الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الاستئذان

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الاستئذان ثلاث ، فإن أذن لك وإلا فارجع ) .

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر )

وصح عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه أراد أن يفقأ عين الذي نظر إليه من جحر في حجرته ، [ ص: 392 ] وقال : ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) .

وصح عنه أنه قال : ( لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن ، فحذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح )

وصح عنه أنه قال : ( من اطلع على قوم في بيتهم بغير إذنهم ، فقد حل لهم أن يفقئوا عينه ) .

وصح عنه أنه قال : ( من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ، ففقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص )

وصح عنه : التسليم قبل الاستئذان فعلا وتعليما ، ( واستأذن عليه رجل فقال أألج ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل : اخرج إلى هذا ، فعلمه الاستئذان " . فقال له : قل : السلام عليكم ، أأدخل ؟ فسمعه الرجل ، فقال : السلام عليكم ، أأدخل ؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فدخل ) .

( ولما استأذن عليه عمر رضي الله عنه وهو في مشربته مؤليا من نسائه ، قال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليكم ، أيدخل عمر ؟ ) .

[ ص: 393 ] وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم لكلدة بن حنبل لما دخل عليه ولم يسلم ( ارجع فقل : السلام عليكم أأدخل ؟ )

وفي هذه السنن رد على من قال : ويقدم الاستئذان على السلام ، ورد على من قال : إن وقعت عينه على صاحب المنزل قبل دخوله بدأ بالسلام ، وإن لم تقع عينه عليه ، بدأ بالاستئذان ، والقولان مخالفان للسنة .

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم إذا استأذن ثلاثا ولم يؤذن له ، انصرف ، وهو رد على من يقول : إن ظن أنهم لم يسمعوا ، زاد على الثلاث ، ورد على من قال : يعيده بلفظ آخر ، والقولان مخالفان للسنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية