الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1471 139 - حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أربعا، وبذي الحليفة ركعتين، ثم بات حتى أصبح بذي الحليفة، فلما ركب راحلته واستوت به أهل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: "ثم بات حتى أصبح" أي: ثم بات بذي الحليفة إلى أن أصبح.

                                                                                                                                                                                  (ذكر رجاله): وهم خمسة، ذكروا، وعبد الله بن محمد المعروف بالمسندي، وهشام بن يوسف أبو عبد الرحمن قاضي صنعاء، وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، ومحمد بن المنكدر بلفظ الفاعل من الانكدار ابن عبد الله أبو بكر، ويقال: أبو عبد الله.

                                                                                                                                                                                  (ذكر لطائف إسناده):

                                                                                                                                                                                  فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع في نسخة، وفي أخرى بصيغة الجمع، وبصيغة الإخبار كذلك في موضع.

                                                                                                                                                                                  وفيه العنعنة في موضع.

                                                                                                                                                                                  وفيه أن شيخه من أفراده، وأنه بخاري، وهشام يماني صنعاني، وابن جريج مكي، ومحمد بن المنكدر مدني.

                                                                                                                                                                                  وفيه حدثنا محمد بن المنكدر، أو حدثني محمد بن المنكدر، كما ذكرنا، هكذا رواه الحفاظ من أصحاب ابن جريج عنه، وخالفهم عيسى بن يونس، فقال: عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس، وقد توهم في ذكر الزهري، والصحيح أنه من رواية ابن جريج، عن ابن المنكدر قاله الدارقطني في (علله).

                                                                                                                                                                                  وقال المزي: أخرجه أبو داود في الصلاة، والصواب أنه في الحج رواه عن أحمد بن حنبل عن محمد بن بكر، عن ابن جريج.

                                                                                                                                                                                  (ذكر معناه):

                                                                                                                                                                                  قوله: (أربعا) أي: أربع ركعات، وهي صلاة الظهر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ركعتين) أي: وصلى بذي الحليفة ركعتين، وهما صلاة العصر على سبيل القصر; لأنه كان منشأ للسفر، وذلك كان في صلاة العصر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ثم بات) أي: بذي الحليفة حتى أصبح، أي: [ ص: 170 ] حتى دخل في الصباح.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أهل) أي: رفع صوته بالإهلال.

                                                                                                                                                                                  ثم اعلم أن هذا المبيت ليس من سنن الحج، وإنما هو من جهة الرفق بأمته ليلحق به من تأخر عنه في السير، ويدركه من لم يمكنه الخروج معه، وأما قصر صلاة العصر فلأنه كان مسافرا، وإن لم يبلغ إلى موضع المشقة منه، فإذا خرج عن مصره قصر، وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أحرم إثر المكتوبة; لأنه إذا صلى الصبح لم يركع بعدها للإحرام; لأنه وقت كراهة.



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية