الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

الصحوة الإسلامية في الأندلس اليوم (جذورها ومسارها )

الدكتور / علي المنتصر الكتاني

العلاقة مع الشتات الأندلسي

منذ النصف الثاني من سنة 1988م، أخذت " الجماعة الإسلامية في الأندلس " بعلاقتها بالشتات الأندلسي، خاصة في أفريقيا وجنوبي أمريكا . ففي 14/7/1988م، استدعت "الجماعة" السيد إسماعيل بن عثمان بن بركة من قبيلة " الآرما " - وهي قبيلة متأصلة من الجيش المغربي الأندلسي، الذي غزا تمبكتو برئاسة الأندلسي جودر في القرن السابع عشر الميلادي - لإلقاء سلسلة من المحاضرات في المركز الإسلامي بقرطبة ، حضرها جم غفير من القرطبيين.

وإسماعيل بن عثمان، باحث في مركز أحمد بابا للدراسات الإسلامية بتمبكتو بمالي ، أتى إلى الأندلس بدعوة من "جمعية الدراسات الدولية"، و "الجمعية الثقافية لسنة 2020"، التي حرصت على الاستعانة به لدراسة التأثير الأندلسي على العالم العربي والأفريقي [1]

وقد حضر إسماعيل وكاتبه، احتفال عيد الأضحى في قرطبة، كما حضره عدد كبير من مسلمي قرطبة يزيد على السبعين [2]

ثم انضم السيد إسماعيل كباحث، إلى "مؤسسة الإسلام والأندلس" التابعة" للجماعة الإسلامية بالأندلس".

وفي 3/8/1988م، أقامت بلدة قسطلة (مقاطعة قادس ) ، حفلا تكريميا لسيدي الوالد، الشيخ محمد المنتصر الكتاني ، حيث أعطت اسمه للشارع الرئيسي بالبلدة، فأصبح يسمى "شارع المنتصر الكتاني"، تكريما له لخدمته للجماعة الإسلامية بالأندلس، ومساعدة الأندلسيين في استعادة شخصيتهم وهويتهم وحضارتهم [3]

ولقد سلم المجلس البلدي لكاتبه، ممثلا عن السيد [ ص: 149 ] الوالد، رسالة رسمية تقول: إن المجلس اتخذ هـذا القرار "اعترافا للحب والمساعدة التي أظهرت الأستاذ الكتاني للأندلس". وقد حضر كاتبه قسطلة نائبا عن السيد الوالد الذي لم يستطع الحضور لأسباب صحية، واستقبله المجلس البلدي برئاسة أنطونيو كونزالس ، رئيس المجلس وعمدة قسطلة، كما حضر شقيقه محمد الزمزمي ، وعدد من المسلمين الأندلسيين. وأقام العمدة حفلا للضيوف في إحدى فنادق البلدة بهذه المناسبة التي اتخذتها البلدة يوم عيد. وكان هـذا التكريم هـو في الحقيقة تكريما " للجماعة الإسلامية في الأندلس "، التي حرصت على الاعتراف بالجميل للسيد الوالد، الذي أبدى لها النصح، والتشجيع منذ بداية نشاطها.

وفي الحقبة 16-21/8/1988م، نظم مركز الجزيرة الخضراء الإسلامي التابع "للجماعة"، أسبوعا ثقافيا أندلسيا بمدينة طريف المجاورة [4] ، شاركت فيه أجواق أندلسية من الأندلس والمغرب ، كما قدم فيه فن البناء والطبخ الأندلسيين. وقد حضر احتفال الافتتاح أنطونيو رويز ، عمدة طريف، وعمدة سبتة ، والمدن المجاورة للجزيرة الخضراء .

وفي 23 / 11/1988، تظاهر مسلمو "الجماعة" بمعارضة احتفالات ذكرى سقوط إشبيلية في يد النصارى ، برئاسة فرناندو الثالث ، ملك قشتالة ، وأعلنت أن هـذا الاحتفال "عمل لا أخلاقي وسبة لإشبيلية وأهلها"، و "أن الكنيسة والبلدية سيسبان تاريخنا نحن الإشبيليين والأندلسيين بإقامتهم حفلا لتشريف ملك سفاح احتل بقوة السلاح مدينة إشبيلية ، وأجبر عددا كبيرا من أهلها على الهجرة، بعد أن طردهم من بيوتهم ومدينتهم [5]

وفي أوائل ديسمبر، شاركت "الجماعة" عبر مركزها الإسلامي بمرسية في ندوة حوار بين الديانات الأسبانية، نظمتها جريدة "أبنيون" المرسية. حضر الندوة [ ص: 150 ] ممثلون عن " الجماعة الإسلامية في الأندلس "، وعن طوائف نصرانية مختلفة منها " الكنيسة الكاثوليكية "، و "كنيسة كريسطو" و "كنيسة أنخليكا المعمدانية" [6]

وفي 4 / 12/1988م احتفل المسلمون بيوم الأندلس على عادتهم بتنظيم مظاهرة انطلقت من ساحة كولون بقرطبة إلى المسجد الجامع، حيث قرأوا منشورا بعنوان "من أجل حريتك يا أندلس". ولقد حضر المظاهرة عدة مئات من المسلمين والمتعاطفين معهم. كما طالب المتظاهرون بإلغاء القواعد الأمريكية الموجودة بمورور ، وروطة بالأندلس، وتحرير جبل طارق ، وسحب الجيش الأسباني من الأندلس [7]

وفي آخر شهر ديسمبر، استدعت "الجماعة" في إطار ربط علاقتها بالشتات الأندلسي، الشاب المهندس رضوان بن محمد بن محمود الرشيكو ، من بلدة سليمان بتونس ، وهو من سلالة أبي عبد الله ، آخر ملوك غرناطة [8]

ومكث رضوان في ضيافة "الجماعة" مدة شهر، زار إبانها المراكز الإسلامية المختلفة، وألقى المحاضرات عن الهجرة الأندلسية إلى تونس. وفي 2/1/1989م، شارك في معارضة "الجماعة" لاحتفالات سقوط غرناطة بدخول قصر الحمراء ، رافعا العلم الأندلسي على رأس جماعة من الأندلسيين [9] في استرجاع رمزي لقصر الحمراء.

ومنذ سنة 1988م أخذت "الجماعة" تفكر في عقد مؤتمر عالمي أندلسي [ ص: 151 ] إسلامي تجمع فيه الشتات الأندلسي، بالمسلمين الأندلسيين في أرض الأندلس ، يكون فاتحة للتعاون بين من بقوا في الأندلس، ورجعوا إلى الإسلام، ومن طردوا من بلادهم، وبقيت الأندلس حية في أشخاصهم، وفي قلوبهم. وفي 25/1/1989م أعلن قرار عقد المؤتمر رسميا في الصحافة الأسبانية [10]

بتاريخ 1-3 / 9/1989م، في بلدة قسطلة (مقاطعة قادس ) . ثم تكونت لجنة لتهيئ المؤتمر برئاسة محمد رميرز فرج ، والي "الجماعة"، على فرح الجزيرة الخضراء . وفي 10/3/1988م أقام هـذا الأخير مؤتمرا صحفيا في أحد فنادق الجزيرة الخضراء الكبرى، فسر فيه للصحفيين أهداف المؤتمر وأهميته [11]

مما كان له الأثر الطيب في الصحافة الأسبانية، ورددت صداه الصحافة المغربية الناطقة بالفرنسية [12]

وفي سنتي 1988 و1989م، كلفت الحكومة الأسبانية "الجماعة" بالمشاركة في تعليم العاطلين عن العمل وتأهليهم. وهكذا نظمت "الجماعة" نفسها، ونجحت في إعطاء دروس للمئات من الموطنين، بتمويل من الدولة في مراكزها بإشبيلية ، وقرطبة ، ومالقة ، ومرسية ، والجزيرة الخضراء في اختصاصات مختلفة، بما فيها تعليم اللغة العربية، كلغة من اللغات القومية الأسبانية، لكونها لغة الأندلس القديمة.

وفي 19/6/1989م شارك "حزب التحرير الأندلسي" في الانتخابات الأوروبية، فحصل على 9419 صوتا في كل أسبانيا ، أي أقل بـ462 من عدد الأصوات المحصلة في انتخابات سنة 1987م، منها 2216 من الأندلس، و1999 من قطلونية ، و4204 من مناطق أسبانيا الأخرى.

ولم ترض هـذه النتيجة لا "الجماعة"، ولا أعضاء "حزب التحرير [ ص: 152 ] الأندلسي". فاجتمع مجلس "الجماعة" في الجزيرة الخضراء يوم السبت 15/7/1989م، وتدارس فائدة العمل السياسي في الوقت الراهن، موازيا محاسنه بمساوئه. وكان رأي الأكثرية أن هـدف تأسيس "حزب التحرير الأندلسي" كان التعريف بالمبادئ الإسلامية، والهوية الأندلسية، لأكبر عدد من الأندلسيين، وأن عدد المقتنعين بهذه الأفكار لم يزد حسب الانتخابات، بينما ازدادت أعداد أعداء "الجماعة" بسبب الحركة السياسية. لذا رأوا أن مضار "الحزب" في الوقت الراهن هـي أكثر من محاسنه، فقررت "الجماعة" أن تطلب من "الحزب" أن يلغي نفسه، فصوت بالأكثرية قرار إلغاء "حزب التحرير الأندلسي" [13] ، وقررت "الجماعة" التعاون مع كل الأحزاب السياسية التي تعطف على الشعب الأندلسي، والهوية الأندلسية، والمبادئ الإسلامية.

وفي 14/7/1989م، اعترفت "اللجنة الاستشارية للحرية الدينية" في أسبانيا بالإجماع، بالإسلام كدين ذي جذور أسبانية وثيقة. ويعني هـذا الاعتراف بالدين الإسلامي، بعد سقوط غرناطة بـ497 سنة، وبعد الطرد الكبير بـ380 سنة [14]

حصول المسلمين على نفس المساعدات التي تحصل عليها الأديان الأخرى المعترف بها، كالكاثوليكية والبروتستانتية واليهودية ، شرط أن تتوحد جميع الجماعات الإسلامية في أسبانيا في اتحاد، للتعامل كمسلمين، مع السلطة الأسبانية بصوت واحد.

وفي نفس الشهر، أسست "الجماعة" في قرطبة مركزا للدراسات الأندلسية، ومجلة "لام ألف"، وهي مجلة إسلامية علمية، ذات مستوى رفيع، تقدم باللغة الأسبانية أبحاثا أندلسية إسلامية، ومواضيع تهم الحاضر والتاريخ، والهوية الأندلسية . رئيس تحرير المجلة هـو عبد الرحمن مدينة مليرة ، ومدير النشر هـو عبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي . وقد نشرت "الجماعة" 5000 نسخة للمجلة، التي ظهر منها لحد منتصف 1990م، ثلاثة أعداد. [ ص: 153 ]

وفي أوائل أغسطس سنة 1989م، زار بعض مراكز "الجماعة" في الجزيرة الخضراء ، وشريش ، وإشبيلية ، وقرطبة ، ومالقة ، وفد، منهم الأساتذة: كامل سلامة الدقس ، نائب أمين عام رابطة العالم الإسلامي، وخليل محمد حمد ، أمين عام هـيئة الإغاثة الإسلامية بالكويت ، ومحمد عمر جمجوم ، أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بجدة ، وحامد الرفاعي مستشار برابطة العالم الإسلامي [15]

وفي يوم الجمعة 1 / 9/1989م، افتتح "المؤتمر الأندلسي الأول" في مقر المريمة ببلدة قسطلة (مقاطعة قادس ) ، بآيات من القرآن الكريم، ثم النشيد الوطني الأندلسي بحضور أنطونيو كونزالس اسبينوزا ، عمدة قسطلة، وأنطونيو رويز خمينيس ، عمدة طريف ، ومحمد رميرز فرج ، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، وعبد الرحمن محمد معنان الحبصاوي ، رئيس مجلس " الجماعة الإسلامية في الأندلس "، كما حضر المؤتمر ما يزيد عن المائتين من أعضاء "الجماعة" وأصدقائها، وحوالي مائة ممثل عن الجاليات الأندلسية في الشتات الأندلسي، منهم: الدكتور عبد الكريم كريم ، ممثلا عن جمعية رباط الفتح، وعائلته، وكاتبه وعائلته، وأندلسيون من تونس على رأسهم رضوان الرشيكو ، ومن الجزائر ، والمكسيك ، وتركيا ، وغيرها من البلاد. وغطى المؤتمر أكثر من 30 صحفيا من عدة دول. وكان الجميع مقيما في مقر المؤتمرات بالريمة ، حيث أقيمت الصلوات الخمس جماعة في مسجد هـيئ للمناسبة، طيلة أيام المؤتمر.

وبعد الحفل الافتتاحي، تقدم عبد الرحمن معنان بالترحيب بالحاضرين، ثم قدم رؤساء الوفود كلمات جمعياتهم، رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ، وجمعية رباط الفتح بالرباط، ومركز الدراسات الإسلامية بمربلة ، وكلية العلوم الإسلامية باسطنبول ، ومسجد باريز بفرنسا ، والجمعية الثقافية الإسلامية بتطوان ، وغيرها من الجمعيات. ثم قدم في الجلسة الأولى عبد الرحمن مدينة بحثا عن الجذور الأندلسية وتاريخ الأندلس ، وفرانسسكو سانش روانو عن الأندلسيين [ ص: 154 ] في جزيرة أفريطش ، وحاج الدين ساري الغوثي (جزائري من فرنسا ) عن التصوف في الأندلس . ثم أقيمت صلاة الجمعة بإمامه عبد الرحمن معنان . وقدم كاتبه بحثا في الجلسة الثانية عن الجذور الإسلامية للقومية الأندلسية المعاصرة، كما قدم الأستاذ محمد بن شقرون (من الدار البيضاء ) ، بحثا في الأدب الأندلسي. وبعد المناقشات، توجه المؤتمرون إلى بلدة طريف حيث صلوا صلاة المغرب في الساحة العامة، ثم استقبلهم العمدة، والمجلس البلدي، ورحبوا بهم، ثم استقبلتهم "مدرسة جنوب أوروبا للفنون"، حيث أقام لهم فيها مديرها، هـارون قومس دي أبلانيدا (عضو في الجماعة) ، عشاء فاخرا [16]

وفي يوم السبت، افتتحت الجلستان الثالثة والرابعة للمؤتمر بمحاضرة الأستاذ إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني ، عن الثقافة الأندلسية، وأخرى لكارلوس بوساكمون عن الآثار الأندلسية، وثالثة للشيخ علال البشر ، عن الواقع الأندلسي. ورابعة للمهندس رضوان الرشيكو عن الهجرة الأندلسية إلى تونس ، وخامسة للأستاذ المأمون الفاسي الفهري ، عن تاريخ عائلة أندلسية في المغرب ، وسادسة للأستاذ خابير كبلولارا ، وسابعة للأستاذ جعفر بن محمد الزمزمي الكتاني ، عن الشتات الأندلسي، وثامنة للشريف سيدي على الريسوني (من شفشاون ) ، وتاسعة للأستاذ علي أوزاك (من جامعة استنبول بتركيا ) . وانتهى برنامج اليوم بزيارة إلى قشريش ( مقاطعة مالقة ) ، بلدة بلاس أنفانتي ، فأقام جميع سكان البلدة وعلى رأسهم عمدتها احتفالا رائعا بالمؤتمرين [17]

انتهى المؤتمر يوم الأحد بتأسيس مجلس أعلى أندلسي، يجمع بين أهل المهجر وأهل الأندلس، انتخب له رئيسان ( محمد رميرز فرج ، وكاتبه) ، وحدد له مهام تقوية الثقافة الأندلسية في المهجر، وربط أبناء السلالات الأندلسية بإخوانهم في [ ص: 155 ] الأندلس ، كما تقرر عقد المؤتمر الثاني في الرباط ، والثالث في إشبيلية [18] ، وتأسيس جامعة إسلامية في قرطبة ، عينت لها لجنة منظمة..

وفي 18 / 11/1989م عقدت اللجنة أول اجتماعاتها في مقر "الجماعة" بالجزيرة الخضراء [19]

ولقد حصل المؤتمر على تغطية جيدة في الصحافة الأسبانية والتليفزيون والراديو. وكان له الأثر الطيب، خاصة في منطقة الأندلس، كما غطى المؤتمر تغطية لا بأس بها في المغرب [20]

وقامت " الجماعة الإسلامية في الأندلس " بمجهود كبير في تنظيم هـذا المؤتمر، وعملت على تمويله دون مساعدة.

وفي الحقبة 3-5/5/1990م أقامت "الجماعة" بمركزها بقرطبة، مؤتمرا للحوار الديني بين عدة ديانات أسبانية، حضره عدد كبير من أهل البلد، كان مناسبة هـامة لتقديم الإسلام للحاضرين [21] . وقد شارك في هـذه الندوة ممثلون عن الديانات النصرانية واليهودية والبورية ، والبراهمية ، والزرادشتية .

وفي 7/1990م فتحت "الجماعة" مركزها الثامن في مدينة قبرة ، جنوبي مقاطعة قرطبة. وفي 10 / 9/1990م، اشترت "الجماعة" بشارع روي لوبيز ، رقم 17، بمدينة شريش ، بيتا، بتكلفة قدرها 12 مليون بسيطة، مساحته 380 مترا مربعا، وهو صالح لإعادة بنائه كمركز إسلامي لائق في وسط هـذه المدينة الأندلسية التاريخية.

كما تابعت "الجماعة" الحوار مع الجماعات الإسلامية الأخرى في أسبانيا ، لتأسيس اتحاد شامل لمسلمي أسبانيا يكون فيه الدور الفعال لأهل البلد من [ ص: 156 ] الأندلسيين. كما استطاعت الجماعة الحصول على بيت " جماعة قرطبة الإسلامية "، وضم أعضائها إليها. وبهذا لم يضع المجهود الأول الذي بسببه ابتدأ النشاط الإسلامي في قرطبة .

هذا هـو المجهود الضخم الذي قامت به " الجماعة الإسلامية في الأندلس " في ظرف عشر سنوات من العمل الشاق، حتى أصبحت أهم جماعة إسلامية منظمة في أسبانيا . وذلك بدون عون يذكر من العالم الإسلامي، بل رغم كثير من المثبطات والعراقيل التي جعلتها بعض الجمعيات الإسلامية الوافدة في طريقها. وللجماعة أمل كبير في أن تتابع مسيرتها حتى يصبح الإسلام حيا ورائدا من جديد في أرض الأندلس المناضلة، بإذن الله. [ ص: 157 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية