الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ولا ) تقبل أيضا في الظاهر توبة ( من تكررت ردته ) لقوله تعالى : { إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا } وقوله : { إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم } والازدياد يقتضي كفرا متجددا ولا بد من تقدم إيمان عليه .

                                                                                                                      ولما روى الأثرم بإسناده عن طيبان بن عمارة " أن ابن مسعود أتي برجل فقال له : إنه قد أتي بك مرة فزعمت أنك تبت وأراك قد عدت فقتله " ولأن تكرار الردة منه يدل على فساد عقيدته وقلة مبالاته بالدين ( أو سب الله أو رسوله صريحا أو تنقصه ) لأن ذنبه عظيم جدا يدل منه على فساد عقيدته واستخفافه بالله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم ( ولا الساحر الذي يكفر بسحره ) لما روى جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { حد الساحر ضربه بالسيف } رواه الدارقطني .

                                                                                                                      فسماه حدا والحد بعد ثبوته لا يسقط بالتوبة ولأنه لا طريق لنا إلى إخلاصه في توبته لأنه يضمر السحر [ ص: 178 ] ولا يجهر به فيكون إظهار الإسلام والتوبة خوفا من القتل مع بقائه على تلك المفسدة ( ويقتلون بكل حال ) لأن عليا : " أتي بزنادقة فسألهم فجحدوا فقامت عليهم البينة فقتلهم ولم يستتبهم " رواه أحمد في مسائل عبد الله ( وأما في الآخرة فمن صدق منهم في توبته قبلت باطنا ) ونفعه ذلك ( ومن أظهر الخير وأبطن الفسق و ) هو ( كالزنديق في توبته ) فلا تقبل توبته ظاهرا لأنه لم يظهر منه بالتوبة خلاف ما كان عليه من إظهار الخير .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية