الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العيش مع زوج يستخدم الضرب والإهانة لزوجته

السؤال

أنا سيدة متزوجة، وعمري 25 عاماً، زوجي يكبرني ب10 أعوام، تعبت من عذابه لي: ضرب، وإساءة، وإهانة! طلقني مرتين، وفي انتظار الثالثة! تحملته كثيراً! كان تبريره لضربه لي أن الدين ذكر ذلك! فهل الدين يرضى كل هذا العنف والمذلة؟!

كل مشاكلي بسبب كراهيته لأهلي! وإذا قابلهم يضحك لهم ويهلل! وأنا أعيش في ذلك الظلام الذي لا ينتهي! مع أنه يصلي ويعرف الله!
لدي منه طفل وطفلة، أكبرهما في الرابعة؛ لذا أعيش في هذا العذاب، وأصبر منذ 4 سنوات!

وفي كل مرة يزداد عنفاً حتى يشوه لي جسدي! أعيش في حالة رعب وخوف؛ بسبب جبروت هذا الظالم الذي لا يخاف يوم يلاقي وجه القوي الجبار! آسفة لأنني أطلت عليكم! ولكن مهما قلت، ومهما شكوت لكم، فلم أقل شيئاً مما أعاني في هذه الحياة! وأصبر على هذا بسسب أطفالي.

وأرجوك ـ أيها الشيخ ـ الذي سوف يلاقي الأجر والثواب من عرف حلاً لمشكلتي! أرجوك لا تقل لي أن أدخل إنساناً كبيراً في هذه المشكلة من العائلة؛ لأنني حاولت عدة مرات، وكان يقنعهم بإنكار كل ما يفعله معي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الكريمة / ع . ك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أولاً: نشكرك كثيراً على تكرار الكتابة لموقعك هذا! ونتمنى أن نقدم لك شيئاً يساعد في حل هذه المشكلة!

سبق أن كتبنا لك في هذا الخصوص، وكان من ضمن مقترحاتنا هو اللجوء إلى تحكيم اثنين أو أكثر من الأهل، وأنك الآن في رسالتك هذه تناشديننا ألا نقترح عليك هذا التحكيم، ولكن عندما نقول لك ذلك، فنحن نتمسك بمنهج الله تعالى في حل هذه المشاكل الزوجية؛ لأن الله تعالى يقول: (( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ))[النساء:35]، فهذا منهج الله تعالى، ومعظم الخلافات الزوجية تحل بهذا المنهج.

وبالطبع فإن الطريق البديل هو طريق المحاكم، وهذا ليس من منهجنا، ولا ندل عليه أحداً؛ لأنه آخر العلاج، ويلجأ إليه من سدت في وجهه كافة الطرق، ولكنا نرى باب التحكيم ما زال مفتوحاً ـ أختي، ولا تيأسي! وإذا لم ينجح بحكم الأول والثاني فسوف ينجح الثالث إن شاء الله! وإن اختيار الحكم له أثر كبير في حل المشكلة، فليس كل حكم ينجح في مهمته.

ولكن تجاربنا ـ أختي ـ أن الحياة الزوجية ليست كغيرها من العلاقات الأخرى، وفي كثير من الأحيان ـ ووفقاً لتجاربنا ـ وجدنا أن العلاج الأنجع هو الصبر؛ لأن مثل هذا الزوج هو امتحان وابتلاء من الله تعالى، والابتلاء يتطلب الصبر، وعاقبة الصبر ـ بلا شك ـ سعادة كبرى، فلو استطعت ـ بتوفيق الله وعونه ـ الصبر على هذا الزوج، فأؤكد لك أن الله تعالى سيحول قلبه بحكم صبرك؛ لأن القلوب بيد الله.

ونسأل الله تعالى أن يعينك عليه! وأن يصلح حاله عاجلاً، اللهم آمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً