الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2917 278 - حدثنا مالك بن إسماعيل، قال: حدثنا ابن عيينة، عن الزهري قال: قال السائب بن يزيد رضي الله عنه: ذهبنا نتلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصبيان إلى ثنية الوداع.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، ومالك بن إسماعيل بن زياد أبو غسان النهدي الكوفي، وابن عيينة هو سفيان بن عيينة، والسائب بالسين المهملة ابن يزيد الكندي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في المغازي عن علي بن عبد الله وعبد الله بن محمد فرقهما، وأخرجه أبو داود في الجهاد عن أبي الطاهر بن السرح، وأخرجه الترمذي فيه عن محمد بن يحيى، وسعيد بن [ ص: 14 ] عبد الرحمن.

                                                                                                                                                                                  ، قوله: " إلى ثنية الوداع ". المراد من ثنية الوداع هنا هي من جهة تبوك؛ لأن في رواية الترمذي عن السائب بن يزيد قال: لما قدم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من تبوك خرج الناس يتلقونه إلى ثنية الوداع، فخرجت مع الناس وأنا غلام ، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وفي غير هذا يحتمل أن يكون ثنية الوداع التي من كل جهة التي يصل إليها المشيعون يسمونها ثنية الوداع، والثنية طريق العقبة، وحكى صاحب المحكم في الثنية أربعة أقوال؛ فقال: والثنية الطريق في الجبل كالنقب. وقيل: الطريقة إلى الجبل. وقيل هي العقبة. وقيل هي الجبل نفسه، وقال الداودي: ثنية الوداع من جهة مكة، وتبوك من الشام مقابلتها كالمشرق من المغرب، إلا أن يكون ثنية أخرى في تلك الجهة، قال: والثنية الطريق في الجبل، ورد عليه صاحب التوضيح بقوله: وليس كذلك، وإنما الثنية ما ارتفع من الأرض. قلت: كان هذا ما اطلع على ما قاله صاحب المحكم، فلذلك أسرع بالرد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية