الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5110 [ ص: 387 ] (باب إذا مات المرء عرض عليه مقعده بالغداة والعشي من الجنة والنار)

                                                                                                                              وقال النووي في الجزء الخامس من شرحه لمسلم:

                                                                                                                              (باب عرض مقعد الميت: من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 200 - 201 ج 17 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ (عن ابن عمر) (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة، والعشي. إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة"] .

                                                                                                                              وفي رواية: "حتى تبعث إليه".

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              فيه: إثبات تنعيم المؤمن وتعذيب الكافر، في القبر. ومذهب أهل السنة: إثبات ذلك.

                                                                                                                              [ ص: 388 ] وقد تظاهرت عليه دلائل الكتاب والسنة. قال تعالى:

                                                                                                                              النار يعرضون عليها غدوا وعشيا .

                                                                                                                              وتظاهرت به الأحاديث الصحيحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، من رواية جماعة من الصحابة، في مواطن كثيرة.

                                                                                                                              ولا يمتنع في العقل: أن يعيد الله تعالى الحياة، في جزء من الجسد ويعذبه.

                                                                                                                              وإذا لم يمنعه العقل، وورد الشرع به، وجب قبوله واعتقاده.

                                                                                                                              خلافا للخوارج، ومعظم المعتزلة، وبعض المرجئة، نفوا ذلك.

                                                                                                                              ثم المعذب عند أهل السنة: الجسد بعينه أو بعضه، بعد إعادة الروح إليه، أو إلى جزء منه.

                                                                                                                              ولنا كتاب في أحوال البرزخ، سميناه: " ثمار التنكيت، في شرح أبيات التثبيت"، فيه أدلة ذلك.




                                                                                                                              الخدمات العلمية