الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 109 ] 4172 - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم قرابة أحمد بن منيع ، قال : نا الحسن بن سوار ، قال : نا الليث بن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي يحيى ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان - رضي الله عنه - قال خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد صلاة الصبح ، فقال : إن ربي أتاني الليلة في أحسن صورة فقال : يا محمد ، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت : لا ، قال : ثم ذكر شيئا ، قال : فخيل لي ما بين السماء والأرض ، قال : قلت : نعم يا رب يختصمون في الكفارات والدرجات ، فأما الدرجات فإطعام الطعام ، وبذل السلام ، وقيام الليل والناس نيام ، وأما الكفارت : فمشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في المكروهات ، وجلوس في المساجد خلف الصلوات ، ثم قال : يا محمد ، قل تسمع ، وسل تعطه ، قال : قلت : فعلمني ، قال : قل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ، وحب المساكين ، وأن تغفر لي وترحمني ، وإن أردت فتنة في قوم فتوفني إليك وأنا غير مفتون ، اللهم أسألك حبك وحب من يحبك وحبا يبلغني حبك .

[ ص: 110 ] وهذا الحديث قد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو كلامه من وجوه ، فذكرنا حديث ثوبان دون غيره لأن في الأحاديث الأخر اضطرابا ، واقتصرنا على هذا الحديث وفيه أيضا زيادة ليست في حديث معاذ بن جبل ولا في حديث ابن عباس ولا في حديث عبد الرحمن بن عائش .

التالي السابق


الخدمات العلمية