الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : قال الشافعي : " وإذا ارتد المعتكف لم يبطل اعتكافه ، فإذا عاد إلى الإسلام بطل اعتكافه " فاختلف أصحابنا فقال بعضهم : إن الشافعي أمر الربيع أن يخط على هذه المسألة ولا تقرأ عليه ، ومذهبه أن الردة تبطل الاعتكاف ، لأنها أسوأ حالا من السكر وكان بعضهم يخرج في المرتد قولا آخر من السكران ، وفي السكران قولا آخر من المرتد ، فجعل المسألتين على قولين وقال آخرون جواب الشافعي في الردة على ظاهره لا يبطل الاعتكاف ، وفي السكر على ظاهره يبطل الاعتكاف ، والفرق بينهما أنه بالسكر ممنوع من المسجد ، فصار من غير أهله ، وبالردة لا يمتنع أن يكون من أهل المسجد ؛ لأنه كافر والكافر يجوز له [ ص: 495 ] دخول المسجد فإن قيل : فهلا كانت الردة في الصيام لا تبطله كالاعتكاف قيل : لأن الاعتكاف قد يتخلله ما ليس منه ، وهو الخروج لحاجة الإنسان ، ولا يجوز ذلك في الصيام .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية