الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
7 7 - (7) - (1 \ 3) عن أبي بكر الصديق: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب".

التالي السابق


* قوله: "السواك مطهرة للفم": - بفتح الميم وكسرها، لغتان، والكسر أشهر - ، وهو كل آلة يتطهر بها، شبه السواك بها; لأنه ينظف الفم، والطهارة: النظافة، ذكره النووي.

قلت: لا حاجة إلى اعتبار التشبيه; لأن السواك - بكسر السين - : اسم للعود الذي يدلك به الأسنان، ولا شك في كونه آلة لطهارة الفم بمعنى: نظافته.

* "ومرضاة " : - بفتح ميم وسكون راء - المراد: أنه آلة لرضا الله تعالى باعتبار أن استعماله سبب لذلك، وقيل: مطهرة ومرضاة - بفتح الميم - كل منهما مصدر بمعنى اسم الفاعل; أي: مطهر للفم ومرض للرب - تعالى - ،. . أو هما باقيان على المصدرية; أي: سبب للطهارة والرضا، وجاز أن يكون مرضاة بمعنى المفعول; أي: مرضي للرب تعالى، انتهى.

[ ص: 25 ] قلت: والمناسب بهذا المعنى أن يراد بالسواك: استعمال العود، لا نفس العود، إما على ما قيل: إن اسم السواك قد يستعمل بمعنى استعمال العود - أيضا - ، أو على تقدير المضاف، ثم لا يخفى أن المصدر إذا كان بمعنى اسم الفاعل، يكون بمعنى اسم فاعل من ذلك المصدر، لا من غيره، فينبغي أن يكون ها هنا مطهرة ومرضاة، بمعنى: طاهر وراض، لا بمعنى: مطهر ومرض، ولا معنى لذلك، فليتأمل.

ثم المقصود في الحديث الترغيب في استعمال السواك، وهذا ظاهر.

وفي "المجمع": رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجاله ثقات، إلا أن عبد الله بن محمد لم يسمع من ابن أبي بكر.

* * *




الخدمات العلمية