الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              قضية التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي المعاصر

              الدكتور / زغلول راغب النجار

              الفصل الأول

              الإنسان والتقدم العلمي والتقني

              ارتباط الإنسان بالمعارف العلمية والتقنية: خلافا لما يدعيه الكثير من المتخصصين في الدراسات الإنسية من غير المسلمين، فإن الإنسان لم يبدأ من فراغ، بل خلق عالما، مزودا بالقدرات التي تمكنه من القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض وعمارة الحياة.

              فبدايات المعرفة الإنسانية كانت ذلك العلم الوهبي لأبينا آدم عليه السلام ، الذي وصفه الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه بقوله: ( وعلم آدم الأسماء كلها ) [البقرة:31]..

              ويفسر العلماء تعبير (الأسماء كلها) بأنها أسماء كل الكائنات الحية والجمادات التي خلقها الله تعالى، وألهم أبانا آدم عليه السلام معرفة ذواتها وخواصها، وصفاتها، في شمول يقتضيه لفظ (كلها) ، ومن هـنا فقد كان أبونا آدم عليه السلام مزودا بجميع أنواع المعرفة اللازمة لحياته على الأرض، وللقيام بواجبات الاستخلاف فيها، وبعبادة الله كما أمر سبحانه.

              وبالطبع علم آدم بنيه ما تعلمه من علم الله، وورث بنوه ذلك العلم جيلا بعد جيل، وأمة بعد أمة؛ لأن القدرة على التعلم واكتساب المعرفة هـي ميزة أساسية في الإنسان، وضرورة من ضرورات وجوده، ومن هـنا كان طلب [ ص: 31 ] العلم فريضة على كل مسلم، ومن هـنا أيضا كانت تلك الحضارات الإنسانية الموغلة في التاريخ من مثل الحضارة المصرية القديمة، والحضارتين الهندية والصينية القديمتين، واستمرار ذلك كله إلى الحضارتين اليونانية والرومانية القديمتين، ثم هـضمه ونقده وتمثيله في الحضارة الإسلامية التي أضاءت الدنيا منذ البعثة المحمدية المباركة، وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.

              وبالإضافة إلى هـذا العلم الوهبي، فقد أوكل الله تعالى الناس إلى ما وهبهم من قدرات على اكتساب المعرفة عن طريق النظر في أشياء هـذا الكون، واستقراء سنن الله فيه، وحتى هـذا العلم الكسبي المؤسس على النظر والاستنتاج، أو الذي يتوصل إليه استجابة لإلحاح الحاجة، لم يخل في أحيان كثيرة عن ومضة من ومضات الإلهام الرباني من مثل الذي حدث لابني آدم، قابيل وهابيل ، حين اعتدى الأول على الثاني وقتله، ثم حار في أمر جثته، ماذا يصنع بها؟ ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي ... ) [المائدة:31].

              وكانت بدايات التقنية حين شرع الإنسان في التفكير في حل أوائل المشكلات التي واجهته، ومن أبرزها الحصول على الطعام، والشراب، واللباس، والمأوى، والحماية من الحيوانات المفترسة، والطيور الجارحة، والحشرات السامة، ومن تقلبات الطقس، ومفاجآت المناخ، وعلى توالي الزمن خضعت هـذه الخبرات البسيطة لعمليات التقويم والموازنة والتبرير والترابط والتكامل حتى أصبحت من أساسيات المعرفة الإنسانية ومن ضرورات الحياة.

              ثم كانت عمارة الأرض مرهونة دوما بتطوير هـذه المعرفة الإنسانية المكتسبة من النظر في جنبات هـذا الكون، وإلى ما فيه من صور الخلق بعين العقل وعين البصيرة وعين الاعتبار، وبتطوير القدرة الإنتاجية للإنسان المبنية على أساس من هـذه المعرفة المكتسبة في مختلف جوانبها المادية (متمثلة في وسائل وأدوات الإنتاج مهما [ ص: 32 ] كانت بسيطة) والاجتماعية (متمثلة بالعلاقات الإنتاجية على مستوى الإفراد والجماعات) والفكرية (متمثلة في القدرات الإبداعية للعقل البشري) .

              ومن هـنا فإن العلم والتقنية كانا من روافد المعرفة الإنسانية ومن ضرورات الوجود الإنساني منذ اللحظة الأولى لهذا الوجود، وإن لم يرتبطا في القديم بذلك الرباط الوثيق الذي يشهده عالم اليوم.

              ومن هـنا أيضا فإن اصطلاح ( التقنية ) الذي يعد التعابير الحديثة في القواميس المعاصرة، لا يعدو أن يكون تعبيرا جديدا عن عملية قديمة قدم الإنسان ذاته، إذ إن الإنتاج بمفهومه الاقتصادي الاجتماعي كان ملازما لوجود الإنسان منذ أن وطأت قدماه سطح الأرض، وهذا الإنتاج لا يقوم بغير تقنية مناسبة للعصر، وإن الحضارات المادية كلها كانت محصلة لتزايد قدرة الإنسان على الإنتاج بوسائله وآلاته، وإداراته، وعلاقاته، وذلك بتزايد حصيلة الإنسان من العلم المكتسب والمهارات اليدوية، وإمعان النظر في الخلق والتعلم من المخلوقات، فكثير من الحيوانات قد وهبها الله تعالى بالفطرة قدرات تقنية عالية، وعلاقات اجتماعية مبهرة، من مثل أساليب النحل في بناء خليته وإدارة شئونها والنمل في تنظيم صفوفه وتخزين غذائه في الظروف المناخية الصعبة، وهجرة الطيور والأسماك في مسارات محددة، وغيرها.

              ولما كانت العلوم والفنون المكتسبة لها طبيعة تراكمية، بمعنى أن يتجمع للأمم المتأخرة من حصيلة تجارب الأمم السابقة ما يعينها على اتساع الرؤية وعمق النظرة، وبالتالي على المزيد من ترقي الإنتاج وزيادة حجمه، وتعدد أنواعه باطراد اتساع دائرة المعرفة الإنسانية وتراكم الخبرات، فإن المجتمعات البشرية استمرت في تحقيق قدر من التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي أعانت على دفع عجلة التقدم العلمي والتقني، وبالتالي عجلة التقدم المادي، ما لم تتعرض تلك الحضارات الإنسانية لشيء من الانتكاس والتحلل.

              وإذا كانت عملية التنمية يقصد بها فعلا دفع محصلة المعارف العلمية [ ص: 33 ] والتقنية، وبالتالي دفع القدرات الإنتاجية لمجتمع ما، لتصبح مسايرة للعصر، وغير متخلفة عنه، ومتوازنة ومتجاوبة مع متطلباته وطموحاته الفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، فإن التقنية في هـذا المضمون هـي القدرات الذهنية واليدوية والإدارية المؤسسة على أحدث المعارف المتوفرة، واللازمة لجعل الإنتاج حقيقة قائمة.

              وعلى ذلك فإن المعارف العلمية والتقنية لازمت الإنسان بمستويات متدرجة عبر تاريخه الطويل، مادامت له طاقات ذهنية ويدوية وإدارية قادرة على تحويل أفكاره وتصوراته إلى إنتاج حاجياته وتحقيق طموحاته بأسلوب اقتصادي مقبول، وبديهي أن هـذا النشاط ازداد تنوعا وتقدما وتعقيدا مع الزمن، وأن نمو المعارف العلمية والتقنية وتطورهما كان جزءا أساسيا في نمو المجتمعات الإنسانية على تباين مستوياتها، وأن ذلك ارتبط أول ما ارتبط بشكل وثيق مع الحضارات الزراعية، التي قامت على ضفاف الأنهار الكبرى في مصر ، وفي بلاد ما بين النهرين، وفي فارس والهند والصين ، ومع حاجات هـذه ا لحضارات في أوقات السلم والحرب.

              ولم يكن هـناك في القديم من مظاهر سوء استغلال المعارف العلمية والتقنية مما نراه حوالينا اليوم شيء يذكر، فلم تكن هـناك تقنيات معقدة تؤدي إلى تلوث البيئة وإلى إخلال الاتزان في الأرض، وإلى استحداث أنماط الأسلحة المعقدة، كما لم تكن هـناك تبعية علمية أو تقنية؛ لأنه لم تكن هـناك تبعية إنتاجية، فقد كان الاستهلاك بشكل أساسي هـو استهلاك ما يمكن إنتاجه أو مبادلته بإنتاج آخر، ولم تكن هـناك فجوة تذكر بين الإنتاج والاستهلاك، سواء من حيث الكم أو النوع حتى بداية القرن الحالي، حين تطورت وسائل الإنتاج تطورا متسارعا أدى إلى تزايد الفوائض في الدول الصناعية بصورة مطردة مما تطلب أسواقا جديدة في دول العالم الثالث التي انساقت في تقبل ذلك الفائض راضية أو مضطرة في تبعية واضحة، خاصة وأن معظم هـذه الدول كان قد وقع تحت الاحتلال العسكري أو شبه العسكري لعدد من الدول الأوروبية التي عاجلت [ ص: 34 ] بالاستيلاء عليها ابتداء من منتصف القرن الثامن عشر الميلادي جريا وراء ما بها من المواد الخام اللازم للصناعة، وفرضا للهيمنة السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية، واستعلاء في الأرض.

              فمنذ الثورة الصناعية الأولى (1750-1830م) ، والتي حولت بريطانيا من دولة زراعية في المقام الأول إلى دولة صناعية، أعطاها هـذا التحول الصناعي من أسباب القوة العسكرية ما مكنها من فرض هـيمنتها العسكرية على كثير من دول العالم بصفة عامة، ودول العالم الإسلامي بصفة خاصة، ثم تبعها في ذلك عدد من الدول الأوروبية والأمريكية في القرن التاسع عشر، وكل من روسيا واليابان في القرن العشرين، ثم كانت الثورة العلمية والتقنية في منتصف القرن الحالي والتي قامت على أساس من المعارف المتقدمة في حقول الكيمياء والفيزياء الحديثة والرياضيات، والتي حلت فيها الآلة محل الإنسان في كثير من الأعمال، وأدى ذلك إلى تسارع الإنتاج بمعدلات مذهلة، وإلى تحقيق ما لم يكن ممكنا للإنسان تحقيقه من قبل من مثل ريادة الفضاء والتحكم الآلي، والاستشعار عند بعد، ووسائط الاتصال الفائقة السرعة، وإنتاج الحواسب الإليكترونية العملاقة، وتطور نتاج الهندسة الجينية، في تحسين كل من الإنتاج النباتي والحيواني، والتفوق في إنتاج السبائك واللدائن وغيرهما من المواد الصنعية ذات الصفات المتميزة وتطوير آلة الحرب بصورة مفزعة.

              وقد كان من أسباب هـذه الثورة التقنية ومن أسس نجاحها توظيف البحث العلمي في خدمة التنمية، ولو أن ذلك كان سابقا على الثورة التقنية، إلا أنه قد زاملها في العقود الأربعة الأخيرة في التحام لم يسبق له مثيل، بحيث إن العديد من الصناعات الكبرى التي تقوم على توظيف نواتج البحوث العلمية من مثل صناعات الأدوية، والصناعات البترولية، وصناعات أجهزة الاتصالات المتطورة، أصبح لها مختبرات للبحث العلمي، وتوظيفه في خدمة التنمية، تعج بآلاف العاملين من العلماء والمهندسين والتقنيين والفنيين، كذلك فقد قامت مؤسسات استشارية خاصة عديدة في حقل توظيف المعارف العلمية للتنمية، [ ص: 35 ] هـذا عدا أجهزة الدولة المتنوعة في هـذا المجال، وأقسام العلوم والهندسة المختلفة، ومراكز البحوث المتعددة في جامعات الدول المهتمة بتوظيف المعارف العلمية في خدمة قضية التنمية.

              وفي ظل هـذه المؤسسات العملاقة تضاءل دور الباحثين والمخترعين من الأفراد، وانحسر في القضايا ذات الطبيعة النظرية الصرفة، أو في مراحل التحسين التي تتبع الاختراع، أما مراحل التطوير، والاختبار، والتصميم، والإنتاج، والتسويق، والتوزيع، فقد أصبحت الآن تكلف من الأموال والإدارة مالا يمكن أن يتوفر لفرد واحد أو لمجموعة من الأفراد.

              وفي إطار من الحرص الشديد على التقدم العلمي والتقني المضطرد، وعلى توفير كل احتياجاته، ومن العمل الدءوب على توظيف معطياته في خدمة التنمية تحت مظلة من النظم الإدارية المتنامية باستمرار، وفي جو من الاستقرار السياسي والاجتماعي، والحرية الفردية والجماعية، خطت المجتمعات الصناعية في مجال التقدم العلمي والتقني، وفي توظيف ذلك في خدمة قضية التنمية خطوات مذهلة.

              وفي الوقت نفسه تخلفت دول العالم الثالث – وفي زمرتها غالبية المسلمين – تخلفا رهيبا، فزادت نسبة الأمية بين أبنائها، وتخلفت مجتمعاتها، وانهارت اقتصادياتها، وتراكمت ديونها، وتضاءل اهتمامها بقضايا العلوم التقنية، أو بتوفير القدر اللازم من احتياجاتهما، في غمرة اللهث وراء لقمة العيش، أو مقاومة الكوارث الطبيعية المختلفة، أو إيجاد المأوى المناسب لأبنائها، أو شراء السلاح للدفاع عن أرضها، خاصة بعد زرع الكيان الصهيوني في قلبها، وحتى الدول التي من الله تعالى عليها بشيء من السعة في الرزق، وحباها بعدد من الخيرات الطبيعية، لم تستطع اللحاق بالركب على الرغم من مجاهدتها في سبيل ذلك، فبقيت في زمرة الدول النامية، وهي تعبير مهذب عن الدول المتخلفة.

              ثم زادت الحاجة على خامات المواد الطبيعية في الدول النامية زيادة شديدة [ ص: 36 ] اضطرت عددا من الدول الصناعية الكبرى إلى نقل بعض وحداتها التقنية الخاصة بالصناعات الاستخراجية إلى عدد من أقطار العالم الثالث، من مثل ما حدث في مناجم النحاس والذهب في بعض الدول الأفريقية، وفي مزارع المطاط والكاكاو في بعض دول جنوب شرق آسيا، وفي مناطق البترول في منطقة الشرق الأوسط، وغيرها من مناطق العالم الثالث، وظلت هـذه الوحدات منفصلة عن المجتمع الذي أقيمت فيه إلا من خلال استغلالها للأيدي العاملة الرخيصة، وظلت تدار وتصان من قبل العناصر الأجنبية التي شكلت مجتمعات غربية، تحمل كل السمات والسلوكيات والمعتقدات والأفكار السائدة في المجتمعات التي وفدت منها، حتى بعد تأميم هـذه المؤسسات بالكامل في كثير من الأحيان.

              وكانت الصلة الوحيدة بين هـذه الوحدات التقنية المعزولة والمجتمعات الوطنية التي تحتويها هـي دفع شيء من المال في مقابل الحصول على امتياز مناطق الاستغلال، أو كنسبة ضئيلة من قيمة الخامات المستخرجة من أراضيها، وبعض الأيدي العاملة، وعدد من الوظائف غير الفنية، فلم يكن لمثل هـذه التقنيات المعزولة الفاقدة لكل بعد اجتماعي القدرة على إحداث أي قدر من التقدم العلمي أو التقني أو الإداري أو الصناعي أو الاجتماعي في المجتمعات المضيفة لها، رغم إحداث شيء من الانتعاش المادي والتجاري الذي كان ضرره في كثير من الأحيان أكثر من نفعه لمثل هـذه المجتمعات.

              ومنذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأت ملامح ثورة العلوم والتقنية في البروز، وأخذت موجة التحرر من ربقة الاستعمار تتصاعد حتى تمت تصفية الاستعمار السياسي العسكري التقليدي بالكامل تقريبا مع بداية السبعينيات من هـذا القرن، باستثناء عدد محدود من المناطق التي لا تزال تكافح من أجل استقلالها السياسي.

              ولكن مع التطور الرهيب والمتلاحق الذي أخذ العالم الصناعي في تحقيقه عن طريق الأخذ بأسباب التقدم العلمي والتقني وتوظيف معطيات ذلك توظيفا [ ص: 37 ] دقيقا في خدمة قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والعسكرية، وفي التطوير المستمر للأدوات والأجهزة الحربية بصفة خاصة، ولمختلف الأجهزة الصناعية والتقنية بصفة عامة، في وقت تخلف فيه العالم الثالث (وفي زمرته الدول الإسلامية) في كل هـذه الميادين تخلفا رهيبا، بدأت أنماط جديدة من التبعية السياسية الاقتصادية نتيجة للتبعية العلمية والتقنية، فقد أخذ اعتماد دول العالم الثالث على الدول المتقدمة علميا وتقنيا يزداد بصورة مزعجة في الحصول على الغذاء والدواء والكساء، وعلى العديد من مواد البناء والأثاث، وغالبية وسائل الانتقال والاتصال، وفوق ذلك كله على السلاح الذي وقعت تجارته بالكامل تحت هـيمنة السياسة وضغوطها، وبيعت منتجاته بمئات أضعاف تكاليف إنتاجها استنزافا لثروات دول العالم الثالث الغنية منها والفقيرة على حد سواء، وإرباكا لاقتصادها، وسحبا لحريتها، وتعجيزا لها عن اتخاذ قراراها، وهي صورة من التبعية والتسلط لم تعرفها البشرية من قبل.

              ومن هـنا فلا خلاص لدول العالم الثالث – بصفة عامة – وللدول الإسلامية – بصفة خاصة، من هـذا المأزق الذي وجدت نفسها فيه، إلا ببذل أقصى الجهد من أجل تحقيق نهضة علمية تقنية إدارية تنمي بها جميع الموارد البشرية والطبيعية المتاحة لها، من أجل اللحاق بالركب، وسد هـذه الفجوة التي تفصل بيننا وبين الدول المتقدمة علميا وتقنيا، والتي تزداد اتساعا وعمقا يوما بعد يوم، وبمعدلات مذهلة، خاصة في مجال الصناعات الحربية وتقنياتها، والتي توفر منها لدى أعداء الأمة الإسلامية – الصغار والكبار – ما يدق نواقيس الخطر، ويستوجب سرعة المبادرة بالعمل.

              التالي السابق


              الخدمات العلمية