قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=32007_32203_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_29692_32007_34089_34091_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا nindex.php?page=treesubj&link=28740_31011_32238_32498_34104_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ،
nindex.php?page=showalam&ids=17096ومطر الوراق، وغيرهما:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25ولبثوا في كهفهم الآية حكاية عن بني إسرائيل أنهم قالوا ذلك، واحتجا بأن قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود وفي مصحفه: "وقالوا لبثوا في كهفهم"، وذلك عند
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة -على غير قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله- عطف على
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سيقولون ثلاثة ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14431الزهراوي [ ص: 593 ] ثم أمر الله تعالى نبيه صلي الله عليه وسلم بأن يرد العلم إليه ردا على مقالهم وتفنيدا لهم، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : "وقال بعضهم: لو كان ذلك خبرا من الله، لم يكن لقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قل الله أعلم بما لبثوا وجه مفهوم".
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
أين ذهب بهذا القائل؟ وما الوجه المفهوم البارع إلا أن تكون الآية خبرا عن لبثهم، ثم قيل
لمحمد صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قل الله أعلم بما لبثوا بخبره، هذا هو الحق من عالم الغيب، فليزل اختلافكم أيها المتخرصون.
وقال المحققون: بل قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25ولبثوا في كهفهم الآية خبر من الله تعالى عن
nindex.php?page=treesubj&link=32007مدة لبثهم، ثم اختلف في معنى قوله بعد الإخبار:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قل الله أعلم بما لبثوا -فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : إن بني إسرائيل اختلفوا
nindex.php?page=treesubj&link=32007فيما مضى لهم من المدة بعد الإعثار عليهم إلى مدة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: إنهم لبثوا ثلاثمائة سنة وتسع سنين، وأخبر الله تعالى نبيه أن هذه المدة في كونهم نياما، وأن ما بعد ذلك مجهول للبشر، فأمره الله تعالى أن يرد علم ذلك إليه.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
فقوله تعالى -على هذا التأويل-: "لبثوا" الأول يريد: في نوم الكهف، و"لبثوا" الثاني يريد: بعد الإعثار موتى إلى مدة
محمد صلي الله عليه وسلم، أو إلى وقت عدمهم بالبلى، على الاختلاف الذي سنذكره بعد. وقال بعضهم: إنه لما قال:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وازدادوا تسعا لم تدر الناس أهي ساعات أم أيام أم جمع أم شهور أم أعوام، واختلف بنو إسرائيل بحسب ذلك، فأمره الله تعالى برد العلم إليه، يريد: في التسع، فهي -على هذا- مبهمة.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر كلام
العرب والمفهوم منه أنها أعوام، والظاهر من أمرهم أنهم قاموا ودخلوا الكهف بعد
عيسى عليه السلام بيسير، وقد بقيت من الحواريين بقية. وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النقاش ما معناه أنهم لبثوا ثلاثمائة سنة شمسية بحساب الأمم، فلما كان الإخبار هنا للنبي العربي صلى الله عليه وسلم ذكرت التسع; إذ المفهوم عنده من السنين القمرية، فهذه الزيادة هي ما بين الحسابين.
[ ص: 594 ] وقرأ الجمهور: "ثلاث مائة سنين" بتنوين "مائة" ونصب "سنين" على البدل من "ثلاثمائة"، أوعطف البيان، وقيل: على التفسير والتمييز، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340ويحيى، nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة، nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش بإضافة "مائة" إلى "السنين" وترك التنوين، وكأنهم جعلوا "سنين" بمنزلة "سنة"; إذ المعنى بهما واحد. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي : إذ هذه الأعداد التي تضاف في الشهور إلى الآحاد نحو ثلاثمائة رجل أو ثوب قد تضاف إلى الجموع، وانحى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم على هذه القراءة، وفي مصحف
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود: "ثلاثمائة سنة"، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك : "ثلاثمائة سنون"، بالواو. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بخلاف-: "تسعا" بفتح التاء، وقرأ الجمهور: "تسعا" بكسر التاء.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أبصر به وأسمع ، أي: ما أبصره وأسمعه، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لا أحد أبصر من الله تعالى ولا أسمع.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه عبارات عن الإدراك، ويحتمل أن يكون المعنى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أبصر به أي: بوحيه وإرشاده، هداك وحججك والحق من الأمور، وأسمع به العالم، فتكونان أمرين لا على وجه التعجب. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26ما لهم من دونه من ولي يحتمل أن يعود الضمير في "لهم" على أصحاب الكهف، أي: هذه قدرته وحده، لم يوالهم غيره بتلطف لهم، ولا اشترك معه أحد في هذا الحكم. ويحتمل أن يعود الضمير في "لهم" على معاصري رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفار ومشاقيه، وتكون الآية اعتراضا بتهديد.
وقرأ الجمهور: "ولا يشرك في حكمه أحدا" بالياء من تحت، على معنى الخبر عن الله تبارك وتعالى، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ،
والجحدري : "ولا تشرك" بالتاء من فوق، على جهة النهي للنبي صلى الله عليه وسلم، ويكون قوله: "ولا تشرك" عطفا على قوله سبحانه:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أبصر به وأسمع . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : "ولا يشرك" بالياء من
[ ص: 595 ] تحت وبالجزم، قال يعقوب: لا أعرف وجهه.
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضحاك بن مزاحم أنه قال: نزلت هذه الآية:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة فقط، قال الناس: أهي أشهر أم أيام أم أعوام؟ فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25سنين وازدادوا تسعا .
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وأما
nindex.php?page=treesubj&link=32007هل دام أهل الكهف وبقيت أشخاصهم محفوظة بعد الموت؟ فاختلفت الروايات في ذلك -فروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنه مر
بالشام في بعض غزواته مع ناس على موضع الكهف وجبله، فمشى الناس إليه فوجدوا عظاما، فقالوا: هذه عظام أصحاب الكهف، فقال لهم
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما: لا، أولئك قوم فنوا وعدموا منذ مدة طويلة فسمعه راهب فقال: ما كنت أحسب أن أحدا من
العرب يعرف هذا، فقيل له: هذا ابن عم نبينا صلي الله عليه وسلم. وقالت فرقة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ليحجن عيسى بن مريم ومعه أصحاب الكهف فإنهم لم يحجوا بعد.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وبالشام -على ما سمعت من ناس كثير- كهف كان فيه موتى يزعم مجاوروه أنهم أصحاب الكهف، وعليهم مسجد وبناء يسمى الرقيم، ومعهم كلب رمة،
وبالأندلس في جهة
غرناطة بقرب قرية تسمى
لوشة كهف فيه موتى ومعهم كلب رمة، وأكثرهم قد انجرد لحمه، وبعضهم متماسك، وقد مضت القرون السالفة ولم نجد من علم شأنهم إثارة، ويزعم ناس أنهم أصحاب الكهف، دخلت إليهم فرأيتهم سنة أربع وخمسمائة، وهم بهذه الحالة، وعليهم مسجد، وقريب منهم بناء رومي يسمى الرقيم مما يلي القبلة، وآثار مدينة قديمة رومية يقال لها مدينة
دقنيوس، وجدنا في آثارها غرائب في قبور ونحوها.
قال
القاضي أبو محمد رحمه الله:
وإنما استسهلت ذكر هذا مع بعده لأنه عجب يتخلد ذكره ما شاء الله عز وجل.
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27واتل ما أوحي إليك الآية. من قرأ: "ولا تشرك" بالنهي عطف قوله: "واتل" عليه، ومن قرأ: "ولا يشرك" جعل هذا أمرا بدئ به كلام آخر ليس من
[ ص: 596 ] الأول، وكأن هذه الآية في معنى العتاب للنبي صلي الله عليه وسلم، عقب العتاب الذي كان على تركه الاستثناء، كأنه يقول: هذه أجوبة الأسئلة، فاتل وحي الله إليك، أي: اتبع في أعمالك، وقيل: اسرد بتلاوتك ما أوحي إليك من كتاب ربك، لا نقص في قوله، ولا مبدل لكلماته، وليس لك سواه جانب تميل إليه وتستند.
و "الملتحد": الجانب الذي يمال إليه، ومنه اللحد، كأنه الميل في أحد شقي القبر، ومنه: الإلحاد في الحق، وهو الميل عن الحق، ولا يفسد قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27لا مبدل لكلماته أمر النسخ; لأن المعنى إما أن يكون: لا مبدل سواه فتبقى الكلمات على الإطلاق، وإما أن يكون أراد من "الكلمات" الخبر ونحوه مما لا يدخله النسخ، والإجماع أن الذي لا يتبدل هو الكلام القائم بالذات الذي بحسبه يجري القدر، فأما الكتب المنزلة فمذهب
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس رضي الله عنهما أنها لا تبدل إلا بالتأويل، ومن العلماء من يقول: إن بني إسرائيل بدلوا ألفاظ التوراة.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=32007_32203_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا nindex.php?page=treesubj&link=28662_28723_29692_32007_34089_34091_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا nindex.php?page=treesubj&link=28740_31011_32238_32498_34104_34513_28989nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17096وَمَطَرٌ الْوَرَّاقُ، وَغَيْرُهُمَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ الْآيَةُ حِكَايَةٌ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُمْ قَالُوا ذَلِكَ، وَاحْتَجَّا بِأَنَّ قِرَاءَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَفِي مُصْحَفِهِ: "وَقَالُوا لَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ"، وَذَلِكَ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةَ -عَلَى غَيْرِ قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ- عَطْفٌ عَلَى
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14431الزَّهْرَاوِيُّ [ ص: 593 ] ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ رَدًّا عَلَى مَقَالِهِمْ وَتَفْنِيدًا لَهُمْ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيٌّ : "وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ كَانَ ذَلِكَ خَبَرًا مِنَ اللَّهِ، لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا وَجْهٌ مَفْهُومٌ".
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
أَيْنَ ذَهَبَ بِهَذَا الْقَائِلِ؟ وَمَا الْوَجْهُ الْمَفْهُومُ الْبَارِعُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْآيَةُ خَبَرًا عَنْ لُبْثِهِمْ، ثُمَّ قِيلَ
لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا بِخَبَرِهِ، هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عَالَمِ الْغَيْبِ، فَلْيَزُلِ اخْتِلَافُكُمْ أَيُّهَا الْمُتَخَرِّصُونَ.
وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ: بَلْ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ الْآيَةُ خَبَرٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=32007مُدَّةِ لُبْثِهِمْ، ثُمَّ اخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ بَعْدَ الْإِخْبَارِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا -فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيٌّ : إِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اخْتَلَفُوا
nindex.php?page=treesubj&link=32007فِيمَا مَضَى لَهُمْ مِنَ الْمُدَّةِ بَعْدَ الْإِعْثَارِ عَلَيْهِمْ إِلَى مُدَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُمْ لَبِثُوا ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ وَتِسْعَ سِنِينَ، وَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ أَنَّ هَذِهِ الْمُدَّةَ فِي كَوْنِهِمْ نِيَامًا، وَأَنَّ مَا بَعْدَ ذَلِكَ مَجْهُولٌ لِلْبَشَرِ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى أَنْ يَرُدَّ عِلْمَ ذَلِكَ إِلَيْهِ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
فَقَوْلُهُ تَعَالَى -عَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ-: "لَبِثُوا" الْأَوَّلُ يُرِيدُ: فِي نَوْمِ الْكَهْفِ، وَ"لَبِثُوا" الثَّانِي يُرِيدُ: بَعْدَ الْإِعْثَارِ مَوْتَى إِلَى مُدَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ إِلَى وَقْتِ عِدَمِهِمْ بِالْبِلَى، عَلَى الِاخْتِلَافِ الَّذِي سَنَذْكُرُهُ بَعْدُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ لَمَّا قَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَازْدَادُوا تِسْعًا لَمْ تَدْرِ النَّاسُ أَهِيَ سَاعَاتٌ أَمْ أَيَّامٌ أَمْ جُمَعٌ أَمْ شُهُورٌ أَمْ أَعْوَامٌ، وَاخْتَلَفَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسْبِ ذَلِكَ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِرَدِّ الْعِلْمِ إِلَيْهِ، يُرِيدُ: فِي التِّسْعِ، فَهِيَ -عَلَى هَذَا- مُبْهَمَةٌ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَظَاهِرُ كَلَامِ
الْعَرَبِ وَالْمَفْهُومُ مِنْهُ أَنَّهَا أَعْوَامٌ، وَالظَّاهِرُ مِنْ أَمْرِهِمْ أَنَّهُمْ قَامُوا وَدَخَلُوا الْكَهْفَ بَعْدَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِيَسِيرٍ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنَ الْحَوَارِيِّينَ بَقِيَّةً. وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=15426النَّقَّاشُ مَا مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ لَبِثُوا ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ شَمْسِيَّةٍ بِحِسَابِ الْأُمَمِ، فَلَمَّا كَانَ الْإِخْبَارُ هُنَا لِلنَّبِيِّ الْعَرَبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَتِ التِّسْعُ; إِذِ الْمَفْهُومُ عِنْدَهُ مِنَ السِّنِينَ الْقَمَرِيَّةِ، فَهَذِهِ الزِّيَادَةُ هِيَ مَا بَيْنَ الْحِسَابَيْنِ.
[ ص: 594 ] وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ" بِتَنْوِينِ "مِائَةٍ" وَنَصْبِ "سِنِينَ" عَلَى الْبَدَلِ مِنْ "ثَلَاثِمِائَةٍ"، أَوَعَطْفِ الْبَيَانِ، وَقِيلَ: عَلَى التَّفْسِيرِ وَالتَّمْيِيزِ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17340وَيَحْيَى، nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ، nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشُ بِإِضَافَةِ "مِائَةٍ" إِلَى "السِّنِينَ" وَتَرْكِ التَّنْوِينِ، وَكَأَنَّهُمْ جَعَلُوا "سِنِينَ" بِمَنْزِلَةِ "سَنَةٍ"; إِذِ الْمَعْنَى بِهِمَا وَاحِدٌ. قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12095أَبُو عَلِيٍّ : إِذْ هَذِهِ الْأَعْدَادُ الَّتِي تُضَافُ فِي الشُّهُورِ إِلَى الْآحَادِ نَحْوَ ثَلَاثِمِائَةِ رَجُلٍ أَوْ ثَوْبٍ قَدْ تُضَافُ إِلَى الْجُمُوعِ، وَانْحَى
nindex.php?page=showalam&ids=11971أَبُو حَاتِمٍ عَلَى هَذِهِ الْقِرَاءَةِ، وَفِي مُصْحَفِ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: "ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ"، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكُ : "ثَلَاثَمِائَةِ سُنُونَ"، بِالْوَاوِ. وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرٍو بِخِلَافٍ-: "تَسْعًا" بِفَتْحِ التَّاءِ، وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "تِسْعًا" بِكَسْرِ التَّاءِ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ، أَيْ: مَا أَبْصَرَهُ وَأَسْمَعَهُ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ : لَا أَحَدَ أَبْصَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا أَسْمَعُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَهَذِهِ عِبَارَاتٌ عَنِ الْإِدْرَاكِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أَبْصِرْ بِهِ أَيْ: بِوَحْيِهِ وَإِرْشَادِهِ، هُدَاكَ وَحُجَجُكَ وَالْحَقُّ مِنَ الْأُمُورِ، وَأَسْمِعْ بِهِ الْعَالَمَ، فَتَكُونَانِ أَمْرَيْنِ لَا عَلَى وَجْهِ التَّعَجُّبِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ فِي "لَهُمْ" عَلَى أَصْحَابِ الْكَهْفِ، أَيْ: هَذِهِ قُدْرَتُهُ وَحْدَهُ، لَمْ يُوَالِهِمْ غَيْرُهُ بِتَلَطُّفٍ لَهُمْ، وَلَا اشْتَرَكَ مَعَهُ أَحَدٌ فِي هَذَا الْحُكْمِ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَعُودَ الضَّمِيرُ فِي "لَهُمْ" عَلَى مُعَاصِرِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْكَفَّارِ وَمُشَاقِّيهِ، وَتَكُونُ الْآيَةُ اعْتِرَاضًا بِتَهْدِيدٍ.
وَقَرَأَ الْجُمْهُورُ: "وَلَا يُشْرَكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا" بِالْيَاءِ مِنْ تَحْتِ، عَلَى مَعْنَى الْخَبَرِ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابْنُ عَامِرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14102وَالْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12004وَأَبُو رَجَاءٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ : "وَلَا تُشْرِكْ" بِالتَّاءِ مِنْ فَوْقِ، عَلَى جِهَةِ النَّهْيِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَكُونُ قَوْلُهُ: "وَلَا تُشْرِكْ" عَطْفًا عَلَى قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=26أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ . وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : "وَلَا يُشْرِكْ" بِالْيَاءِ مِنْ
[ ص: 595 ] تَحْتِ وَبِالْجَزْمِ، قَالَ يَعْقُوبُ: لَا أَعْرِفُ وَجْهَهُ.
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيٌّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14676الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ فَقَطْ، قَالَ النَّاسُ: أَهِيَ أَشْهُرٌ أَمْ أَيَّامٌ أَمْ أَعْوَامٌ؟ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=25سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا .
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَأَمَّا
nindex.php?page=treesubj&link=32007هَلْ دَامَ أَهْلُ الْكَهْفِ وَبَقِيَتْ أَشْخَاصُهُمْ مَحْفُوظَةً بَعْدَ الْمَوْتِ؟ فَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي ذَلِكَ -فَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ مَرَّ
بِالشَّامِ فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ مَعَ نَاسٍ عَلَى مَوْضِعِ الْكَهْفِ وَجَبَلِهِ، فَمَشَى النَّاسُ إِلَيْهِ فَوَجَدُوا عِظَامًا، فَقَالُوا: هَذِهِ عِظَامُ أَصْحَابِ الْكَهْفِ، فَقَالَ لَهُمُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لَا، أُولَئِكَ قَوْمٌ فَنُوا وَعَدِمُوا مُنْذُ مُدَّةٍ طَوِيلَةٍ فَسَمِعَهُ رَاهِبٌ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا مِنَ
الْعَرَبِ يَعْرِفُ هَذَا، فَقِيلَ لَهُ: هَذَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّنَا صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لِيَحُجَّنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ وَمَعَهُ أَصْحَابُ الْكَهْفِ فَإِنَّهُمْ لَمْ يَحُجُّوا بَعْدُ.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَبِالشَّامِ -عَلَى مَا سَمِعْتُ مِنْ نَاسٍ كَثِيرٍ- كَهْفٌ كَانَ فِيهِ مَوْتَى يَزْعُمُ مُجَاوِرُوهُ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْكَهْفِ، وَعَلَيْهِمْ مَسْجِدٌ وَبِنَاءٌ يُسَمَّى الرَّقِيمُ، وَمَعَهُمْ كَلْبٌ رُمَّةٌ،
وَبِالْأَنْدَلُسِ فِي جِهَةِ
غَرْنَاطَةَ بِقُرْبِ قَرْيَةٍ تُسَمَّى
لُوشَةَ كَهْفٌ فِيهِ مَوْتَى وَمَعَهُمْ كَلْبٌ رُمَّةٌ، وَأَكْثَرُهُمْ قَدِ انْجَرَدَ لَحْمُهُ، وَبَعْضُهُمْ مُتَمَاسِكٌ، وَقَدْ مَضَتِ الْقُرُونُ السَّالِفَةُ وَلَمْ نَجِدْ مِنْ عِلْمِ شَأْنِهِمْ إِثَارَةً، وَيَزْعُمُ نَاسٌ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْكَهْفِ، دَخَلْتُ إِلَيْهِمْ فَرَأَيْتُهُمْ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِمِائَةٍ، وَهُمْ بِهَذِهِ الْحَالَةِ، وَعَلَيْهِمْ مَسْجِدٌ، وَقَرِيبٌ مِنْهُمْ بِنَاءٌ رُومِيٌّ يُسَمَّى الرَّقِيمُ مِمَّا يَلِي الْقِبْلَةَ، وَآثَارُ مَدِينَةٍ قَدِيمَةٍ رُومِيَّةٍ يُقَالُ لَهَا مَدِينَةُ
دِقْنَيُوسُ، وَجَدْنَا فِي آثَارِهَا غَرَائِبَ فِي قُبُورٍ وَنَحْوِهَا.
قَالَ
الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ:
وَإِنَّمَا اسْتَسْهَلَتْ ذِكْرَ هَذَا مَعَ بُعْدِهِ لِأَنَّهُ عَجَبٌ يَتَخَلَّدُ ذِكْرُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ الْآيَةَ. مَنْ قَرَأَ: "وَلَا تُشْرِكْ" بِالنَّهْيِ عَطَفَ قَوْلَهُ: "وَاتْلُ" عَلَيْهِ، وَمَنْ قَرَأَ: "وَلَا يُشْرِكُ" جَعَلَ هَذَا أَمْرًا بُدِئَ بِهِ كَلَامٌ آخَرُ لَيْسَ مِنَ
[ ص: 596 ] الْأَوَّلِ، وَكَأَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ فِي مَعْنَى الْعِتَابِ لِلنَّبِيِّ صَلِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَقِبَ الْعِتَابِ الَّذِي كَانَ عَلَى تَرْكِهِ الِاسْتِثْنَاءَ، كَأَنَّهُ يَقُولُ: هَذِهِ أَجْوِبَةُ الْأَسْئِلَةِ، فَاتْلُ وَحْيَ اللَّهِ إِلَيْكَ، أَيِ: اتَّبِعْ فِي أَعْمَالِكَ، وَقِيلَ: اسْرُدْ بِتِلَاوَتِكَ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ، لَا نَقْصَ فِي قَوْلِهِ، وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ، وَلَيْسَ لَكَ سِوَاهُ جَانِبٌ تَمِيلُ إِلَيْهِ وَتَسْتَنِدُ.
وَ "الْمُلْتَحِدُ": الْجَانِبُ الَّذِي يُمَالُ إِلَيْهِ، وَمِنْهُ اللَّحْدُ، كَأَنَّهُ الْمَيْلُ فِي أَحَدِ شِقَّيِ الْقَبْرِ، وَمِنْهُ: الْإِلْحَادُ فِي الْحَقِّ، وَهُوَ الْمَيْلُ عَنِ الْحَقِّ، وَلَا يُفْسِدُ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=27لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ أَمْرُ النَّسْخِ; لِأَنَّ الْمَعْنَى إِمَّا أَنْ يَكُونَ: لَا مُبْدِّلَ سِوَاهُ فَتَبْقَى الْكَلِمَاتُ عَلَى الْإِطْلَاقِ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَرَادَ مِنَ "الْكَلِمَاتِ" الْخَبَرَ وَنَحْوَهُ مِمَّا لَا يُدْخِلُهُ النَّسْخُ، وَالْإِجْمَاعُ أَنِ الَّذِي لَا يَتَبَدَّلُ هُوَ الْكَلَامُ الْقَائِمُ بِالذَّاتِ الَّذِي بِحَسْبِهِ يَجْرِي الْقَدَرُ، فَأَمَّا الْكُتُبُ الْمُنَزَّلَةُ فَمَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهَا لَا تُبَدَّلُ إِلَّا بِالتَّأْوِيلِ، وَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ بَدَّلُوا أَلْفَاظَ التَّوْرَاةِ.