الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
4305 - حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ، قال : نا عبيد الله بن موسى ، قال : نا إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي سعد الأزدي ، قال : نا زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعنا ناس من الأعراب ، فكنا نبتدر الماء ، فكان الأعراب يسبقوننا ، فيسبق الأعرابي أصحابه ، فيملأ الحوض ، يجعل حوله حجارة ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه . قال : فأتى رجل من الأنصار أعرابيا ، فأدخل زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه ، فانتزع حجرا فغاص الماء ، فرفع الأعرابي خشبة ، فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين فأخبره ، وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ، وقال : لا تنفقوا على من عند رسول الله ; حتى ينفضوا من حوله - يعني : الأعراب - وكانوا يحضرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الطعام ، فقال عبد الله لأصحابه : إذا انفضوا من عند محمد فأتوا محمدا بالطعام ، فليأكل هو ومن عنده ، ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم المدينة [ ص: 218 ] فليخرجن الأعز منكم الأذل . قال زيد : وأنا ردف عمي ، فسمعت عبد الله بن أبي ، وكنا أخواله ، فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحلف وجحد ، فصدقه وكذبني ، فجاء إلي عمي ، فقال : ما أردت أن قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله وكذبك ، وكذبك المسلمون ، قال : فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قط ، قال : فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأخفقت برأسي من الهم ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الملك أو الدنيا ، ثم إن أبا بكر لحقني ، فقال : ما قال لك رسول الله ؟ قلت : ما قال لي شيئا إلا أنه عرك في أذني وضحك في وجهي ، فقال : أبشر ، ثم لحقني عمر ، فقال لي مثل قول أبي بكر ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقين .

التالي السابق


الخدمات العلمية