الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من ركوب المواصلات ومن هواجس تؤرقني، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.
أشكر جهودكم في هذا الموقع، وجزاكم الله خيراً.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، أعاني من خوف شديد وقلق وتوتر غير طبيعي، وبالذات الخوف من الموت والأمراض والفقد، ودائماً قلقة ومتوترة وحزينة، وساعات نومي غير منتظمة، وعندما تنتابني هذه الحالة يصيبني ضيق في التنفس ورجفة في الجسم وتنميل في اليد والرجل والجنب الأيسر، وأشعر حينها أنني سأموت.

أخاف من الخروج والبعد عن منزلنا، وأخاف ركوب الطائرة والسيارات، وأخاف البعد عن أمي، وتنتابني أفكار غير طبيعية وهواجس مفزعة، مثل: كيف خلقنا؟ وكيف نتزاوج؟ وكيف تلد المرأة؟ وكيف نأكل ونمشي؟ وأفكر في حالي بعد الموت، وكيف جسمي يتحلل.

كما أنني لا أستطيع الأكل، وإذا أكلت يأتيني خوف وأصاب بالإسهال أو الإمساك، وقد ذهبت إلى عدة رقاة، وأخبروني بأن هذه عين وحسد، وبفضل الله أرقي نفسي ثم تخف هذه الحالة، ولكنها ترجع لي مرة ثانية.

لقد تعبت جدا، فهذه الحالة الآن تصيبني بكثرة، لأنني أجبرت نفسي، وأتيت مع والدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للسياحة، ولم أذق طعم الاستمتاع في هذه الرحلة من شدة خوفي، وأتمنى أن أرجع إلى منزلنا في مكة بأقرب وقت، وأيضا خائفة من الطائرة في الرجوع.

سامحوني على الإطالة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nuha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك قلق المخاوف الوسواسي، وهي حالة معروفة جداً في الطب النفسي، والقلق هو كثيراً ما يتداخل مع الخوف ومع الوسوسة.

الأسئلة التي تطرح نفسها عليك هي أسئلة محيرة بالفعل حول طبيعة الأشياء، والهواجس، والموت وما بعد الموت، وهي وساوس قهرية لا شك في ذلك.

وبما أنه لديك خلفية تمثل القلق والخوف، وفيها مكون رئيسي يسيطر وهو هذه الوساوس على كيانك، والتي تؤدي إلى المزيد من الخوف ومن القلق، فهي كما ذكرت لك حالة معروفة، وإن شاء الله تعالى تكون عابرة، فحقريها ولا تهتمي بها.

لا أعتقد أنك مصابة بالعين أو الحسد بالرغم من إيماني المطلق بهما، ومن يعتقد أنه مصاب بالعين والحسد يحرص فعلى أذكاره والرقية الشرعية، ويكون على يقين تام أن الله خير حافظ، وأن الله سيبطل السحر، هذه هي القناعة التي يجب أن تصلي إليها.

فحقري مخاوفك ووساوسك، واستمعتي بإجازتك مع والديك، وخططي لمستقبلك بصورة أكثر إيجابية، ولا تجعلي مجالاً للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني ليسيطر عليكِ، لأن ذلك يعطي فرصة عظمية للوساوس والمخاوف حتى تنمو وتظهر؛ إذاً: حسن إدارة الوقت وحسن إدارة الفكر تجعل الإنسان يتخطى مراحل الخوف والقلق والوسوسة هذه.

أنا أرى أيضاً أن تناول علاج دوائي سوف يفيدك كثيراً، فالدواء يسيطرُ بصفةٍ تامةٍ على هذه الأعراض ويزيلها، وحين تخف حدة الأعراض من خلال تناول الأدوية؛ يستطيع الإنسان أن ينخرط في البرامج السلوكية بصورة أكثر إيجابية وفاعلية، من تحقير الخوف والوسوسة، والتعرض لمصدر الخوف دون التجنب، وحسن إدارة الوقت.

تشاوري مع والديك حول مقابلة أحد الأطباء النفسيين، ومن أفضل الأدوية التي يمكن أن تتناوليها: عقار سبرالكس، أو عقار براكستين، والذي يعرف باسم زيروكسات، أو عقار زولفت، والذي يعرف باسم سيرترالين لمدة العلاج، وهي: ثلاثة إلى ستة أشهر، وأي واحد من هذه الأدوية سليمٌ وفاعل.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً