الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فائدة : سئل عن الحكمة في تنكير ( أحد ) وتعريف ( الصمد ) من قوله تعالى : قل هو الله أحد الله الصمد [ الإخلاص : 1 - 2 ] وألفت في جوابه تأليفا مودعا في الفتاوى ، وحاصله أن في ذلك أجوبة :

أحدها : أنه نكر للتعظيم ، والإشارة إلى أن مدلوله - وهو الذات المقدسة - غير ممكن تعريفها والإحاطة بها .

الثاني : أنه لا يجوز إدخال ( أل ) عليه كغير وكل وبعض ، وهو فاسد ، فقد قرئ شاذا : ( قل هو الله أحد الله الصمد ) ، حكى هذه القراءة أبو حاتم في كتاب الزينة عن جعفر بن محمد .

الثالث : وهو مما خطر لي : أن ( هو ) مبتدأ و ( الله ) خبر ، وكلاهما معرفة ، فاقتضى الحصر ، فعرف الجزآن في ( الله الصمد ) لإفادة الحصر ، ليطابق الجملة الأولى ، واستغني عن تعريف ( أحد ) فيها لإفادة الحصر دونه ، فأتي به على أصله من التنكير ، على أنه خبر ثان . وإن جعل الاسم الكريم مبتدأ و ( أحد ) خبره : ففيه من ضمير الشأن ما فيه من التفخيم والتعظيم ، فأتى بالجملة الثانية على نحو الأولى بتعريف الجزأين للحصر تفخيما وتعظيما .

التالي السابق


الخدمات العلمية