الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما محادثة الإخوان فمباحة ، ما لم تكن مأثما ، لما روى علي بن الحسين عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت : اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أزوره ليلا فقعدت وحدثته فلما قمت وانقلبت قام ليقلبني ، - يعني يردني - فلما بلغ باب المسجد مر به رجلان من الأنصار فلما رأياه أسرعا فقال : " على رسلكما إنها صفية بنت حيي " فقالا : سبحان الله يا رسول الله فقال : " إن الشيطان يجري من أحدكم مجرى لحمه ودمه فخشيت أن يقذف في قلوبكم شرا " أو قال شيئا فأما السب والشتيمة والقذف والنميمة فمكروه ، لكل أحد والمعتكف بكراهته أولى كالصائم لكونه في عبادة ، فإن فعل فقد أساء وأثم ، واعتكافه جائز ؛ لأن كل عبادة لا تبطل بالكلام المباح ، لا تبطل بالكلام المحظور كالصيام والحج .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية