الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
4081 - حدثنا محمد بن عيسى التميمي ، قال : نا العباس بن نجيح [ ص: 20 ] الدمشقي ، قال : نا بكر بن عبد العزيز ابن أخي إسماعيل بن عبيد الله ابن أبي المهاجر ، عن سليمان بن أبي كريمة ، عن حيان مولى أبي الدرداء ، قال : سمعت أم الدرداء أو حدثتني أم الدرداء ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجدت جماعة من العرب يتفاخرون فيما بينهم ، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما هذا يا أبا الدرداء الذي أسمع ؟ " فقلت : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه العرب تفاخر فيما بينها ، فقال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا الدرداء ، إذا فاخرت ففاخر بقريش ، فإذا كاثرت فكاثر بتميم ، فإذا حاربت فحارب بقيس ، ألا إن وجوهها كنانة ولسانها أسد وفرسانها قيس ، يا أبا الدرداء ، إن لله فرسانا في سمائه يحارب بهم أعداءه وهم الملائكة ، وله فرسان في أرضه يحارب بهم أعداءه وهم قيس يا أبا الدرداء ، إن آخر من يقاتل عن [ ص: 21 ] الإسلام حين لا يبقى إلا ذكره ، ومن القرآن إلا رسمه لرجل من قيس " .

قال: قلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي قيس ؟ قال : " من سليم
.

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ، والعباس بن نجيح ليس به بأس ، وبكر بن عبد العزيز هذا ليس بمعروف بالنقل ، وإن كان معروفا بالنسب ، وكذلك سليمان بن أبي كريمة ، ولكن لما لم نحفظ هذا اللفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من إخراجه وتبيين علته .

التالي السابق


الخدمات العلمية