الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          [ ص: 74 ] ح ش ا : ( حشا ) الوسادة وغيرها من باب عدا . والحائض ( تحتشي ) بالكرسف لتحبس الدم . و ( الحشا ) ما اضطمت عليه الضلوع والجمع ( أحشاء ) و ( حشوة ) البطن بكسر الحاء وضمها أمعاؤه . و ( الحاشية ) واحدة ( حواشي ) الثوب وجوانبه . وعيش رقيق الحواشي أي رغد . و ( الحشية ) واحدة ( الحشايا ) . قلت : قال الأزهري : ( الحشية ) الفراش المحشو . و ( الحشو ) ما حشوت به فراشا أو غيره ويقال : ( حاشاك ) و ( حاشى لك ) والمعنى واحد . ويقال : ( حاشى لله ) أي معاذ الله . وقرئ حاش لله بلا ألف اتباعا للكتاب وإلا فالأصل حاشى بالألف . و ( حاشى ) كلمة يستثنى بها ، وقد تكون حرفا وقد تكون فعلا فإن جعلتها فعلا نصبت بها فقلت : ضربتهم حاشى زيدا وإن جعلتها حرفا خفضت بها . وقال سيبويه : حاشى لا تكون إلا حرف جر لأنها لو كانت فعلا لجاز أن تكون صلة لما كما يجوز ذلك في خلا فلما امتنع أن يقال جاءني القوم ما حاشى زيدا دل على أنها ليست فعلا . وقال المبرد : قد يكون فعلا واستدل بقول النابغة :

                                                          ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه وما أحاشي من الأقوام من أحد فتصرفه يدل على أنه فعل . ولأنه يقال حاشى لزيد ، وحرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر . ولأن الحذف يدخلها كقولهم حاش لزيد ، والحذف إنما يقع في الأسماء والأفعال لا في الحروف .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية