قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=30539_33678_34106_34131_34264_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وأدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها بإذن ربهم تحيتهم فيها سلام
المراد ها هنا "بالشيطان" إبليس الأقدم نفسه، وروي في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=27عقبة بن عامر أنه قال:
"يقوم يوم القيامة خطيبان: أحدهما إبليس، يقوم في الكفرة بهذه الألفاظ، والثاني عيسى ابن مريم عليه السلام، يقوم [ ص: 239 ] بقوله: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117ما قلت لهم إلا ما أمرتني به وقال بعض العلماء: يقوم إبليس خطيب السوء، الصادق بهذه الآية.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
فعلى معنى هذه الروايات يكون معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22قضي الأمر أي: تعين قوم لدخول النار، وقوم لدخول الجنة، وذلك كله في الموقف.
وروي في حديث أن إبليس إنما يقوم بهذه الألفاظ في النار على أهلها عند قولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21ما لنا من محيص في الآية المتقدمة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
فعلى هذه الرواية يكون معنى قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22قضي الأمر ، أي: حصل أهل النار في النار، وأهل الجنة، وهو تأويل
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري . و"قضي" قد يعبر بها في الأمور عن فعل كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وقضي الأمر واستوت على الجودي ، وقد يعبر بها عن عزم على أن يفعل كقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .
و "الوعد" في هذه الآية على بابه في الخير، أي إن الله وعدهم النعيم إن آمنوا، ووعدهم إبليس الظفر والأمل إن كذبوا، ومعلوم اقتران وعد الله بوعيده، واتفق أن لم يتبعوا طلب وعد الله فوقعوا في وعيده، وجاء من ذلك كأن إبليس أخلفهم.
والسلطان: الحجة البينة، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إلا أن دعوتكم استثناء منقطع، و"أن" في موضع نصب، ويصح أن تكون في موضع رفع على معنى: إلا أن النائب عن السلطان
[ ص: 240 ] أن دعوتكم، فيكون هذا في المعنى كقول الشاعر:
.....................
تحية بينهم ضرب وجيع
ومعنى قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فاستجبتم لي أي: رأيتم ما دعوتكم إليه ببصيرتكم، واعتقدتموه الرأي، وأتى نظركم عليه.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وذكر بعض الناس أن هذا المكان يبطل منه التقليد، وفي هذه المقالة ضعف على احتمالها، والتقليد وإن كان باطلا ففساده من غير هذا الموضع.
ويحتمل أن يريد بالسلطان في هذه الآية الغلبة والقدرة والملك، أي: ما اضطررتكم ولا خوفتكم بقوة مني، بل عرضت عليكم شيئا فأتى رأيكم عليه.
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فلا تلوموني يريد بزعمه: إذ لا ذنب لي،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22ولوموا أنفسكم في سوء نظركم وقلة تثبتكم، فإنكم إنما أتيتم اتباعي عن بصيرة منكم وتكسب. و "المصرخ": المغيث، والصارخ: المستغيث. ومنه قول الشاعر:
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع ... كان الصراخ له قطع الظنابيب
فيقال: "صرخ الرجل وأصرخ غيره"، وأما "الصريخ" فهو مصدر بمنزلة البريح،
[ ص: 241 ] ويوصف به كما يقال: "رجل عدل" ونحوه.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وابن وثاب : "بمصرخي" بكسر الياء تشبيها بياء الإضمار في قوله: بمصرخيه، ورد
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج هذه القراءة وقال: هي رديئة مرذولة، وقال فيها
nindex.php?page=showalam&ids=14948القاسم بن معن: إنها صواب، ووجهها
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم أن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبا عمرو حسنها، وأنكر
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم على
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو .
وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بما أشركتمون أي: مع الله تعالى في الطاعة التي ينبغي أن يفرد الله بها، فـ "ما" مصدرية، وكأنه يقول: إني الآن كافر بإشراككم إياي مع الله قبل هذا الوقت.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
فهذا تبر منه، وقد قال الله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14ويوم القيامة يكفرون بشرككم ، ويحتمل أن يكون اللفظ إقرارا على نفسه بكفره الأقدم، فتكون "ما" بمعنى الذي، يريد "الله"
[ ص: 242 ] تعالى، أي: خطيئتي قبل خطيئتكم فلا إصراخ عندي، وباقي الآية بين.
وقرأ الجمهور: "وأدخل" على بناء الفعل للمفعول، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن : "وأدخل" على فعل المتكلم، أي: يقولها الله تعالى، وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23من تحتها الأنهار أي: من تحت ما علا منها كالغرف والمباني والأشجار وغيره، و "الخلود" في هذه الآية على بابه في الدوام، و "الإذن" هنا عبارة عن القضاء والإمضاء. وقوله: "تحيتهم" مصدر مضاف إلى الضمير، فجائز أن يكون الضمير للمفعول، أي تحييهم الملائكة، وجائز أن يكون الضمير للفاعل، أي: يحيي بعضهم بعضا، و"تحيتهم" رفع بالابتداء، و"سلام" ابتداء ثان وخبره محذوف تقديره: عليكم، والجملة خبر الأول، والجميع في موضع الحال من الضمير في "خالدين"، أو يكون صفة لـ "جنات".
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=30539_33678_34106_34131_34264_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ nindex.php?page=treesubj&link=29680_30386_30387_30395_30503_34134_34513_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ
الْمُرَادُ هَا هُنَا "بِالشَّيْطَانِ" إِبْلِيسُ الْأَقْدَمُ نَفْسُهُ، وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=27عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ:
"يَقُومُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خَطِيبَانِ: أَحَدُهُمَا إِبْلِيسُ، يَقُومُ فِي الْكَفَرَةِ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ، وَالثَّانِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، يَقُومُ [ ص: 239 ] بِقَوْلِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=117مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: يَقُومُ إِبْلِيسُ خَطِيبُ السُّوءِ، الصَّادِقُ بِهَذِهِ الْآيَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
فَعَلَى مَعْنَى هَذِهِ الرِّوَايَاتِ يَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22قُضِيَ الأَمْرُ أَيْ: تَعَيَّنَ قَوْمٌ لِدُخُولٍ النَّارِ، وَقَوْمٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَذَلِكَ كُلُّهُ فِي الْمَوْقِفِ.
وَرُوِيَ فِي حَدِيثٍ أَنَّ إِبْلِيسَ إِنَّمَا يَقُومُ بِهَذِهِ الْأَلْفَاظِ فِي النَّارِ عَلَى أَهْلِهَا عِنْدَ قَوْلِهِمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ فِي الْآيَةِ الْمُتَقَدِّمَةِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحْمَهُ اللَّهُ:
فَعَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ يَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22قُضِيَ الأَمْرُ ، أَيْ: حَصَلَ أَهْلُ النَّارِ فِي النَّارِ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ، وَهُوَ تَأْوِيلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ . وَ"قُضِيَ" قَدْ يُعَبَّرُ بِهَا فِي الْأُمُورِ عَنْ فِعْلٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=44وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ، وَقَدْ يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ عَزْمٍ عَلَى أَنْ يَفْعَلَ كَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=41قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ .
وَ "الْوَعْدُ" فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى بَابِهِ فِي الْخَيْرِ، أَيْ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَهُمُ النَّعِيمَ إِنْ آمَنُوا، وَوَعَدَهُمْ إِبْلِيسُ الظَّفَرَ وَالْأَمَلَ إِنْ كَذَّبُوا، وَمَعْلُومٌ اقْتِرَانُ وَعْدِ اللَّهِ بِوَعِيدِهِ، وَاتَّفَقَ أَنْ لَمْ يَتَّبِعُوا طَلَبَ وَعْدِ اللَّهِ فَوَقَعُوا فِي وَعِيدِهِ، وَجَاءَ مِنْ ذَلِكَ كَأَنَّ إِبْلِيسَ أَخْلَفَهُمْ.
وَالسُّلْطَانُ: الْحُجَّةُ الْبَيِّنَةُ، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ، وَ"أَنْ" فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ، وَيَصِحُّ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ عَلَى مَعْنَى: إِلَّا أَنَّ النَّائِبَ عَنِ السُّلْطَانِ
[ ص: 240 ] أَنْ دَعْوَتُكُمْ، فَيَكُونُ هَذَا فِي الْمَعْنَى كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
.....................
تَحِيَّةُ بَيْنِهِمْ ضَرْبٌ وَجِيعُ
وَمَعْنَى قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَاسْتَجَبْتُمْ لِي أَيْ: رَأَيْتُمْ مَا دَعَوْتُكُمْ إِلَيْهِ بِبَصِيرَتِكُمْ، وَاعْتَقَدْتُمُوهُ الرَّأْيَ، وَأَتَى نَظَرُكُمْ عَلَيْهِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَذَكَرَ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْمَكَانَ يَبْطُلُ مِنْهُ التَّقْلِيدُ، وَفِي هَذِهِ الْمَقَالَةِ ضَعْفٌ عَلَى احْتِمَالِهَا، وَالتَّقْلِيدُ وَإِنَّ كَانَ بَاطِلًا فَفَسَادُهُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالسُّلْطَانِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْغَلَبَةَ وَالْقُدْرَةَ وَالْمُلْكَ، أَيْ: مَا اضْطَرَرْتُكُمْ وَلَا خَوَّفْتُكُمْ بِقُوَّةٍ مِنِّي، بَلْ عَرَضْتُ عَلَيْكُمْ شَيْئًا فَأَتَى رَأْيُكُمْ عَلَيْهِ.
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22فَلا تَلُومُونِي يُرِيدُ بِزَعْمِهِ: إِذْ لَا ذَنْبَ لِي،
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ فِي سُوءِ نَظَرِكُمْ وَقِلَّةِ تَثَبُّتِكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِنَّمَا أَتَيْتُمُ اتِّبَاعِي عَنْ بَصِيرَةٍ مِنْكُمْ وَتَكَسُّبٍ. وَ "الْمُصْرِخُ": الْمُغِيثُ، وَالصَّارِخُ: الْمُسْتَغِيثُ. وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
كُنَّا إِذَا مَا أَتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ ... كَانَ الصُّرَاخُ لَهُ قَطْعُ الظَّنَابِيبِ
فَيُقَالُ: "صَرَخَ الرَّجُلُ وَأَصْرَخَ غَيْرَهُ"، وَأَمَّا "الصَّرِيخُ" فَهُوَ مَصْدَرٌ بِمَنْزِلَةِ الْبَرِيحِ،
[ ص: 241 ] وَيُوصَفُ بِهِ كَمَا يُقَالُ: "رَجُلٌ عَدْلٌ" وَنَحْوِهِ.
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وَابْنُ وَثَّابٍ : "بِمُصْرِخِيِّ" بِكَسْرِ الْيَاءِ تَشْبِيهًا بِيَاءِ الْإِضْمَارِ فِي قَوْلِهِ: بِمُصْرِخِيِّهِ، وَرَّدَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ وَقَالَ: هِيَ رَدِيئَةٌ مَرْذُولَةٌ، وَقَالَ فِيهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14948الْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ: إِنَّهَا صَوَابٌ، وَوَجَّهَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ ، وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبَا عَمْرٍو حَسَّنَهَا، وَأَنْكَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرٍو .
وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=22بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ أَيْ: مَعَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الطَّاعَةِ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُفْرَدَ اللَّهُ بِهَا، فَـ "مَا" مَصْدَرِيَّةٌ، وَكَأَنَّهُ يَقُولُ: إِنِّي الْآنَ كَافِرٌ بِإِشْرَاكِكُمْ إِيَّايَ مَعَ اللَّهِ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
فَهَذَا تَبِرٍّ مِنْهُ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=14وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ إِقْرَارًا عَلَى نَفْسِهِ بِكُفْرِهِ الْأَقْدَمِ، فَتَكُونُ "مَا" بِمَعْنَى الَّذِي، يُرِيدُ "اللَّهَ"
[ ص: 242 ] تَعَالَى، أَيْ: خَطِيئَتِي قَبْلَ خَطِيئَتِكُمْ فَلَا إِصْرَاخَ عِنْدِي، وَبَاقِي الْآيَةِ بَيِّنٌ.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "وَأُدْخِلَ" عَلَى بِنَاءِ الْفِعْلِ لِلْمَفْعُولِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ : "وَأُدْخِلُ" عَلَى فِعْلِ الْمُتَكَلِّمِ، أَيْ: يَقُولُهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=23مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أَيْ: مِنْ تَحْتِ مَا عَلَا مِنْهَا كَالْغُرَفِ وَالْمَبَانِي وَالْأَشْجَارِ وَغَيْرِهِ، وَ "الْخُلُودُ" فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَلَى بَابِهِ فِي الدَّوَامِ، وَ "الْإِذْنُ" هُنَا عِبَارَةٌ عَنِ الْقَضَاءِ وَالْإِمْضَاءِ. وَقَوْلُهُ: "تَحِيَّتُهُمْ" مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى الضَّمِيرِ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْمَفْعُولِ، أَيْ تُحَيِّيهِمُ الْمَلَائِكَةُ، وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ لِلْفَاعِلِ، أَيْ: يُحَيِّي بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَ"تَحِيَّتُهُمْ" رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ، وَ"سَلَامٌ" ابْتِدَاءٌ ثَانٍ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ: عَلَيْكُمْ، وَالْجُمْلَةُ خَبَرُ الْأَوَّلِ، وَالْجَمِيعُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ مِنَ الضَّمِيرِ فِي "خَالِدِينَ"، أَوْ يَكُونُ صِفَةً لِـ "جَنَّاتٍ".