الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فصل :

( إبطال حيلة لجعل تصرفات المريض نافذة ) : ومن الحيل الباطلة المحرمة إذا أراد حرمان امرأته [ من ] الميراث ، أو كانت تركته كلها عبيدا وإماء فأراد جعل تدبيرهم من رأس المال ، أن يقول في الصورة الأولى : إذا مت [ ص: 230 ] من مرضي هذا فأنت طالق قبل مرضي بساعة ثلاثا ، ويقول في الصورة الثانية : إذا مت في مرضي هذا فأنتم عتقاء قبله بساعة ، وحينئذ فيقع الطلاق والعتق في الصحة .

وهذه حيلة باطلة ; فإن التعليق إنما وقع منه في حال مرض موته ، ولم يقارنه أثره ، وهو في هذه الحال لو نجز العتق والطلاق لكان العتق من الثلث والطلاق غير مانع للميراث ، مع مقارنة أثره له ، وقوة المنجز وضعف المعلق ، وأيضا فالشرط هو موته في مرضه ، والجزاء المعلق عليه هو العتق والطلاق ، والجزاء يستحيل أن يسبق شرطه ; إذ في ذلك إخراج الشرط عن حقيقته وحكمه ، وقد تقدم تقرير ذلك في الحيلة السريجية .

التالي السابق


الخدمات العلمية