الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد نصائح لاستغلال موسم رمضان ولأفيد بها الآخرين

السؤال

أريد بعضا من العبادات أو أعمال الخير التي يجب على المسلمين فعلها طوال شهر رمضان بمقدار عبادة، أو عمل خير يوميًا طوال شهر رمضان مع إعطاء أدلة توضيحية بحديث أو آية قرآنية معينة؛ لكي أنصح غيري بها طوال شهر رمضان.

برجاء مساعدتي في فعل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه، فإنَّنا نحبُّ أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: إنه لسؤال عظيم يدل على همة، نسأل الله أن تكون على قدر الجواب، ونسأل الله أن يعينك على الانتفاع بها ونشر الخير للناس.

ثانيا: أول ما تشرئب إليه الأعناق في رمضان: الصيام لما له من الأجر العظيم فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ).
ثالثًا: شقيق الصيام: القيام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه )، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قالت عائشة: رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً).

رابعًا: صلاة التراويح في المسجد: ومن المستحسن أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ).

خامسًا : الجود والنفقة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( أفضل الصدقة صدقة في رمضان ).

سادسًا: تفطير الصائمين، قال صلى الله عليه وسلم: ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ).

سابعًا: قراءة القرآن، فرمضان -أخي الحبيب- شهر القرآن، وقد وردنا من حال السلف مع القرآن في رمضان ما يذهب اللب، فقد كان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة.

وقد أجاب ابن رجب رحمه الله عن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث فقال: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان.

ثامنًا: الجلوس بعد صلاة الفجر في المسجد حتى تطلع الشمس: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة )، هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟

تاسعًا: الاعتكاف في المسجد، وخاصة العشر الأواخر من رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً )، وعن عائشة رضي الله عنها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده ).

عاشرًا: العمرة في رمضان: فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عمرة في رمضان تعدل حجة ).

وأخيرًا: أعمال الخير والبر -أخي الفاضل- أكثر من أن تحصى وباب الاستغفار والذكر واسع، نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم وأن يكتب لنا ولكم الأجر كاملا والله المستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً