الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجي وقد اتبعت كل وسائل النصح معه؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أم لسبعة أبناء، أعاني من سوء أخلاق زوجي من حيث محادثته للفتيات على النت، والتحرش بهن، ولقد اتبعت جميع الطرق من أجل إصلاحه، سواء عن طريق الأقارب أو الأهل للإصلاح، أو بالتهديد من قبل الأمن، ولكن دون جدوى، فهو يعود ثانية.

الآن أنا وأبنائي في حالة نفسية لا يعلم بها إلا الله عز وجل، خاصة ولقد اعتزل الأولاد، وغالبا ما يهجرني، وكلما فكرت في الانفصال، فإن الأبناء يرفضون ويقولون نحن معك إذا خرجت، وأنا لا أستطيع إعالة الأبناء إذا خرجوا معي، فأنا في حيرة من أمري.

أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م س ع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على إصلاح الزوج، وندعوك إلى مواصلة الخير والرغبة في إصلاحه، فإنكم تؤجرون على دعوته، وسيأتي اليوم الذي يهديه الله بحوله وفضله ومنّه، فاجتهدوا في الدعاء له، وحاولوا أن تسدوا هذه الأبواب، واطلبوا من أبنائه أن يقتربوا منه، وأن يشاركوك في النصح له، وحاولي ألا تهجريه أو تمنعيه حقه، فإن ذلك يدفعه إلى المزيد من الانحراف والضياع، بل بالعكس نحن ندعوك إلى الاقتراب منه، والدخول في حياته، وملاطفته، وحسن استقباله، وحسن الاستماع إليه، لأن هذه الأمور هي التي تجعله يهرب من البيت إلى حيث الشقيات.

وفروا ذلك الذي يجده عندهنَّ من الاهتمام، وشجعي الأبناء على طاعته وبره والاقتراب منه، ولا تستعدي عليه الآخرين، فإنك إذا عرفت المرض فعليك أن تسعي في طلب العلاج له، وسؤال الله له العافية، والحرص على تشجيعه، واستثمار ما عنده من الخير، والاستفادة مما بين يديه من أموال، وتحويلها في مشاريع نافعة، حتى لا يجد أموالاً طائلة يستخدمها فيما يُغضب الله تعالى.

وهذه المراهقة المتأخرة –إن صحت الكلمة– تحتاج منكم إلى صبر، وتحتاج منكم إلى قرب واهتمام، حاولوا أن تسألوه عن الذي فقده في البيت ووجده في الخارج، حاولوا أن تعوضوه عن تلك الأشياء، شجعوه على أن يتزوج بالحلال إن أراد، إلى غير ذلك من المواقف والأمور التي يمكن أن يكون لها أثر عليه، ونسأل الله أن يرده إلى الحق وإلى الصواب.

لا أظن أن كلام الناس، والتشنيع عليه، وهتك ستره، سيشجعه على الرجوع؛ لأن ذلك يعني أنه سيجاهر، وأنه لن يبالي طالما عرف الناس، ولذلك ذكّريه برب الناس، وخوّفيه من عقابه، واقتربوا منه، واجعلوا البيت بيئة جاذبة، واعلموا أن لحظة الهداية ستأتي، ولكن هو بحاجة إلى من يهيئ له المكان ويستقبله، واهتموا به، وعند ذلك وفي وقت مناسب للنصح بعد أن تنتقوا الكلمات، وتختاروا الأوقات، وتذكروه بإيجابياته، كلموه عن عواقب السير في هذا الطريق الذي لا يُرضي الله تبارك وتعالى.

ونتمنى عند ذلك أيضًا أن تذكروه بمحاسنه وبمكانته، وتبيّنوا له خطورة هذا الأثر على أبنائه إذا عرف الناس، وشيع بين الناس أن والدهم فعل كذا وكذا، فإن في هذا إساءة للبُنيات، وإساءة لأسرته، وقطعًا العاقل لا يرضى هذا لأبنائه وبناته.

وأرجو أن يكون في هذا مع التذكير بالله تعالى من قبل ومن بعد سبب لعودته إلى الحق والصواب، ونحن نعتقد أن ذلك ليس صعبًا، فالهداية بيد الله، وما عند الله من الخير لا يُنال إلا بطاعته، فأكثروا من التوجه إلى الله تعالى بصدق، وأخلصوا له في دعوته والدعاء له، ونسأل الله لنا ولكم وله التوفيق والسداد والعودة إلى الحق والخير والتوبة النصوح، كل ذلك بيد الله، نسأل الله أن يأخذ بيده وناصيته إلى الخير، فالله مصرف القلوب، وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الله، يصرفها ويقلبها.

نسأل الله لكم التوفيق والسداد، ونشكر لكم التواصل مع الموقع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً