَا فَعَلْنَا بِمُجَاوَرِيهِمْ؟ قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَالضَّحَّاكُ ، وَهَذَا الْقَوْلُ لَا يَتَأَتَّى إِلَّا بِأَنْ نُقَدِّرَ نُزُولَ هَذِهِ الْآيَةِ
بِالْمَدِينَةِ. وَمَنْ قَالَ: "إِنَّ "الْأَرْضَ" اسْمُ جِنْسٍ" جَعَلَ الِانْتِقَاصَ مِنَ الْأَطْرَافِ بِتَخْرِيبِ الْعُمْرَانِ الَّذِي يُحِلُّهُ اللَّهُ بِالْكَفَرَةِ، هَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٍ ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: الِانْتِقَاصُ هُوَ بِمَوْتِ الْبَشَرِ، وَهَلَاكِ الثَّمَرَاتِ، وَنَقْصِ الْبَرَكَةِ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: الِانْتِقَاصُ هُوَ بِمَوْتِ الْأَخْيَارِ وَالْعُلَمَاءِ، قَالَ ذَلِكَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، وَكُلُّ مَا ذُكِرَ يَدْخُلُ فِي لَفْظِ الْآيَةِ. وَالطَّرَفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ، وَمِنْهُ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: "الْعُلُومُ أَوْدِيَةٌ، فِي أَيِّ وَادٍ أَخَذْتَ مِنْهَا حُسِرْتَ، فَخُذُوا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ طَرَفًا"، يَعْنِي خِيَارًا. وَجُمْلَةُ مَعْنَى هَذِهِ الْآيَةِ الْمَوْعِظَةُ وَضَرْبُ الْمَثَلِ، أَيْ: أَلَمْ يَرَوْا فَيَقَعَ مِنْهُمُ اتِّعَاظَ، وَأَلْيَقُ مَا يَقْصِدُ لَفْظُ الْآيَةِ هُوَ تَنْقُصُ الْأَرْضُ بِالْفُتُوحِ عَلَى
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=41لا مُعَقِّبَ أَيْ: لَا رَادَّ وَلَا مُنَاقِضَ يَتَعَقَّبُ أَحْكَامَهُ، أَيْ: يَنْظُرُ فِي أَعْقَابِهَا، أَمُصِيبَةٌ هِيَ أَمْ لَا؟ وَسُرْعَةُ حِسَابِ اللَّهِ وَاجِبَةٌ لِأَنَّهَا بِالْإِحَاطَةِ لَيْسَتْ بِعَدَدٍ.
[ ص: 216 ] وَ"الْمَكْرُ": مَا يَتَمَرَّسُ بِالْإِنْسَانِ وَيَسْعَى عَلَيْهِ، عَلِمَ بِذَلِكَ أَوْ لَمْ يَعْلَمْ، فَوَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْأُمَمَ الَّتِي سَعَتْ عَلَى أَنْبِيَائِهَا، كَمَا فَعَلَتْ
قُرَيْشٌ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَكْرِ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا ، أَيِ الْعُقُوبَاتِ الَّتِي أَحَلَّهَا بِهِمْ، وَسَمَّاهَا مَكْرًا عَلَى عُرْفِ تَسْمِيَةِ الْمُعَاقَبَةِ بِاسْمِ الذَّنْبِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=15اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَنَحْوِ هَذَا، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ تَنْبِيهٌ وَتَحْذِيرٌ فِي طَيِّ إِخْبَارٍ. ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=17192نَافِعٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16456وَابْنُ كَثِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12114وَأَبُو عَمْرٍو : "الْكَافِرُ" عَلَى الْإِفْرَادِ، وَهُوَ اسْمُ الْجِنْسِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16273عَاصِمٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16447وَابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : "الْكُفَّارُ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ : "الْكَافِرُونَ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=34أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: "الَّذِينَ كَفَرُوا"، وَتَقَدَّمَ الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=42عُقْبَى الدَّارِ قُبَلَ هَذَا.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا الْآيَةُ. الْمَعْنَى: وَيُكَذِّبُكَ يَا
مُحَمَّدٍ هَؤُلَاءِ الْكَفَرَةُ، وَيَقُولُونَ: لَسْتَ مُرْسَلًا مِنَ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَنْتَ مُدَّعٍ، قُلْ لَهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ، وَ"بِاللَّهِ" فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ، التَّقْدِيرُ: كَفَى اللَّهُ، وَ "شَهِيدٌ" بِمَعْنَى: شَاهِدٌ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ، قِيلَ: يُرِيدُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ عِنْدَهُمُ الْكُتُبَ النَّاطِقَةَ السَّابِقَةَ بِرَفْضِ الْأَصْنَامِ وَتَوْحِيدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يُرِيدُ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ،
nindex.php?page=showalam&ids=106كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ، وَتَمِيمٍ الدَّارِيِّ، nindex.php?page=showalam&ids=23وَسَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، الَّذِينَ يَشْهَدُونَ بِتَصْدِيقِ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : يُرِيدُ
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ خَاصَّةً، قَالَ هُوَ: فِيَّ نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ .
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذَانَ الْقَوْلَانِ الْأَخِيرَانِ لَا يَسْتَقِيمَانِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ مَدَنِيَّةً، وَالْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَقَالَ: لَا يَصِحَّ أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=106عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ لِكَوْنِهَا مَكِّيَّةً، وَكَانَ يَقْرَأُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=43وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ .
[ ص: 217 ] وَقِيلَ: يُرِيدُ اللَّهَ تَعَالَى، كَأَنَّهُ اسْتَشْهَدَ بِاللَّهِ سُبْحَانَهُ، ثُمَّ ذَكَرَهُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ الَّتِي تَتَضَمَّنُ صِفَةَ تَعْظِيمٍ، وَيُعْتَرَضُ هَذَا الْقَوْلَ بِأَنَّ فِيهِ عَطْفَ الصِّفَةِ عَلَى الْمَوْصُوفِ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ وَإِنَّمَا تُعْطَفُ الصِّفَاتُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ "مِنْ" فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ: أَعْدَلَ وَأَمْضَى قَوْلًا، وَنَحْوَ هَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ "شَهِيدًا"، وَيُرَادُ بِذَلِكَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=34وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنُ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16584وَعِكْرِمَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ،
وَالْحَكَمُ، وَغَيْرُهُمْ: "وَمِنْ عِنْدِهِ عِلْمُ الْكِتَابِ" بِكَسْرِ الْمِيمِ مِنْ (مِنْ) وَخَفْضِ الدَّالِّ، قَالَ
أَبُو الْفَتْحِ : وَرُوِيَتْ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَيْضًا،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحُسْنُ، وَابْنُ السَّمَيْفَعِ: "وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الْكِتَابُ" بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالدَّالِ، وَبِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِ اللَّامِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَرَفْعِ "الْكِتَابُ"، وَهَذِهِ الْقِرَاءَاتُ يُرَادُ فِيهَا اللَّهُ تَعَالَى، لَا يَحْتَمِلُ لَفْظُهَا غَيْرَ ذَلِكَ.
تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ الرَّعْدِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا
مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحِبَهُ