الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1430 100 - حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن شعبة قال: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه أن ناسا من عرينة اجتووا المدينة فرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فقتلوا الراعي واستاقوا الذود، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم بالحرة يعضون الحجارة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه صلى الله عليه وسلم رخص لهم من شرب ألبان إبل الصدقة وأبوالها، والحديث قد مضى في كتاب الطهارة في باب أبوال الإبل والدواب، فإنه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن [ ص: 106 ] أبي قلابة "عن أنس قال: قدم أناس من عكل أو عرينة" الحديث، وهاهنا أخرجه عن مسدد عن يحيى القطان إلى آخره، وقد مضى الكلام فيه هناك مستوفى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "اجتووا" بالجيم من باب الافتعال، يقال: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الذود" بفتح الذال المعجمة وهو الإبل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بالحرة" بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء - أرض ذات حجارة سود، كأنها احترقت بالنار.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يعضون" بفتح العين من باب فعل يفعل بكسر العين في الماضي وفتحها في المغابر. وقيل: هو من باب نصر ينصر، ولغة القرآن مثل الأول ويوم يعض الظالم على يديه



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية