قوله عز وجل:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_30337_30339_30347_30349_30351_34101_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وبرزوا لله جميعا معناه: صاروا بالبراز، وهي الأرض المتسعة كالبراح والعراء والخبار، فاستعير ذلك لجمع يوم القيامة، وقوله: "تبعا" يحتمل أن يكون
[ ص: 238 ] مصدرا فيكون على نحو قولهم: "يوم عدل ويوم حرب"، ويحتمل أن يكون جمع "تابع" على نحو "غايب وغيب"، وهو تأويل
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري .
وفسر الناس "الضعفاء" بالأتباع، و "المستكبرين" بالقادة وأهل الرأي، وقولهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مغنون عنا من الغناء، وهي المنفعة التي تكون من الإنسان للآخر في الدفاع وغيره.
والألف في قوله: "أجزعنا" ألف التسوية وليست بألف استفهام، بل هي كقوله: "أم لم تنذرهم لا"، و "المحيص": المفر والملجأ، مأخوذ من "حاص يحيص" إذا نفر وفر، ومنه في حديث
هرقل: (فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب، وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابن زيد، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب أن أهل النار يقولون: إنما نال أهل الجنة الرحمة بالصبر على طاعة الله تعالى، فلنصبر، فيصبرون خمسمائة سنة، فلا ينتفعون، فيقولون: فلنجزع، فيضجون ويصيحون ويبكون خمسمائة سنة أخرى، فلا ينتفعون، فيقولون هذا القول الذي في الآية، وظاهر الآية أنهم يقولونها في موقف العرض وقت البروز بين يدي الله تعالى.
قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:
nindex.php?page=treesubj&link=19881_30337_30339_30347_30349_30351_34101_28985nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهِ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا مَعْنَاهُ: صَارُوا بِالْبِرَازِ، وَهِيَ الْأَرْضُ الْمُتَّسِعَةُ كَالْبَرَاحِ وَالْعَرَاءِ وَالْخَبَارِ، فَاسْتُعِيرَ ذَلِكَ لِجَمْعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَوْلُهُ: "تَبَعًا" يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ
[ ص: 238 ] مَصْدَرًا فَيَكُونُ عَلَى نَحْوِ قَوْلِهِمْ: "يَوْمُ عَدْلٍ وَيَوْمُ حَرْبٍ"، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمْعُ "تَابِعٌ" عَلَى نَحْوِ "غَايِبٌ وَغَيَبٌ"، وَهُوَ تَأْوِيلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطَّبَرِيُّ .
وَفَسَّرَ النَّاسُ "الضُّعَفَاءُ" بِالْأَتْبَاعِ، وَ "الْمُسْتَكْبِرِينَ" بِالْقَادَةِ وَأَهْلِ الرَّأْيِ، وَقَوْلُهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=21مُغْنُونَ عَنَّا مِنَ الْغَنَاءِ، وَهِيَ الْمَنْفَعَةُ الَّتِي تَكُونُ مِنَ الْإِنْسَانِ لِلْآخَرِ فِي الدِّفَاعِ وَغَيْرِهِ.
وَالْأَلِفُ فِي قَوْلِهِ: "أَجَزِعْنَا" أَلِفُ التَّسْوِيَةِ وَلَيْسَتْ بِأَلِفِ اسْتِفْهَامٍ، بَلْ هِيَ كَقَوْلِهِ: "أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا"، وَ "الْمَحِيصُ": الْمَفَرُّ وَالْمَلْجَأُ، مَأْخُوذٌ مِنْ "حَاصَ يَحِيصُ" إِذَا نَفَرَ وَفَرَّ، وَمِنْهُ فِي حَدِيثِ
هِرَقْلَ: (فَحَاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الْوَحْشِ إِلَى الْأَبْوَابِ، وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=16327ابْنِ زَيْدٍ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ أَنَّ أَهْلَ النَّارِ يَقُولُونَ: إِنَّمَا نَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الرَّحْمَةَ بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى، فَلْنَصْبِرْ، فَيَصْبِرُونَ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ، فَلَا يَنْتَفِعُونَ، فَيَقُولُونَ: فَلْنَجْزَعْ، فَيَضِجُّونَ وَيَصِيحُونَ وَيَبْكُونَ خَمْسَمِائَةِ سَنَةٍ أُخْرَى، فَلَا يَنْتَفِعُونَ، فَيَقُولُونَ هَذَا الْقَوْلَ الَّذِي فِي الْآيَةِ، وَظَاهِرُ الْآيَةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَهَا فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ وَقْتَ الْبُرُوزِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى.