( ( عنه يذاد المفتري كما ورد ومن نحا سبل السلامة لم يرد ) )
( ( عنه ) ) أي : عن حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن الشرب منه ( ( يذاد ) ) بضم التحتية ، وفتح الذال المعجمة ، فدال مهملة قبلها ألف مبني لما لم يسم فاعله ، أي : يطرد ويساق ويدفع دفعا عنيفا ، قال في القاموس : الذود السوق والطرد والدفع كالذياد ( ( المفتري ) ) نائب الفاعل من الفرية بكسر الفاء الكذب ، يقال : فري يفري فريا ، وافترى يفتري افتراء إذا كذب ، وهو افتعال منه ، ومنه (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12ولا يأتين ببهتان يفترينه ) ، وفي الحديث "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026727من أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا " فالفرى جمع فرية ، وهي الكذبة ، وأفرى أفعل منه للتفضيل ، أي : أكذب الكذبات أن يقول : رأيت في النوم كذا ، ولم يكن رأى شيئا ، لأنه كذب على الله ؛ لأنه هو الذي يرسل ملك الرؤيا ليريه المنام .
والحاصل أن من
nindex.php?page=treesubj&link=30450الذين يذادون عن الحوض جنس المفترين على الله تعالى ، وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - من المحدثين في الدين من
الروافض والخوارج وثائر أصحاب الأهواء والبدع المضلة ، وكذلك المسرفون من الظلمة المفرطون في الظلم والجور وطمس الحق ، كذلك المتهتكون في ارتكاب المناهي ، والمعلنون في اقتراف المعاصي ، وقد أخرج
مسلم في صحيحه عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026728أغفى رسول الله [ ص: 198 ] - صلى الله عليه وسلم - إغفاءة ثم رفع رأسه مبتسما فقال : " إنه أنزلت علي آنفا سورة ، فقرأ ( بسم الله الرحمن الرحيم nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إنا أعطيناك الكوثر ) حتى ختمها قال : " هل تدرون ما الكوثر ؟ قالوا :
الله ورسوله أعلم ، قال :
هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منه ، فأقول : يا رب إنه من أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدث بعدك " وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني عنه مرفوعا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026729أعطيت الكوثر - قلت : يا رسول الله ، وما الكوثر ؟ قال : نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث ، لا يشربه من أخفر ذمتي ، ولا من قتل أهل بيتي " وأخرج
مسلم في صحيحه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026730ليردن علي الحوض أقوام فيختلجون دوني ، فأقول : رب أصحابي ، رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12510ابن أبي عاصم في السنة عن ريحانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمير المؤمنين
الحسن بن علي - رضي الله عنه - أنه قال
لمعاوية : أنت السباب
لعلي ؟ أما والله لتردن عليه الحوض - وما أراك ترده - فتجده مشمر الإزار على ساق يذود عنه لا يأتي المنافقون ذود غريبة الإبل قول الصادق المصدوق ، وقد خاب من افترى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان والحاكم وصححه عن
خباب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026731سيكون أمراء من بعدي ، فلا تصدقون بكذبهم ، ولا تعينوهم على ظلمهم ، فمن فعل لم يرد علي الحوض " وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وغيرهما من طريق
أبي حازم عن
nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - قال :
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220أنا فرطكم على الحوض ، من ورد شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبدا ، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم " قال
أبو حازم : فسمع
النعمان بن أبى عياش وأنا أحدث هذا الحديث فقال : هكذا سمعت سهلا يقول ؟ قلت : نعم .
فقال :
وأنا أشهد على
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري سمعته يزيد "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026732إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما عملوا بعدك ، فأقول سحقا لمن بدل بعدي [ ص: 199 ] وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=13863والبزار عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنهما - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220أنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح ، ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول :
يا رب ، فيقال :
ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم " وأخرج
الحكيم في نوادر الأصول عن
nindex.php?page=showalam&ids=5559عثمان بن مظعون - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026733يا عثمان ، لا ترغب عن سنتي ، فمن رغب عن سنتي ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة " .
وأخرج
الترمذي ،
والحاكم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=167كعب بن عجرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عليهم ، وقال :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026734إنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم ، وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ، وليس بوارد علي الحوض ، ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ، ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه ، وهو وارد علي الحوض .
" وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026735ليرفعن لي رجال من أصحابي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " فهذا معنى قوله ( ( كما ورد ) ) .
ذلك في الأحاديث النبوية مما ذكرنا ومما لم نذكر ، وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم حديث
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - بلفظ : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220nindex.php?page=treesubj&link=30446أنا فرطكم على الحوض ، وليرفعن إلي رجال منكم إذا هويت إليهم لأناولهم اختلجوا دوني ، فأقول : أي رب أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " وفيهما من حديث
أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026736ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رفعوا إلي اختلجوا دوني ، فلأقولن : أي رب أصحابي ، فليقالن لي : إنك لا تدري ما أحدثوا ، فأقول : سحقا لمن بدل بعدي " وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه - صلى الله عليه وسلم - قال :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026737يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي - أو قال : من أمتي ، فيحلئون عن الحوض ، فأقول : يا رب أصحابي ، فيقول : إنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى " ، وفي رواية ، فيجعلون ، قال في جامع الأصول : اختلجوا إذا استلبوا وأخذوا بسرعة ، وقوله : فيحلئون
[ ص: 200 ] يعني : مبنيا للمجهول ، أي : يدفعون عن الماء ، ويطردون عن وروده إذا كان بالحاء المهملة ، ومن رواه بالجيم فهو من الجلاء ، وهو النفي عن الوطن ، وهو راجع إلى الطرد .
وفي رواية عند
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026738بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلم ، فقلت : إلى أين ؟ فقال : إلى النار والله ، فقلت : ما شأنهم ، فقال : إنهم قد ارتدوا على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة أخرى ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : إلى أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا على أدبارهم ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " وفي رواية
لمسلم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026739وليصدن عني طائفة منكم فلا يصلون ، فأقول : يا رب ، هؤلاء أصحابي ، فيجيبني ملك فيقول : وهل تدري ما أحدثوا بعدك ! " وعند
مسلم أيضا من حديث
عائشة رضي الله عنها أنه - صلى الله عليه وسلم - قال :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026740فوالله ليقطعن دوني رجال فلأقولن : أي رب ، مني ومن أمتي ، فيقول : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، ما زالوا يرجعون على أعقابهم " وفي الصحيحين من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=64أسماء بنت الصديق - رضي الله عنهما - قالت :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026741إني على الحوض أنظر من يرد منكم ، وسيؤخذ ناس دوني ، فأقول : يا رب ، مني ومن أمتي - وفي رواية ، فأقول : أصحابي - فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ؟ فوالله ما برحوا يرجعون على أعقابهم " وفي ذلك أحاديث كثيرة جدا .
قال
القرطبي : قال علماؤنا كل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يؤذن به ، فهو من المطرودين عن الحوض ، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين كالخوارج والروافد والمعتزلة على اختلاف فرقهم ، فهؤلاء كلهم مبدلون ، وكذا الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وإذلال أهله ، والمعلنون بكبائر الذنوب ، والمستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والبدع .
ثم الطرد قد يكون في حال ، ويقربون بعد المغفرة إن كان التبديل في الأعمال ولم يكن في العقائد .
قال :
وقد يقال : إن أهل الكبائر يردون ويشربون ، وإذا دخلوا النار بعد ذلك لم يعذبوا بالعطش . انتهى .
nindex.php?page=treesubj&link=30450_27948_20456فأهل البدع مطرودون عن حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - ومردودون عن الشرب ، منه ( ( ومن ) ) أي :
[ ص: 201 ] وأي شخص من هذه الأمة من ذكر وأنثى ( ( نحا ) )
أي : قصد ، يقال : نحاه ينحوه وينحاه قصده كانتحاه ( ( سبل ) )
بضم السين المهملة ككتب ، جمع سبيل ، وهو الطريق وما وضح منه ، وجمعه أن الطريق الحق واحد باعتبار خصاله ، وشعبه المتوصل منه إليها ( ( السلامة ) )
من الكلمات الجامعة لخير الدنيا والآخرة ، قال في القاموس : السلامة البراءة من العيوب ، يعني أن من نهج منهج الحق وسلك طريق السنة ، وسلم من البدع وكبائر الذنوب فإنه يرد على حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - ويشرب منه ، و ( ( لم يرد ) )
عن الشرب منه ، ولم يطرد عن الورود عليه كما يفهم من الأحاديث المارة ، وبالله التوفيق .
( ( عَنْهُ يُذَادُ الْمُفْتَرِي كَمَا وَرَدْ وَمَنْ نَحَا سُبُلَ السَّلَامَةِ لَمْ يَرِدْ ) )
( ( عَنْهُ ) ) أَيْ : عَنْ حَوْضِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنِ الشُّرْبِ مِنْهُ ( ( يُذَادُ ) ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ ، وَفَتْحِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ ، فَدَالٌ مُهْمَلَةٌ قَبْلَهَا أَلِفٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ ، أَيْ : يُطْرَدُ وَيُسَاقُ وَيُدْفَعُ دَفْعًا عَنِيفًا ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : الذَّوْدُ السَّوْقُ وَالطَّرْدُ وَالدَّفْعُ كَالذِّيَادِ ( ( الْمُفْتَرِي ) ) نَائِبُ الْفَاعِلِ مِنَ الْفِرْيَةِ بِكَسْرِ الْفَاءِ الْكَذِبُ ، يُقَالُ : فَرِيَ يَفْرِي فَرْيًا ، وَافْتَرَى يَفْتَرِي افْتِرَاءً إِذَا كَذَبَ ، وَهُوَ افْتِعَالٌ مِنْهُ ، وَمِنْهُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=12وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ ) ، وَفِي الْحَدِيثِ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026727مِنْ أَفْرَى الْفِرَى أَنْ يُرِيَ الرَّجُلُ عَيْنَيْهِ مَا لَمْ تَرَيَا " فَالْفِرَى جَمْعُ فِرْيَةٍ ، وَهِيَ الْكِذْبَةُ ، وَأَفْرَى أَفْعَلُ مِنْهُ لِلتَّفْضِيلِ ، أَيْ : أَكْذَبُ الْكَذِبَاتِ أَنْ يَقُولَ : رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَذَا ، وَلَمْ يَكُنْ رَأَى شَيْئًا ، لِأَنَّهُ كَذِبٌ عَلَى اللَّهِ ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُرْسِلُ مَلَكَ الرُّؤْيَا لِيُرِيَهُ الْمَنَامَ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّ مِنَ
nindex.php?page=treesubj&link=30450الَّذِينَ يُذَادُونَ عَنِ الْحَوْضِ جِنْسُ الْمُفْتَرِينَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَلَى رَسُولِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنَ الْمُحْدِثِينَ فِي الدِّينِ مِنَ
الرَّوَافِضِ وَالْخَوَارِجِ وَثَائِرِ أَصْحَابِ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ الْمُضِلَّةِ ، وَكَذَلِكَ الْمُسْرِفُونَ مِنَ الظَّلَمَةِ الْمُفْرِطُونَ فِي الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ وَطَمْسِ الْحَقِّ ، كَذَلِكَ الْمُتَهَتِّكُونَ فِي ارْتِكَابِ الْمَنَاهِي ، وَالْمُعْلِنُونَ فِي اقْتِرَافِ الْمَعَاصِي ، وَقَدْ أَخْرَجَ
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026728أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ [ ص: 198 ] - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُبْتَسِمًا فَقَالَ : " إِنَّهُ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ ، فَقَرَأَ ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=108&ayano=1إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) حَتَّى خَتَمَهَا قَالَ : " هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالُوا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ :
هُوَ نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ الْكَوَاكِبِ يُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ " وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ عَنْهُ مَرْفُوعًا "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026729أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ - قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالَ : نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ عَرْضُهُ وَطُولُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا يَشْرَبُ مِنْهُ أَحَدٌ فَيَظْمَأُ ، وَلَا يَتَوَضَّأُ مِنْهُ أَحَدٌ فَيَشْعَثُ ، لَا يَشْرَبُهُ مَنْ أَخْفَرَ ذِمَّتِي ، وَلَا مَنْ قَتَلَ أَهْلَ بَيْتِي " وَأَخْرَجَ
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=21حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026730لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَقْوَامٌ فَيُخْتَلَجُونَ دُونِي ، فَأَقُولُ : رَبِّ أَصْحَابِي ، رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12510ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي السُّنَّةِ عَنْ رَيْحَانَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ قَالَ
لِمُعَاوِيَةَ : أَنْتَ السَّبَّابُ
لِعَلِيٍّ ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَتَرِدَنَّ عَلَيْهِ الْحَوْضَ - وَمَا أُرَاكَ تَرِدُهُ - فَتَجِدُهُ مُشَمِّرَ الْإِزَارِ عَلَى سَاقٍ يَذُودُ عَنْهُ لَا يَأْتِي الْمُنَافِقُونَ ذَوْدَ غَرِيبَةِ الْإِبِلِ قَوْلَ الصَّادِقِ الْمَصْدُوقِ ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13053وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ عَنْ
خَبَّابٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026731سَيَكُونُ أُمَرَاءُ مِنْ بَعْدِي ، فَلَا تُصَدِّقُونَ بِكَذِبِهِمْ ، وَلَا تُعِينُوهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، فَمَنْ فَعَلَ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ " وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا مِنْ طَرِيقِ
أَبِي حَازِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=31سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ " قَالَ
أَبُو حَازِمٍ : فَسَمِعَ
النُّعْمَانُ بْنُ أَبَى عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ : هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ .
فَقَالَ :
وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ سَمِعْتُهُ يَزِيدُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026732إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي [ ص: 199 ] وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251الْإِمَامُ أَحْمَدُ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=13863وَالْبَزَّارُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ ، وَيُجَاءُ بِأَقْوَامٍ فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ :
يَا رَبِّ ، فَيُقَالُ :
مَا زَالُوا بَعْدَكَ مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ " وَأَخْرَجَ
الْحَكِيمُ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=5559عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026733يَا عُثْمَانُ ، لَا تَرْغَبْ عَنْ سُنَّتِي ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
وَأَخْرَجَ
التِّرْمِذِيُّ ،
وَالْحَاكِمُ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=167كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَرَجَ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026734إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ ، وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ ، وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ ، وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ ، وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ .
" وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026735لَيُرْفَعَنَّ لِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِي إِذَا رَأَيْتُهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " فَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِ ( ( كَمَا وَرَدَ ) ) .
ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ مِمَّا ذَكَرْنَا وَمِمَّا لَمْ نَذْكُرْ ، وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ حَدِيثَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِلَفْظِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1025220nindex.php?page=treesubj&link=30446أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، وَلَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ إِذَا هَوَيْتُ إِلَيْهِمْ لِأُنَاوِلَهُمُ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " وَفِيهِمَا مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026736لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي حَتَّى إِذَا رُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا ، فَأَقُولُ : سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026737يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي - أَوْ قَالَ : مِنْ أُمَّتِي ، فَيُحَلَّئُونَ عَنِ الْحَوْضِ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيَقُولُ : إِنَّهُ لَا عِلْمَ لَكَ بِمَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى " ، وَفِي رِوَايَةٍ ، فَيُجْعَلُونَ ، قَالَ فِي جَامِعِ الْأُصُولِ : اخْتُلِجُوا إِذَا اسْتُلِبُوا وَأُخِذُوا بِسُرْعَةٍ ، وَقَوْلُهُ : فَيُحَلَّئُونَ
[ ص: 200 ] يَعْنِي : مَبْنِيًّا لِلْمَجْهُولِ ، أَيْ : يُدْفَعُونَ عَنِ الْمَاءِ ، وَيُطْرَدُونَ عَنْ وُرُودِهِ إِذَا كَانَ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَمَنْ رَوَاهُ بِالْجِيمِ فَهُوَ مِنَ الْجَلَاءِ ، وَهُوَ النَّفْيُ عَنِ الْوَطَنِ ، وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الطَّرْدِ .
وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026738بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ عَلَى الْحَوْضِ إِذَا زُمْرَةٌ حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ ، فَقَالَ : هَلُمَّ ، فَقُلْتُ : إِلَى أَيْنَ ؟ فَقَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ ، فَقُلْتُ : مَا شَأْنُهُمْ ، فَقَالَ : إِنَّهُمْ قَدِ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى ، ثُمَّ إِذَا زُمْرَةٌ أُخْرَى ، حَتَّى إِذَا عَرَفْتُهُمْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ بَيْنِي وَبَيْنِهِمْ فَقَالَ : هَلُمَّ ، قُلْتُ : إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : إِلَى النَّارِ وَاللَّهِ ، قُلْتُ : مَا شَأْنُهُمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ ، فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلَّا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ " وَفِي رِوَايَةٍ
لِمُسْلِمٍ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026739وَلَيُصَدَّنَّ عَنِّي طَائِفَةٌ مِنْكُمْ فَلَا يَصِلُونَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، هَؤُلَاءِ أَصْحَابِي ، فَيُجِيبُنِي مَلَكٌ فَيَقُولُ : وَهَلْ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ! " وَعِنْدَ
مُسْلِمٍ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :
"
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026740فَوَاللَّهِ لَيُقْطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ فَلَأَقُولَنَّ : أَيْ رَبِّ ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ " وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=64أَسْمَاءَ بِنْتِ الصِّدِّيقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1026741إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْظُرُ مَنْ يَرِدُ مِنْكُمْ ، وَسَيُؤْخَذُ نَاسٌ دُونِي ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي - وَفِي رِوَايَةٍ ، فَأَقُولُ : أَصْحَابِي - فَيُقَالُ : هَلْ شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ؟ فَوَاللَّهِ مَا بَرِحُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ " وَفِي ذَلِكَ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ جِدًّا .
قَالَ
الْقُرْطُبِيُّ : قَالَ عُلَمَاؤُنَا كُلُّ مَنِ ارْتَدَّ عَنْ دِينِ اللَّهِ أَوْ أَحْدَثَ فِيهِ مَا لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ وَلَمْ يُؤْذِنْ بِهِ ، فَهُوَ مِنَ الْمَطْرُودِينَ عَنِ الْحَوْضِ ، وَأَشَدُّهُمْ طَرْدًا مَنْ خَالَفَ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ كَالْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِدِ وَالْمُعْتَزِلَةِ عَلَى اخْتِلَافِ فِرَقِهِمْ ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ مُبَدِّلُونَ ، وَكَذَا الظَّلَمَةُ الْمُسْرِفُونَ فِي الْجَوْرِ وَالظُّلْمِ وَطَمْسِ الْحَقِّ وَإِذْلَالِ أَهْلِهِ ، وَالْمُعْلِنُونَ بِكَبَائِرِ الذُّنُوبِ ، والْمُسْتَخْفُونَ بِالْمَعَاصِي ، وَجَمَاعَةُ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالْبِدَعِ .
ثُمَّ الطَّرْدُ قَدْ يَكُونُ فِي حَالٍ ، وَيُقَرَّبُونَ بَعْدَ الْمَغْفِرَةِ إِنْ كَانَ التَّبْدِيلُ فِي الْأَعْمَالِ وَلَمْ يَكُنْ فِي الْعَقَائِدِ .
قَالَ :
وَقَدْ يُقَالُ : إِنَّ أَهْلَ الْكَبَائِرِ يَرِدُونَ وَيَشْرَبُونَ ، وَإِذَا دَخَلُوا النَّارَ بَعْدَ ذَلِكَ لَمْ يُعَذَّبُوا بِالْعَطَشِ . انْتَهَى .
nindex.php?page=treesubj&link=30450_27948_20456فَأَهْلُ الْبِدَعِ مَطْرُودُونَ عَنْ حَوْضِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَرْدُودُونَ عَنِ الشُّرْبِ ، مِنْهُ ( ( وَمِنْ ) ) أَيْ :
[ ص: 201 ] وَأَيُّ شَخْصٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ( ( نَحَا ) )
أَيْ : قَصَدَ ، يُقَالُ : نَحَاهُ يَنْحُوهُ وَيَنْحَاهُ قَصَدَهُ كَانْتَحَاهُ ( ( سُبُلَ ) )
بِضَمِّ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ كَكُتُبٍ ، جَمْعُ سَبِيلٍ ، وَهُوَ الطَّرِيقُ وَمَا وَضَحَ مِنْهُ ، وَجَمَعَهُ أَنَّ الطَّرِيقَ الْحَقَّ وَاحِدٌ بِاعْتِبَارِ خِصَالِهِ ، وَشُعَبِهِ الْمُتَوَصَّلِ مِنْهُ إِلَيْهَا ( ( السَّلَامَةِ ) )
مِنَ الْكَلِمَاتِ الْجَامِعَةِ لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : السَّلَامَةُ الْبَرَاءَةُ مِنَ الْعُيُوبِ ، يَعْنِي أَنَّ مَنْ نَهَجَ مَنْهَجَ الْحَقِّ وَسَلَكَ طَرِيقَ السُّنَّةِ ، وَسَلِمَ مِنَ الْبِدَعِ وَكَبَائِرِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُ يَرِدُ عَلَى حَوْضِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَشْرَبُ مِنْهُ ، وَ ( ( لَمْ يُرَدَّ ) )
عَنِ الشُّرْبِ مِنْهُ ، وَلَمْ يُطْرَدْ عَنِ الْوُرُودِ عَلَيْهِ كَمَا يُفْهَمُ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَارَّةِ ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ .