الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
        صفحة جزء
        [ ترك الباقي من الواجبات لنظر ( نظام الملك ) ]

        546 - وقد كنت رأيت أن أعرض على الرأي السامي من مهمات الدين والدنيا أمورا ، ثم بدا لي أن أجمع أطراف الكلام . ومولانا أمتع الله ببقائه أهل الإسلام أخبر بمبالغ الإمكان ، في هذا الزمان .

        547 - وقد لاح بمضمون ما رددته من الإيضاح والبيان ، ما إلى مولانا عليه ، في حكم الإيمان ، فإن رأى بينه وبين المليك الديان بلوغه فيما تطوقه غاية الاستمكان ، فليس فوق ذلك منصب مرتقب ، من القربات ومكان ، وإن فات مبلغ الإيثار والاقتدار حالة ، لا يرى دفعها ، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، وإن تكن الأخرى ، فمولانا بالنظر في مغبات العواقب أحرى .

        548 - وقد قال المصطفى في أثناء خطبته : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " وقد عظم والله الخطر لمقام مستقل في الإسلام ، من حكمه باتفاق علماء الأنام أنه لو مات على [ ص: 384 ] ضفة الفرات مضرور ، أو ضاع على شاطئ الجيحون مقرور ، أو تصور في أطراف خطة الإسلام مكروب مغموم .

        أو تلوى في منقطع المملكة مضطهد مهموم أو جأر إلى الله تعالى مظلوم ، أو بات تحت الضر خاو ، أو مات على الجوع والضياع طاو ، فهو المسئول عنها ، والمطالب بها في مشهد يوم عظيم ، " يوم لا ينفع مال ولا بنون . إلا من أتى الله بقلب سليم " .

        549 - وفي الجملة ففضل الله تعالى على مولانا عميم ، والخطر في الاستقلال بالشكر عظيم ، والرب تعالى رؤوف رحيم .

        550 - ومع هذا فمن سوغ لمولانا الإحجام عن مطالعة مصالح الأنام فقد غشه بإجماع أهل الإسلام ، وفارق مأخذ الأحكام .

        وقد مضى هذا مقررا على الكمال والتمام .

        وقد نجز منتهى الغرض من هذا المرام ، وبعون الله آخذ في القسم الثالث .

        التالي السابق


        الخدمات العلمية