الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أتواصل مع شاب كتابيا، كيف أدعوه لترك الحرام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أتوب وأتوقف عن التفكير بالزواج لكن لم أقدر، وبعد أن أصبح في البيت نت تغيرت حياتي، تعرفت على شاب في النت، كان يبدو متدينا وينصحني دائما، كان مثل أخ وقدوة وبعد فترة اعترف بحبه لي، - الحمد لله - لم يكن بيننا شيء غير الكتابات ونتشارك النصائح والمشاكل والهموم، بطبيعتي إنسانة حساسة وكتومة ووجدت فيه كل ما أبحث عنه، من خوف عليّ ونصائح لدرجة تغيرت حياتي، مثل: لبس قفازات عند خروجي، عدم تأخير الصلاة، وغيرها.

أهلي لا يعرفون شيئا عنه، مرة أخبرني بأنه يريد خطبتي لكن لا يريد أن يعرف أحد بأنه يتراسل معي من قبل، ولا يعرف اسمي ولا مكان سكني، تركنا اجتماعنا للقدر، فقد أخبرني أن الدنيا نصيب ويمكن أن أكون من نصيبه، اختفى قبل أسبوعين، اليوم دخلت على الفيس بوك الخاص به ووجدته قد تغير وكأنه أصبح شخصا آخر، هو لم يكن يعرف فيس بوك إلا من خلالي، أخبرني مرة أنه يريد تركه لأنه لم يعجبه، لكن لم يستطع، أحسه بدأ يتجه للحرام - الله يهديه -.

أخاف عليه كثيرا من أن يقع فيما حرم الله، وأريد نصحه خصوصا أنه لا يعرف الفيس بوك الخاص بي، ولا أريد أن يعرف أنه أنا، لكن لا أعرف ما أكتب له، أرجو مساعدتي لنصحه وإرجاعه لطريق الحق، وتدعوا لنا بالهداية والصلاح والستر والاجتماع بالحلال.

أخاف على نفسي من الحرام، خصوصا أن أهلي يرفضون تزويجي ولا أعلم السبب، ربما بسبب وجود أخت أكبر مني، لكن هي ستتزوج قريبا، ولا أدري سبب رفضهم لمن يتقدم لي، خصوصا أنهم لا يشاورونني أو يخبرونني بأني خطبت، أختي هي من تعرف وهي من ترفض.

صرت دائما أبكي ويتأثر مستواي الدراسي، خصوصا أن زواجها مع الامتحانات الفصلية، ورفضوا تأجيله رغم علمهم أن لدي اختبارات، أحسهم لا يحبونني ولا تهمهم أموري، وهذا الشعور يراودني منذ صغري، وكنت أخبرهم به فيضحكون علي، أما الآن صرت أحب العزلة عن الناس والجلوس في البيت والبكاء وحيدة، ولا أقدر أن أخبر أمي بما أحس، خصوصا أني لست قريبة منها ولا أدري ماذا أفعل؟ تعبت حتى صرت أريد الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة -، ونحب أن نؤكد لك ولبناتنا الفاضلات أننا لا نريد لهن التواصل مع الشباب حتى ولو على سبيل النصح؛ لأن الفتاة لا ينبغي لها أن تنصح الرجال إلا إذا أمنت على نفسها، وهذا من الخطورة بمكان، وكثير من الناس يبدأ بهذه المداخل والشيطان يبدأ بينهما بالنصائح، ثم ينتهي الأمر إلى ما لا تحمد عقباه.

واحمدي الله على سلامة التخلص، ونظافة العلاقة التي كانت بينكم، ولكن يبدو أنها شغلتك، وبدأت تفكرين بهذا الاتجاه، لأن التواصل يثير الغرائز، ولا تجد الفتاة لها أبوابا ونوافذ من الحلال فيشوش ذلك عليها، وقد يدفعها إلى ما لا يرضي الله، إلا أن يعصمها الله تعالى، فلا توردي نفسك موارد الهلكة، ونسأل الله تعالى أن يهدي ذلك الشاب.

ولا مانع من أن تكتفي بالدعاء له، وإذا كان هناك جهات دعوية يمكنها التواصل معه، أو رجال دعاة يستطيعون أن يقدموا له النصائح، فنحن نريد أن يقوم الرجال بنصح الرجال، وتجتهد الفتاة على النصح لأخواتها من البنات، فهن يتأثرن بها أكثر، أما أن تخوض الفتاة هذا الغمار فتنصح هذا وهذا، وتتواصل مع هذا، فإن هذا طريق غير مأمون العواقب، ونحب أن نؤكد لك أن الأسرة تحبك فلا تجعلي بينك وبينهم حواجز وهمية، اقتربي من الوالدة مهما كان، واحرصي على التواصل مع أفراد البيت، ولا تنعزلي عنهم، فإن الشيطان مع الواحد.

واعلمي أن الأهل عندما يردون الخطاب إما لأنهم يعتبرون أنك صغيرة، وبعض القبائل يرفضون خطبة الصغيرة إذا كانت الكبيرة لم تخطب، فإذا كانت الكبرى قد سهل الله أمرها، فأرجو أن تقتربي الآن من أسرتك، ولا تجعلي مثل هذه الحواجز الوهمية، واعلمي أن الوالدة حتى لو شعرت أنها بعيدة عنك، فلا بد أن تقتربي منها، لأن رضاها وخدمتها والإحسان إليها مما يؤجر عليه الإنسان، وكلنا يبحث عن الثواب الذي يوصله إلى رضوان الله تعالى.

نسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وندعوك للتوقف عن التواصل مع هذا الشاب أو غيره، وندعوك للاقتراب من أسرتك، واشغلي نفسك بالطاعة، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وتواصلي مع مراكز القرآن، وحضور المحاضرات، فستجدين هناك من الصالحات من يبحث عن أمثالك لإخوانهن ومحارمهن.

ونسأله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، مع ضرورة كتمان ما حصل إذا وقع الارتباط بذلك الشاب إذا عاد وتاب وجاء لداركم من الباب.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً