الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
مع الدلالة والتطور

سأعرض في هـذا الفصل لجملة من المواد، استعملت في لغة القرآن استعمالا خاصا، ومن هـذه، أفعال وأدوات، كحروف الجر وغيرها. وقد فسر أهل اللغة هـذه الاستعمالات الخاصة تفسيرا خاصا، أسموه: (التضمين) [1] والتضمين: مصطلح يتصل أيضا بالبلاغة والعروض، وقد بسطت هـذا الموضوع في مكان آخر، أما التضمين الذي نأتي إليه في هـذا الفصل، فإن مواده تتصل باللغة والنحو. وفي الحق، إن هـذا القسم غير مستقل عن التضمين في البلاغة والعروض، من حيث بعده عن البلاغة، واتصاله بالمباحث اللغوية والنحوية، فقد امتدت إليه يد البلاغة، فناقشت أصوله في ضوء العقلية البلاغية التي شاعت في المنهج اللغوي، ومن المعلوم أن المنهج البلاغي يستدعي البحث في النصوص الأدبية، للوصول إلى الصور البيانية والقيم الجمالية.

ومن المعلوم أيضا أن الجانب النحوي في موضوع التضمين، قد تعرض لسؤالات بلاغية، كالاستفسار عن (ماهيته) ، أحقيقة هـو أم مجاز؟ وهل القيد فيه حال منتزعة من المنقول منه؟ وما يشبه ذلك من المسائل البلاغية.

ولكي نعطي فكرة واضحة عن هـذا القسم، رأينا أن نعرض لمواضع التضمين في الاستعمال، لنخلص إلى تحديده وضبطه وتعريفه، ثم نقرر أحقيقة هـو أم مجاز، رغبة منا في أن نصل بعد هـذا إلى أنه قياسي، يجوز أن يقاس عليه مما اشتهر استعماله، أو أنه سماعي لا يقاس عليه. [ ص: 104 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية