الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2971 قال عمر بن عبد العزيز : لم يعمهم بذلك ، ولم يخص قريبا دون من أحوج إليه ، وإن كان الذي أعطى لما يشكوا إليه من الحاجة ، ولما مستهم في جنبه من قومهم وحلفائهم .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قوله : " لم يعمهم " أي لم يعم قريشا بذلك ، أي بما قسمه قوله : " من أحوج إليه " أي من أحوج هو إليه قال ابن مالك : فيه حذف العائد على الموصول ، وهو قليل ، ومنه قراءة يحيى بن يعمر : " تماما على الذي أحسن " بضم النون ، أي الذي هو أحسن ، قال : وإذا طال الكلام فلا ضعف ، ومنه : وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله أي ، وفي الأرض هو إله واحد . قلت : وفي بعض النسخ دون من هو أحوج إليه ، فعلى هذا لا يحتاج إلى التكلف المذكور ، وأحوج من أحوجه إليه غيره ، وأحوج أيضا بمعنى احتاج . قوله : " وإن كان " شرط على سبيل المبالغة ، ويروى بفتح " أن " قاله الكرماني . قوله : " أعطي " على صيغة المجهول ، وحاصل المعنى ، وإن كان الذي أعطي أبعد قرابة ممن لم يعط . قوله : " لما تشكوا " تعليل لعطية الأبعد قرابة وتشكوا بتشديد الكاف من التشكي من باب التفعل ، ويروى : " لما يشكو " من شكا يشكو شكاية . قوله : " ولما مستهم " عطف على " لما " الأولى ، ويروى : " مسهم " بدون تاء التأنيث . قوله : " في جنبه " أي في جانبه . قوله : " وحلفائهم " بالحاء المهملة أي حلفاء قومهم بسبب الإسلام ، وأشار بذلك إلى ما لقي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه بمكة من قريش بسبب الإسلام .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية