الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وينبغي أن يضيف إليه الاستغفار فإن ذلك أيضا مستحب في هذا اليوم .

التالي السابق


(وينبغي أن يضيف إليه الاستغفار) ، وليكثر منه (فإن ذلك أيضا مستحب في هذا اليوم) ، وليلته، وأي لفظ ذكر فيه سؤال المغفرة، فهو مستغفر، وإن قال: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم، فهو أفضل، وإن قال: رب اغفر، وارحم، وأنت خير الراحمين حسن، وكذا أستغفر الله لذنبي، وسبحان الله، وبحمد ربي، كذا في القوت، قلت: أما الاستغفار من غير قيد يوم الجمعة، فقد وردت فيه أحاديث، منها ما رواه الحسن بن سفيان في مسنده، والديلمي، عن أنس: من استغفر سبعين مرة غفر له سبعمائة ذنب، وقد خاب، وخسر من عمل في يوم وليلة أكثر من سبعمائة ذنب، ورواه الديلمي أيضا من حديث أبي هريرة، إلا أنه قال: من استغفر الله إذا وجبت الشمس، والباقي نحوه .

وأخرج الطبراني، عن عبادة بن الصامت: ومن استغفر للمؤمنين، والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن، ومؤمنة حسنة، وعن أبي الدرداء بلفظ: كل يوم سبعا وعشرين مرة، أو خمسا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم، ويرزق به أهل الأرض، وفي بعض الأحاديث تقييد ذلك دبر كل صلاة.

أخرج أبو يعلى، وابن السني، عن أنس: من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات، فقال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه غفرت ذنوبه، وإن كان قد فر من الزحف. وعند الديلمي من حديث أبي هريرة: من استغفر الله دبر كل صلاة سبعين مرة غفر له ما اكتسب من الذنوب، ولم يخرج من الدنيا حتى يرى أزواجه من الحور، ومساكنه من القصور. وفي بعضها التقييد بيوم الجمعة، وليلته؛ أي وقت كان .

أخرج البيهقي، وابن النجار، عن أنس: من قال هؤلاء الكلمات يوم الجمعة سبع مرات، فمات في ذلك اليوم دخل الجنة، ومن قالها في ليلة الجمعة، فمات في تلك الليلة دخل الجنة، من قال: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، أصبحت، وأمسيت على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء بنعمتك، وأبوء بذنبي، فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وفي بعضها ما هو مقيد بغداة الجمعة .

أخرج ابن السني، والطبراني في الأوسط، وابن عساكر، وابن النجار من حديث أنس: من قال صبيحة الجمعة قبل صلاة الغداة: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه، ولو كانت أكثر من زبد البحر. وفي الإسناد خصيف بن عبد الرحمن الجزري ضعيف، لكن وثقه ابن معين، وأخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود، ولم يقيده بالوقت المذكور، وزاد بعد قوله: ذنوبه، وإن كان فارا من الزحف .




الخدمات العلمية