الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثالثة أن يراعي الإمام أوقات الصلوات فيصلي في أوائلها ليدرك رضوان الله سبحانه ففضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا هكذا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحديث : " إن العبد ليصلي الصلاة في آخر وقتها ، ولم تفته ، ولما فاته من أول وقتها ، خير له من الدنيا وما فيها " .

التالي السابق


(الثالثة أن يراعي الإمام أوقات الصلوات ) المفروضة جمع الوقت ، وهو الزمان المفروض للعمل ، ولهذا لا يكاد يقال إلا مقدرا ، نحو وقت كذا فعلت كذا (فيصلي) بالناس (في أوائلها ليدرك رضوان الله) - عز وجل - ، والرضوان بكسر الراء وضمها بمعنى الرضى ، وهو ضد السخط ، وقد أشار بذلك إلى ما ورد أول الوقت رضوان الله ، وآخر الوقت عفو الله ، وقد قال الصديق : رضوانه أحب إلينا من عفوه .

قال الشافعي : لأن رضوانه يكون للمحسنين ، وعفوه يكون للمقصرين . عن جرير بسند فيه كذاب ، وأورده ابن الجوزي في الواهيات ، وقال : لا يصح ، وقال الحافظ : في سنده من لا يعرف قال : وفي الباب عن ابن عمر ، وابن عباس ، وعلي ، وأنس ، وأبي محذورة ، وأبي هريرة ، فحديث ابن عمر رواه الترمذي ، والدارقطني ، وفيه يعقوب بن الوليد المدني كذاب ، وحديث ابن عباس رواه البيهقي في الخلافيات ، وفيه نافع أبو هرمز ؛ متروك ، وحديث علي رواه البيهقي عن أهل البيت ، وقال : أظن سنده أصح ما في هذا الباب .

قال ابن حجر : وهو مع ذلك معلول ، ولهذا قال الحاكم : لا أحفظ الحديث من وجه يصح ، وحديث أنس رواه ابن عدي ، والبيهقي ، وقد تفرد به بقية ، عن مجهول ، عن مثله ، وحديث أبي محذورة رواه الدارقطني ، وفيه إبراهيم بن زكريا ، وهو متهم ، وحديث أبي هريرة ذكره البيهقي ، وقال : هو معلول (ففضل أول الوقت على آخره كفضل الآخرة على الدنيا) أي فيتأكد الحث على المبادرة (هكذا روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم) ، وفي رواية فضل الصلاة أول الوقت على آخره قال العراقي : أخرجه أبو منصور الديلمي من حديث ابن عمر بسند ضعيف . أهـ .

قلت : وكذلك أورده الشيخ الأصبهاني في كتاب الثواب له (وفي الحديث : "إن العبد ليصلي الصلاة ، ولم تفته ، ولما فاته من أول وقتها ، خير له من الدنيا وما فيها " ) قال العراقي : أخرج الدارقطني من حديث أبي هريرة نحوه بإسناد ضعيف . أهـ .

قلت : لفظ الدارقطني : "خير له من أهله ، وماله " .




الخدمات العلمية