الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 6194 ) فصل : إذا ظاهر من امرأة ، ثم قال لأخرى : أشركتك معها ، أو أنت شريكتها ، أو كهي . ونوى المظاهرة من الثانية ، صار مظاهرا منها . بغير خلاف علمناه . وبه يقول مالك ، والشافعي . وإن أطلق صار مظاهرا أيضا ، إذا كان عقيب مظاهرته من الأولى ، ذكره أبو بكر . وبه قال مالك قال أبو الخطاب : ويحتمل أن لا يكون مظاهرا . وبه قال الشافعي ; لأنه ليس بصريح في الظهار ، ولا نوى به الظهار فلم يكن ظهارا ، كما لو قال ذلك قبل أن يظاهر من الأولى ، ولأنه يحتمل أنها شريكتها في دينها ، أو في الخصومة ، أو في النكاح ، أو سوء الخلق ، فلم تخصص بالظهار إلا بالنية ، كسائر الكنايات .

                                                                                                                                            ولنا ، أن الشركة والتشبيه لا بد أن يكون في شيء ، فوجب تعليقه بالمذكور معه ، كجواب السؤال فيما إذا قيل له : ألك امرأة ؟ فقال : قد طلقتها . وكالعطف مع المعطوف عليه ، والصفة مع الموصوف وقولهم : إنه كناية لم ينو بها الظهار . قلنا : قد وجد دليل النية ، فيكتفى بها . وقولهم : إنه يحتمل . قلنا : ما ذكرنا من القرينة يزيل الاحتمال . وإن بقي احتمال ما ، كان مرجوحا ، فلا يلتفت إليه ، كالاحتمال في اللفظ الصريح .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية