الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3189 39 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي قال: أخبرني أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة المذكورة في قوله: "كما صليت على إبراهيم" وعمرو بن سليم بضم السين الزرقي بضم الزاي وفتح الراء وبالقاف، وأبو حميد بضم الحاء عبد الرحمن الساعدي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الدعوات عن القعنبي، وأخرجه مسلم في الصلوات عن محمد بن عبد الله بن نمير، وعن إسحاق بن إبراهيم، وأخرجه أبو داود فيه عن القعنبي، وعن أبي السرح، وأخرجه النسائي فيه عن قتيبة، وعن الحارث بن مسكين، وفي التفسير عن محمد بن سلمة ، وأخرجه ابن ماجه في الصلاة عن عمار بن طالوت.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قولوا اللهم صل على محمد" معناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمرنا الله بالصلاة عليه ولم نبلغ قدر الواجب في ذلك أحلنا على الله، وقلنا: اللهم صل على محمد.

                                                                                                                                                                                  قوله: "كما صليت على إبراهيم" هذا ليس من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل من باب بيان حال ما لا يعرف بما يعرف، وما عرف من الصلاة على إبراهيم وآله، وأنه ليس إلا في قوله تعالى: رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد [ ص: 264 ] قيل: سياق الكلام يقتضي أن يقال على إبراهيم بدون لفظ الآل، وأجيب بأن لفظ الآل مقحم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وبارك على محمد" أي أثبت له وأدم ما أعطيته من التشريف والكرامة، وهو من برك البعير إذا ناخ من موضع ولزمه، وتطلق البركة أيضا على الزيادة والأصل الأول.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية