فصل في تغيير الفتوى ، واختلافها بحسب تغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والنيات والعوائد
الشريعة مبنية على مصالح العباد
هذا فصل عظيم النفع جدا وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشريعة أوجب من الحرج والمشقة وتكليف ما لا سبيل إليه ما يعلم أن الشريعة الباهرة التي في أعلى رتب المصالح لا تأتي به ; فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ; فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور ، وعن الرحمة إلى ضدها ، وعن المصلحة إلى المفسدة ، وعن الحكمة إلى البعث ; فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل ; فالشريعة عدل الله بين عباده ، ورحمته بين خلقه ، وظله في أرضه ، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله صلى الله عليه وسلم أتم دلالة وأصدقها ، وهي نوره الذي به أبصر المبصرون ، وهداه الذي به اهتدى المهتدون ، وشفاؤه التام الذي به دواء كل عليل ، وطريقه المستقيم الذي من استقام عليه فقد استقام [ ص: 12 ] على سواء السبيل .
فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ; فهي بها الحياة والغذاء والدواء والنور والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها ، وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس وقوام العالم ، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا وطي العالم رفع إليه ما بقي من رسومها ; فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة .
ونحن نذكر تفصيل ما أجملناه في هذا الفصل بحول الله وتوفيقه ومعونته بأمثلة صحيحة .
- إنكار المنكر وشروطه
- فصل قطع الأيدي في الغزو
- فصل سقوط الحد عام المجاعة
- فصل صدقة الفطر لا تتعين في أنواع
- فصل رد صاع من تمر بدل المصراة
- فصل طواف الحائض بالبيت
- فصل جمع الطلقات الثلاث بلفظ واحد
- الألفاظ التي لم يقصد المتكلم بها معانيها
- فصل اعتبار الشرع قصد المكلف دون الصورة
- فصل الأحكام تجري على الظواهر
- الأشياء التي لا يؤاخذ الله المكلف بها
- فصل الألفاظ بالنسبة إلى مقاصد المتكلمين ثلاثة أقسام
- تحريم الحيل
- فصل تجويز الحيل يناقض سد الذريعة
- دليل تحريم الحيل وأنواعها
- فصل أكثر الحيل يناقض أصول الأئمة
- فصل حجج الذين جوزوا الحيل
- جواب الذين أبطلوا الحيل
- فصل الجواب على شبه الذين جوزوا الحيل