الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعوة غير العرب إلى الإسلام

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طبيبة من مصر، وأعيش في السعودية، ولي نشاط دعوي والحمد لله، ولكن ما أشكل علي هو أنني بدأت في دعوة غير العرب، وأقصد مجموعة من الممرضات المسلمات من جنسيات غير عربية، تشمل فلبينيات وهنديات وباكستانيات وقليل من السريلنكيات، وبدأ اللقاء بالاجتماع على تلاوة وحفظ بعض آيات القرآن، ثم بدءوا يسألونني بعض الأسئلة الفقهية، وكنت أجيبهم من كتاب فقه السنة، ولكن مع بعض المعاناة بسبب ترجمة هذه الأحكام إلى الإنجليزية، وهي اللغة التي تجمع بيننا، كانت البداية منذ حوالي 4 سنوات، ثم تطور نشاطنا بعد أن أتموا حفظ جزء عم وبعض السور مثل يس وغيرها، فاستعرت كتاب تفسير القران باللغة الإنجليزية، وبدأت معهم التفسير، وأجد عندهم فهم لمعرفة المزيد عن أمور الدين، وخصوصاً بعدما ازداد حبهم لدينهم، فبدءوا يعملون في دعوة غير المسلمات للإسلام، وبالفعل في خلال عامين أسلم حوالي 7 إلى 9 مسيحيات والحمد لله، وقد أقمنا لكل واحدة منهن حفلة، وقدمنا لهن الهدايا، وكل هذا بمجهودنا المحدود ولله الحمد.
وأما سبب ما جعلني أرسل إليكم فهو أنني لا أدري كيف أستمر، وكيف أنمي هذا النشاط، خاصةً وأن عددهم في ازدياد والحمد لله، فقد كانت البداية سبع أو تسع ووصل العدد إلى 30، ثم إني وجدت عندهم بعض المشكلات التي لم أتعرض لها في دعوتي من قبل، وعذراً فيما سأكتبه من نوعية المشكلات، ومنها وجود في الأغلب لكل واحدة منهن Boy friend ، كما سمعت عن وجود بعض حالات الشذوذ الجنسي، ولكن هذه الأخيرة ليست في المسلمات اللاتي يحضرن الجلسة، ولكن مع مسلمات أخريات يعملن معهن، وقد تكون إحداهن تقيم في نفس الغرفة التي تقيم فيها إحدى أخواتي، ثم اكتشفت مؤخراً أن بينهم بعض الضغائن بسبب اختلاف الجنسيات.

وأخيراً أريد الاستعانة بكم في بعض الأمور المحددة إذا كان عندكم المزيد، وجزاكم الله خيراً:

1- أعينوني بمواقع تكتب محاضرات مترجمة تتحدث عن العقيدة والسيرة والرقائق.

2- كيف أؤلف بينهم كجنسيات مختلفة؟

3- ما هي الأنشطة التي أستطيع ممارستها معهم، علماً بأننا نجتمع أسبوعياً فقط في مكان واسع في إحدى المباني المخصصة لسكناهم؟ وهناك مشكلة دائمة وهي أن عليهن بالطبع حراسة أمنية تمنع خروجهن إلا للعمل في المشفى فقط، ولا حتى مسموح لهن بزيارتي.

4- كيف تكون دعوة غير المسلمات، وأقصد كيف ننمي نشاطهم الدعوي لغيرهن من المسيحيات؟

5- ما هو دوري أنا بالذات ودورهن عامةً مع المسلمات الجدد؟ وإذا كان لابد من تعريفهن بالمزيد عن الإسلام، فهل أكتفي بحضورهن هذه الجلسة؟ وإذا كان هناك شيء إضافي فعن أي شيء أتحدث فيه معهم، مع مراعاة مشكلتي الدائمة في التحدث بالإنجليزية، فأنا دراستي كلها بالإنجليزية، ولكن الفرق كبير جداً بين مصطلحات الطب والدين، على الرغم من أن دراستي هونت الأمر كثيراً، ولكن المعاناة في تبليغ المعلومة لهن فعلابدأت تسبب عائقاً كبيراً جداً، وقد أترك الحديث في أمر ما هام لهن لعدم حضور المعاني لدي.

6- مشكلة قلة احتكاكي بهم، إلا من خلال لقائي الأسبوعي معهم.

7- طلبت منهم كشف بأسماء الممرضات المسلمات العاملات بالمستشفى حتى نتواصل معهم، وقد تم هذا بالفعل، ولكني لا أدري كيف أتمم هذا النشاط، وقد بلغ عددهم خمسين، علماً بأن هناك عدداً آخر مثله أو قد يزيد من العاملات المسلمات، ولكني اكتفيت بالممرضات كبداية.

8- توجد جمعية بالمستشفى اسمها التوعية الإسلامية، وأنا على اتصال بمديرها من خلال إحدى هؤلاء الممرضات، وقد أستعين بها إذا احتاج الأمر، مثل بعض الكتب المترجمة، ولكني لا أستغل هذه الجمعية كما ينبغي، فأرجو منكم أن تقدموا لي بعض المقترحات التي سأقدمها لهم حتى تخدم نشاطنا.

9- كيف أتعامل مع مشكلاتهم الخاصة التي أخبرتكم بها سابقاً؟
وجزاكم الله خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الداعية الدكتورة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الدعاة على بصيرة، وأن يحشرك في زمرة الدعاة يوم القيامة، كما أسأله جل وعلا أن يجزل لك المثوبة والعطاء، وأن يبيض وجهك يوم اللقاء.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه مما يشرح الصدر ويعيد الأمل في مستقبل هذه الأمة وخيريتها، وجود أخت طبيية داعية مثلك، توظف مهنتها، وتحاول استغلال ما لديها في خدمة دينها، ومساعدة أخواتها على العودة إلى جادة الطريقة، والأخذ بيد غير المسلمات للدخول في الإسلام ودين الحق.

فهذا شيءٌ عظيم ورائع حقاً، ولا أملك بعد دعائي لك إلا أن أقول: جزاك الله خيراً يا دكتورة حنان على هذا الجهد الطيب المبارك، وأسأله جل وعلا أن يتقبل ذلك منك خالصاً لوجهه الكريم، وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من الدنيا وما فيها) وفي رواية: ( خير لك من حمر النعم ).

فهنيئاً لك أختي الدكتورة حنان هذا الإنجاز العظيم الرائع، ونظراً لكبر حجم المسئولية وتناميها مع الزمن، أقترح ضرورة تقوية الروابط، وزيادة التعاون بينك وبين جمعية التوعية الإسلامية بالمستشفى للاستفادة من خبراتها وما لديها من إمكانات، كذلك مناقشة مستقبل الدعوة وحجمها، وكيفية التغلب على هذه المشكلات المذكورة وغيرها؛ لأنه من الصعب عليك السيطرة على مثل هذا العدد الكبير وإفادتهن الإفادة المؤثرة، كذلك أيضاً تلافي تحمل المسئولية وحدك، وإنما ما دام الأمر بهذه الصورة وهذا الوضوح، فالأفضل أن تكون تحت المظلة الرسمية بالمستشفى، خاصة وأن المملكة بها عدد من مراكز الجاليات التي تهتم بدعوة غير المسلمين، وعلى قدرٍ كبير من التوفيق والتميز، ولها نشاطات دعوية متميزة في طباعة الكتب والنشرات والمطويات، ومتابعة المسلمين الجدد، إلى غير ذلك من النشاطات المتميزة، فيمكنك التنسيق مع هذه الجهة إما مباشرة أو عن طريق جمعية التوعية، وأعتقد أن هذا شيءٌ ضروري؛ نظراً لتنامي الأعداد وحاجتها إلى مزيد من الجهد والطاقة التي تفوق إمكاناتك، وحتى تتمكني من مواصلة العطاء بفاعلية واقتدار، ولا يهمك المكان الذين تشغلينه، المهم أن تكون النية خالصةً لوجه الله الكريم؛ لأن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً لوجهه، وابتغي به رضاه، فحاولي الاتصال بهذه الجهات، والتنسيق معها على أن تتولى هي القيام بجميع المهام المشار إليها، ومعالجة المشكلات التي ذكرتيها، خاصةً توفير الكتب اللازمة بشتى اللغات الموجودة عندك، وربط هؤلاء ببرامج توعية منظمة تكفل الفعالية والاستمرار، وتمارسي دورك من خلالهم، وفي ذلك حماية وضمانة لاستمرار دورك الهام والمؤثر والفعال .

وأما عن المواقع على الإنترنت فهي كثيرة، منها : موقعنا الإنجليزي على الشبكة الإسلامية، وغيرهما من المواقع التي تُبث من المملكة خاصة، وكذلك مصر، وهي كثيرة ومتوفرة من فضل الله، ويمكنك الاستفادة من موقع دليل المواقع على الإنترنت، فهو يفيدك في هذا الجانب.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد في جميع أعمالك، والقبول الحسن لك من العلي الأعلى جل جلاله.
وبالله التوفيق.




مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً